يتحول أطول نهر في العالم، وشريان الحياة لمئات الملايين من الناس، بسرعة إلى سبب للانقسام والأزمات،ولكن مصر تحاول ملء الثقوب التي فاقمت الأمور عبر سنوات.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال أن مشروع إثيوبيا يثير الطموح لسدود الطاقة الكهرومائية، توترات مع مصر حول كيفية تقاسم الموارد الأساسية، ويكشف التنافس بين القاهرة وأديس أبابا من أجل النفوذ الإقليمي.
وتعد النقطة الرئيسية المثيرة للجدل هي خطة إثيوبيا لملء خزان النهضة الإثيوبي الكبير الذي تبلغ مساحته 74 مليار متر مكعب في 3 أعوام من الانتهاء من السد، والمخطط له في عام 2019، وهي وتيرة تجادل حولها مصر وتقول إنها ستترك مستويات المياه والفيضانات.
-وول ستريت جورنال
تعتمد إثيوبيا على السد لتشغيل محطة كهرومائية تهدف إلى دعم اقتصادها سريع النمو، وتهدف إلى تعزيز مشروع السد في سبيل العودة إلى مجد حقبة الإمبراطورية، بعد عصر من الفقر،وقد نما اقتصاد إثيوبيا بنسبة 9% العام الماضي، وهو واحد من أسرع الاقتصادات نموا في العالم، وفقا لصندوق النقد الدولي.
وقالت الصحيفة إن ما نراه هو نزاع بالوكالة على من يجب أن تكون له الهيمنة الإقليمية، مصر أم إثيوبيا.
موقع أديس أبابا
علقت الموقع الأثيوبي علي زيارة رئيس وزراء أثيوبيا لمصر بأنه عندما يكتمل السد، سيكون أكبر سد في أفريقيا، وسيصبح مصدر فخر في إثيوبيا،وسيغير ذلك مستقبلنا، لقد حان وقت إثيوبيا.
وساهم جميع الإثيوبيين تقريبا في تمويله، وغالبا ما تم اقتطاع التبرعات من الرواتب الضئيلة بالفعل، على الرغم من أن جماعات المعارضة تدعي أن جميع التبرعات لم تكن طوعية، غير أن الحكومة تنفي ذلك.
وأكدت أن المباحثات في مصر تعد خطة لحل الأزمة المتفاقمة ،ويعد النهر المصدر الرئيسي للمياه في مصر، التي يزدحم سكانها البالغ عددهم 96 مليون نسمة تقريباعلى ضفاف النهر.
ويجري بناء السد على بعد 8 أميال من الحدود مع السودان، وتحتاج إلى النيل من أجل الري، وبذلت السودان جهودا للتوسط بين مصر وإثيوبيا، وتقول إنها محايدة في تلك المواجهة.
صحيفة أوكسفورد انليتكيا
قالت أن تمتلك مصر حقوقاً في أغلبية مياه النيل بموجب عدة اتفاقيات، وليس لاثيوبيا حق في الاعتراض علي تلك الاتفاقيات، واقتصاص 86% من رافد النيل الرئيسي.
وتقول إثيوبيا إن السرعة التي يتم بها ملء الخزان يمكن تعديلها، بحيث تأخذ في الاعتبار تأثيرها المحتمل، ولكنها لم تقدم تفاصيل، مؤكدة إنها تتشاور مع مصر والسودان.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي أن النيل يجب أن يكون "مصدرا للتلاحم، والتنمية وليس الصراع" مع اثيوبيا التى تقوم ببناء السد.
وأضاف السيسي إن إثيوبيا لا تهدف إلى "الإضرار بمصالح مصر"، مع التأكيد مجددا على دعوة القاهرة للبنك الدولي للعمل كمحاور محايد بين البلدين حول القضايا الفنية المتعلقة بالنيل.
وتعتمد مصر تقريبا على النيل للري ومياه الشرب، وتقول إن لديها "حقوقا تاريخية" للنهر، التي تضمنها المعاهدات من 1929 و 1959.
ويهدف مشروع سد النهضة الكبرى في إثيوبيا، الذي أطلق في عام 2012، إلى إطعام مشروع توليد الطاقة الكهرومائية لإنتاج 000 6 ميغاواط من الطاقة، أي ما يعادل ست محطات تعمل بالطاقة النووية.