تحتاج كثير من المعلومات الموجودة في المناهج المصرية المختلفة لإعادة النظر، خاصة في ظل وجود أخطاء تاريخية وقصص غير حقيقية فيها، وهو ما يحفظه اطفالنا وابناؤنا في مراحل الدراسة المختلفة، وتصبح في رؤوسهم معلومات مثبتة حول حقيقة تاريخية هي في الاصل غير صحيحة وتندرج تحت فئة "الفنكوش" الذي باعه زعيم الكوميديا "عادل إمام" في أحد افلامه قديما.
وفي السطور التالية نصحح بعض القصص والمعلومات التاريخية التي ترسخت في الاذهان ولا يوجد لها سند تاريخي، ولم يكتب عنها مؤرخ موثوق به سطر واحد، وهي القصص التي لابد وأن نحرص على تصحيحها في عقولنا واطفالنا.
-ماري انطوانيت والجاتوه
المقولة التاريخية التي يتم تداولها كذبا عن ماري أنطوانيت وتوجيهها بأن يأكل الشعب الجاتوه والحلوى بدلا من الخبز، هذه القصة لا مصدر لها من الأساس حيث ذكرت لأول مرة من خيال الروائيين وكان عمر ماري أنطوانيت وقتها 10 سنوات فقط.
وهي القصة التي إنتشرت على يد كثير من المعلمين وكأنهم كانوا يعيشون وشهدوا قول ماري إنطوانيت، وهي قصة غير صحيحة ولم يرد بها مصدرا تاريخيا موثوقا به لأن عمرها في هذا الوقت لم يتعد 10 سنوات فقط.
-روما تحترق ونيرون يعزف الموسيقى
قصة يتم تناولها عن حرق نيرون لروما بغرض توسيع منزله فقام بحرق المنازل المجاورة لمنزله لمسافة كبيرة وجلس يعزف الموسيقى، ولكن الحقيقة أن وقت حريق روما كان نيرون خارج البلاد.
والغريب أن هذه القصة لا يوجد بها سند تاريخي، في حين ذكرت في بعض النصوص الأدبية واللغوية لأطفالنا في المدارس وبعضالمناهج التعليمية للتدريب عليها فيما يخص البلاغة والنحو وخلافه.
-أجساد المسيحيين طعام للأسود
مشهد دموي يستغله البعض حتى الآن لاستعطاف الآخرين وهو إطعام الأسود الجائعة بأجساد معتنقي المسيحية أحياء في ساحة الكولسيوم المسرح الأشهر في التاريخ الروماني، والحقيقة أن هذا المسرح لم يكن موجودا في هذه الحقبة التاريخية بل تم بناءه بعدها بحوالي 300 عام، وفي وقت بنائه كان وجود المسيحية أمرا عاديا في روما، وغير مضطهد على الإطلاق.
-الفئران وراء إنتشار الطاعون
الموت الأسود هو الاسم الذي أطلقه المؤرخون على مرض الطاعون الذي تسبب في فقدان الآلاف لحياتهم في حقبات مهمة من الزمان، وما زالت قصة انتقال هذا المرض عن طريق الجرذان متداولة في المناهج الدراسية المختلفة، والحقيقة أن العدوى هي السبب الأكبر في انتشار المرض في أوروبا على التحديد بسبب التجارة التي لم تكن تنتهي بين كل البلدان والقوافل التي لا تهدأ برغم مرور البلاد بأزمة كانتشار مرض الطاعون.