كشف تقرير إريكسون لعام 2018 حول اتجاهات المستهلكين" الذي يلقي الضوء على توقعات المستقبل الرقمي من منظور المستخدمين الأوائل، عن زيادة توقعات مستهلكي التكنولوجيا من العالم الرقمي بطريقة ملحوظة أكثر من أي وقت مضى.
ويشير التقرير إلى حدوث تحول نموذجي في التوقعات حول كيفية تفاعل الناس مع التكنولوجيا في السنوات المقبلة، حيث تنخفض ميول الناس لفهم تعقيدات الأجهزة التي يستخدمونها يوميا بارتفاع معدل التواصل الرقمي في حياة المستخدمين بل يهدف الناس للحصول على أجهزة تفهمهم وتلبي احتياجاتهم، ما يتطلب تزويدها بتقنيات مجهزة لتقديم الخدمات الإنسانية.
وتماشيا مع ذلك وضع مستخدمو الإنترنت المتطورون على المستوى العالمي والمستخدمون الأوائل التكنولوجيا، معايير جديدة لمنتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث يتوقع المستهلكون أن تعمل التكنولوجيا بشكل إنساني على نحو متزايد وذلك بفضل الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والتكنولوجيات المتقدمة التي تمكن التفاعل بين الإنسان والآلة بسلاسة، الذي سيمكننا من تمييز الأجهزة بفضل قدراتها الذكية، الحدسية، والإنسانية.
علما بأن التكنولوجيا باتت أكثر ارتباطاً بحياتنا، بحيث باتت تعيد تعريف معنى التواصل وطرق الاتصال وتوسع آفاق القدرات الرقمية لتصبح أكثر ذكاء ومن المتوقع أن تتحول الرقمنة لتصبح أكثر ذكاء وطبيعية وإنسانية من أي وقت مضى.
لو سأل الناس خلال العقود الثلاث الماضية عن توقعاتهم حول عالم التكنولوجيا بحلول عام 2018، فإن إجاباتهم لن تعكس المعايير السائدة في عالم اليوم. لم يتوقع الكثيرين أن تلعب الرقمنة هذا الدور الهام في تشكيل حياتنا الحديثة، حيث غيرت التكنولوجيا طرق العيش والعمل والتعلم والتواصل.
وكشفت بعض التقنيات المتقدمة كالواقع الافتراضي وإنترنت الأشياء وشبكة الجيل الخامس، شيء من الخيال بالنسبة لمعظم الناس خلال العقود الماضية، من هنا يبدو واضحاً بأن التكنولوجيا تتطور بمعدل أسرع من المتوقع وتغير كل جانب من جوانب حياتنا بشكل لا يصدق.
ويكشف "تقرير إريكسون لعام 2018 حول اتجاهات المستهلكين" الكثير من التوقعات المستقبلية المحيطة بتقنيات حديثة كالمساعد الذكي والواقع الافتراضي والمواصلات وغيرها. فعلى سبيل المثال، يتوقع أكثر من نصف مستخدمي المساعد الصوتي الذكي استخدام لغة الجسد وتعابير الوجه واللمس للتفاعل مع الأجهزة التقنية كما لو كانت بشراً.
ويعتقد 39% من المشاركين في البحث بأنه يجب تطوير شبكة طرق هوائية في مدنهم مخصصة للطائرات بدون طيار وغيرها من المركبات الطائرة أما بالنسبة لتقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي، اعتقد أكثر من نصف المستخدمين بأن الإعلانات ستصبح واقعية بشكل ملحوظ، بحيث يُمكِنها أن تحل محل المنتجات- كما اعتقد ثلاثة من كل أربعة أشخاص بأنه في غضون خمس سنوات فقط، سنكون قادرين على استخدام الواقع الافتراضي للمشي داخل الصور المحملة على الهواتف الذكية.
وإلى جانب التطورات في التكنولوجيا الشخصية التي تساهم في تشكيل التطورات الحالية والتوقعات المستقبلية، ستحدث هذه الابتكارات تغييرات جذرية في قطاعات رئيسية بمنطقة الشرق الأوسط ففي قطاع السيارات
والمواصلات، ستساهم تكنولوجيا الجيل القادم في إطلاق السيارات المستقلة وشبه المستقلة، التي ستجعل النقل أكثر أمانا وأكثر كفاءة.
وفي قطاع الرعاية الصحية، ستمكن شبكة الجيل الخامس الكثير القيام بالعديد من الأعمال الطبية كالتشخيص والعمليات عن بعد ومراقبة المرضى، واستخدام الواقع الافتراضي خلال التدريب الطبي، واستخدام مجموعة من الأدوات والخدمات المتطورة الأخرى لتطوير هذا القطاع. وستستمر هذه الابتكارات التكنولوجية في إحداث تأثير عميق على العمليات اليومية في كافة المجالات لتشمل المرافق، والخدمات المالية، والسلامة العامة، والحكومة بالإضافة إلى كافة القطاعات الأخرى في المنطقة.
وفي الوقت الذي يبدأ فيه الشرق الأوسط باعتماد التقنيات المستقبلية على نطاق واسع، تقوم البلدان التي تعرف ببطء تطورها التقني بتمهيد الطريق للتطورات الداعمة لارتفاع معدلات انتشار الإنترنت في جميع أنحاء المنطقة مما يؤدي بالتالي إلى ايجاد تكنولوجيات أكثر ذكاء وأكثر تقدما لتحسين مختلف القطاعات وتسهيل الحياة مع استمرار انتشار الرقمنة.
وستؤدي مثل هذه الجهود التي تبذلها العديد من البلدان العربية لتمهيد الطريق نحو مستقبل أكثر اتصالاً تصبح فيه تقنيات الغد حقيقة اليوم كما أن التقنيات الذكية التي تتغلغل بشكل متزايد في كل جانب من جوانب حياتنا، والاستراتيجيات الوطنية المبذولة لاعتماد تكنولوجيا الجيل القادم ستجعل توقعات تقرير إريكسون لعام 2018 حول اتجاهات المستهلكين، حقيقة واقعة في الشرق الأوسط.