نظام صارم لا يقبل التمرد، كل المناطق تتشابه في القوانين، والأسلوب يكاد يكون متطابقا، جمهورية داخل الجمهورية، يتحكم فيها مافيا من الكبار يديرون بيزنس بملايين الجنيهات يوميا.«الحسنة بعشر أمثالها والدعاء بالرزق والشفاء وطول العمر» هو النشيد الرسمي لمملكة التسول، وبالتوغل في التفاصيل، تكشف الأسرار عن نفسها، حيث الاستغلال المادي والجنسي والاستعباد إن جاز التعبير، فضلا عن استئجار البشر والاتجار بهم، حتى إن كان رضيعا يصرخ جائعا فهو مادة خصبة للتسول في يد الأمهات البديلات.«أهل مصر» اخترقت العالم الخفي للمتسولين وكشفت عن مهازل لا يفوقها سوى سكوت الدولة عنها، فداخل ذلك العالم كل شيء مباح بداية من قتل براءة الأطفال وتدمير مستقبلهم، وصولا لصناعة مجرمين عتيدين منهم، عن طريق بيع حياء وجوههم، فضلا عن كارثة اخلاقية أخرى تتمثل معالمها، في احتمالية تعرض الفتيات المتسولات للاغتصاب والقهر الجنسي، خاصة في الحدائق العامة التي يسكنون فيها ليلا، فضلا عن انتشار الامراض وتعاطي المواد المخدرة.كما كشفت مغامرة «أهل مصر» في ممارسة التسول عن حجم العائد الذي يمكن أن يدره المتسول الواحد في اليوم والذي قد يصل إلى 1000 جنيه، إن عمل النهار والليل، فضلا عن شبكة من كبار المجرمين الذين يستغلون اطفال الشوارع في السرقة. ـــ في المنيا.. أطفال للإيجار وللشحاتة قانونعلى حافة كورنيش المنيا اعتادت «شيماء» ابنة الـ6 سنوات، أن تجلس بشكل يومي برفقة شقيقيها بمنطقة، انتظارا لوالدتها التي تركتهم للتسول بشوارع المدينة حتى تنتهي مع بداية الظلام وتأتي لتصطحبهم وتعود للمنزل وتواصل عملها في اليوم التالي .الطفلة الصغيرة تقبلت مشهد يد امها الممدودة دوما للسؤال، ودون أن تدري مدت هي الأخرى يدها ولم تتخيل ذات السنوات الست أن تكون حصيلتها من ايراد التسول أكبر من امها المتمرسة في إشارات المرور، والميادين الرئيسية."ام شيماء" تخشى على ابنتها من العالم الأسود للتسول لعلمها أن بداخله شرورا لن تسلم ابنتها منها، فبجوار صراع البقاء للأقوى للمتسولين والذي قد بخل فعاهة مستديمة وصولا للاغتصاب والتحرش انتهاء من بالنوم على «البورش» في قضايا التسول، «لكن ما باليد حيلة، محدش لاقي شغل دلوقت وكمان شيماء شاطرة وتقدر تحافظ على نفسها».. هكذا حاولت الأم تهدئة خوفها على ابنتها.اسلام أشرف، رأس ماله رجلان يتجول بهما في ميادين المحافظة «كي استرزق ببيع غزل البنات منذ أكثر من عامين»، لافتًا إلى أنه يتم تهديده، كما يطارده بعض الشباب ويتعدون عليه لانه كسر قانون الحيز الجغرافي للمتسولين، فهنا لكل متسول "منطقة امتياز"، لا يجوز لآخر أن يتعدى عليها، وإن فعل فجزاؤه الضرب والطرد.وأضاف «بيضربوني وياخدو (اليومية) عشان يأدبوني ومجيش المنطقة تاني»، مشيرًا الى أنه يتجول لبيع حلوى غزل البنات من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الرابعة عصرا .هدى وملك طفلتان اعتادتا على الخروج بعد أن يتم دفع بعض المبالغ المالية لاسرتهما مقابل بيع بعض أوراق الدعاية الإعلانية للمنتجات أو بيع مناديل لمن يتوجهون لقضاء عطلتهم بمنطقة كورنيش النيل .تعج شوارع طه حسين، وعدنان المالكي، وعدلي يكن بناحية أرض سلطان ومنطقة شلبي وهما المنطقتان الأكثر رقيًا بمدينة المنيا، بعشرات المتسولين الذين يستجدون الناس، وبالاقتراب يتبين أن عددا منهم يعملون بنظام اليومية عند "كوماندات الشحاتة"، فيما يعمل الباقي بنظام التسول مقابل الحماية و"النومة".وجه أكثر قسوة للمأساة يتمثل في استئجار مافيا التسول للأطفال من أجل استجداء الناس مقابل أجر يومي قد يصل 50 جنيها بموافقة الأهل.علي جانب قريب، احتكر عدد من الباعة الجائلين منطقة كورنيش النيل بمدينة المنيا التي يتردد عليها مئات المواطنين بشكل يومي ويقصدها الاف المواطنين بالاعياد والمواسم وأعياد الربيع، إلا أنه يحظر على أي متسول أن يبحث عن رزقه بمنطقة كورنيش النيل، دون أن يدفع 50 % مما يملكه من حصيلة اليوم إلى بعض الصبية المحتكرين للمنطقة وإلا يتم تهديدهم باستخدام الأسلحة البيضاء .وفي النهاية، عائلات شكلت دويلات صغيرة لهم بمدينة المنيا ينتمون الى بعض قرى مركز أبوقرقاص يصطحبون أطفالهم من البنات والصبية للبحث عن رزق لهم فيقررون وضع ابنائهم الصغار والرضع بمنطقة كورنيش النيل حتى يمضوا وقتهم في التسول ثم العودة لأخذ أطفالهم والذهاب الى بلدتهم مرة أخرى. ــ العالم السرى للتسول بالإسكندريةمنطقة وسط الإسكندرية هي الأكثر من حيث انتشار المتسولين، خاصة في منطقتي محطة مصر ومحطة الرمل، وكذلك في منطقة المنشية، وفي مناطق محرم بك وسيدي جابر وسيدي بشر والعصافرة، كما ينتشرون على سلالم سكك القطار الحديدية وعلى كورنيش المدينة خاصة عند إشارات المرور، كما تحولت الكثير من الميادين والشوارع إلى أماكن إيواء للأطفال المشردين، ينتشرون فى كل مكان، فى الحدائق وأمام المحلات المغلقة وفى الخرابات والأماكن المهجورة.كما تشهد مناطق الإسكندرية السياحية وجودا كثيفا لأطفال الشوارع والمتسولين، بالإضافة إلى منطقة سموحة ورشدى حيث يقفون أمام المولات التجارية لربما يعطف عليهم أحد رواد المطاعم الشهية ببقايا طعام.وتختلف طرق التسول في الإسكندررية، فهناك من يستخدم طريقة بيع المناديل لجمع مال زائد من خلال استعطاف المارة وهناك من يمتلك شهادات طبية "مضروبة" تفيد بمعاناته من جملة أمراض، تجعله غير قادر على العمل، وتتطلب أموالاً كثيرة لشراء العلاج، وهناك من يقوم بمسح السيارات عند توقف إشارات المرور خاصة بطريق كورنيش الإسكندرية، وأيضا من الطرق المستخدمة في التسول استغلال الأطفال الصغار في جمع المال، وغيرها من الطرق المختلفة.وشهدت الإسكندرية مؤخرا واقعة غريبة أثارت جدلا بالشارع السكندري، حيث باعت متسولة رضيعتها إلى عامل بالسكة الحديد، مقابل مبلغ 100 جنيه، لرعايتها وتربيتها واستخدامها فى التسول وتقسيم حصيلة مبلغ التسول فيما بينهما.ودفع ذلك «أهل مصر» إلى خوض تجربة التسول لرصد أسرار هذا العالم، وكم يجمعون من المال من خلال ذلك، حيث قام مراسل الجريدة بارتداء ملابس قديمة والقيام بدور "متسول" لمدة قصيرة من الوقت، ورصد بالفيديو والصور حقيقة هذا العالم وقيمة ما يجمعه المتسول من أموال خلال ساعات قليلة.وبدأ مراسل الجريدة في التسول من أمام أحد المساجد بالمحافظة لمدة دقائق معدودة ثم انتقل للتسول بالقرب من إشارة المرور بمنطقة كورنيش سيدي بشر مستخدما قطعة من القماش لمسح السيارات خلال توقفها أمام إشارة المرور، حيث تشتهر هذه المنطقة بانتشار المتسولين بمختلف الطرق فهناك من يبيع المناديل الورقية وهناك من يستغل إعاقته في جمع المال من سائقي السيارات وهناك من يقوم بمسح السيارات أثناء توقفها عند إشارة المرور، وفي خلال 20 دقيقة فقط تمكن المراسل، من جمع 20 جنيها من المواطنين أثناء قيامه بالتسول، مؤكدا أنه إذا استمر في التسول لفترة طويلة لاستطاع أن يجني مبالغ طائلة من وراء ذلك.وكان من المواقف التي صادفت مراسلنا أن أحد المتسولين استوقفه أثناء عمله بحجة أنه تعدى على منطقة عمله وأن هذه المنطقة تخصه دون غيره يتسول بها كل يوم من الساعة الحادية عشرة صباحا تقريبا وحتى آخر اليوم، محذره من العمل في منطقته التي يسيطر عليها منذ فترات طويلة، كما طلبت سيدة عجوز تبيع المناديل الورقية وتحتل منطقة هي الأخرى، من المراسل بأن يقوم بالتسول في مكان آخر غير الذي تعمل به حتى لا يتعدى أحد على عمل الآخر ويؤثر على رزقه.كما ينام عشرات الأطفال فى الحدائق وبجوار المحلات وبالقطارات وغيرها، وأصبح الفقر والجوع العدو الأول لهم لينضموا إلى أبطال مسلسل العنف وسرقة الأعضاء والتحرش والاغتصاب وتوزيع المخدرات وتعاطيها.أما أخطر ما فى الأمر فهو وجود فتيات فى عمر الزهور ما بين 6 و15 عاما، بصورة لافتة للنظر وهو ما يعنى احتمال تعرضهن للاعتداء الجنسى والاغتصاب.وشهدت محافظة الإسكندرية الأيام الماضية حالة من الفزع بين المواطنين بعد التحذير الذي أطلقه الدكتور حاتم البنا، طبيب بأحد مستشفيات الإسكندرية، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، من انتشار مرض الإيدز بسبب فتيات الشوارع.وقال "البنا" إن هناك احتمالية انتشار مرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز" داخل الإسكندرية، وذلك عن طريق فتاة اكتُشف عندها وعرف قصتها بالمصادفة، حيث جاءت إليه إحدى السيدات، بصحبتها إحدى فتيات الشوارع ليعالجها من آثار إعياء واضحة عليها، وأثناء توقيع الكشف عليها، تبين أنها حامل، رغم أنها ليست متزوجة، وأن الحمل من تعدد العلاقات الجنسية التي كانت مجبرة عليها في البداية "اغتصاب" ثم استسلمت لها في النهاية، واكتشف أنها مصابة بالإيدز.جاء ذلك في الوقت الذي اكتفت فيه محافظة الإسكندرية بإعلان كبير وضع بمحطة القطار عن خط ساخن لنجدة الطفل من أى انتهاكات أو ممارسة عنف سواء أسريا أو بالشارع.ـــ 50 جنيهًا "حدًا أدنى" للتسول في الشرقيةبكاء رضيع أمامك من الجوع والبرد كفيل بهز مشاعرك واخراج كل ما في جيبك لاعطائه لوالدته "المزيفة" لشراء الحليب والكساء له.. لكن المشهد برمته اعتاد عليه سائقو موقف الزقازيق الرئيسي، فالسيدة ماهي إلا امرأة اعتادت استئجار الأطفال حديثي الولادة للتسول بهم عن طريق تجويعهم ليصرخوا أمام المارة والركاب.جولة صغيرة بشوارع الشرقية يتضح بسهولة طرق وأساليب التسول والمتسولين، تبين أن المدن الكبرى بالشرقية كالزقازيق ينتشر بها عدد كبير جدًا من الأطفال المتسولين الذين يتوزعون في أماكن محددة ومعروفة داخل المدينة، وهو ما يؤكد بدوره أن التسول لا يقوم على شخص بمفرده وإنما هي عملية أو مشروع منظم ومرتب وله استراتيجية يقوم بوضعها قادة وزعماء يديرون مئات المتسولين ويباشرون نشاطهم خلال النهار والليل وفي الأماكن التي يعملون بها.البداية كانت محاولة لإجراء عدة محاولات للحديث مع عدد من الأطفال المتسولين يبلغون من العمر ما بين 7 و10 اعوام يدعون بأن أسماءهم "محمود وريم وعبير وشهد ومحمد وشادي" ويظهر عليهم ضعف البنيان وردائة الملابس واتساخها بشدة، حتى ان بعضهم يرتدي ملابس أشبه بالخرقة، يرددون باستمرار عبارة «هاتي جنيه أفطر ونبي» وما يؤكده هذا الإصرار المتكرر على كل المارة أن هذا ليس احتياجا بل مهنة لها أسلوبها وطريقتها.ومن خلال حديثهم لوحظ أن هؤلاء الأطفال يعرفون أسماء كل المتسولين من الأطفال وأسماءهم المستعارة وأسماء الشهرة ومن المؤكد الحقيقية التي أخفوها.يقول "شادي" طفل لا يعرف عمره بالتحديد ويبلغ من العمر حوالي 10 سنوات إنه يترأس مجموعة من الأطفال وعددهم 5 وانهم جميعا يسمعون كلامه ويخافون منه وحينما سألته عن السبب رد: «هما عارفين لو مسمعونيش هعمل ايه فيهم».وبسؤالهم عن أوقات تواجدهم معللين ذلك برغبتنا في مساعدتهم بالمال بشكل دائم، قال "محمود" إنهم يعملون بأوقات محددة فبعضهم يعمل منذ الصباح وحتى الساعة 2 ظهرًا ثم يأخذ استراحة وبعضهم يبدأ من الساعة 2 حتى الساعة 7 مساء وكلاهما يجب عليهم جمع مبلغ محدد وهو 50 جنيهًا ومن لا يصل للمبلغ لا يأخذ استراحته حتى يجمعه كاملًا، وهذا يوضح أن المشرف عليهم هو من وضع حدا أدنى أو مبلغا محددا للأطفال 50 جنيهًا في الفترة الواحدة و100 جنيه خلال اليوم الواحد.وأمام جامعة الزقازيق واجهتنا حالة أخرى ضمن عدد كبير جدا من الأطفال المتسولين في نطاق الجامعة، طفل يدعى "سالم" الذي يجهش فجأة بالبكاء بعد قيامه بعدة محاولات لجمع المبلغ المطلوب منه ولم يتمكن فيلجأ لحيلة الصراخ وعندما يسأله المارة يشكو لهم فقدانه مبلغ عشرين جنيه ليقوموا بإعطائه المبلغ دفعة واحدة بدلًا من جمعه من أكثر من شخص في وقت أطول.ـــ للمأساة ألف وجه بدمياطأطفال تستوقفك باشارات المرور، وسيدات مثيرات للشفقة يطالبونك بالإحسان، مشاهد اعتاد مواطنو دمياط رؤيتها امام المصالح الحكومية وأمام المحطات، خاصة مع ارتفاع أسعار المعيشة .انتشرت مهنة التسول خلال السنوات القليلة الماضية بمحافظة دمياط، خاصة مع استخدام أساليب حديثة وطرق جديدة للحصول على النقود، ويأتى دور الأطفال الأهم فى تلك العملية .يقوم الطفل محاولا استعطاف من حوله طالبا بضعة جنيهات لشراء وجبة إفطار، بينما يقبع أحدهم منتظرا حتى تنتهى المهمة مراقبا لما حققه من مكاسب .«انا مش بعرف أروح غير ومعايا 100 جنيه وإلا أبويا هايضربنۑ».. هكذا برر «الطفل سالم» البقاء لوقت متأخر من الليل في اشارة الميدان الرئيسي، لافتا الى أن والده من علمه هذه المهنة، «أبويا بيحددلى يوميتى ولازم أرجع بيها والا هايضربنى» .وفى مشهد آخر، انتشرت مجموعة من السيدات يمارسن التسول خاصة على المقاهى هربا من ملاحقات رجال الشرطة التى شنت حملات مكثفة لضبطهن .سعاد احداهن قالت «زوجى بيشغلنى عشان يشرب حشيش ولو ماعملتش كده عيالى مش هيلاقوا ياكلو»، مؤكدة انها تتحصل على مبالغ تكفيها من أجل تربية الأبناء قائلة «يوميتى 300 جنيه بس احنا على الله يوم نلاقى وايام كتير لا» .وفى إحصائيات أجرتها مراكز حقوق المرأة بدمياط، أكدت أن 60 % من المتسولين نساء معظمهن من القرى .من جهته، صرح اللواء نادر الجنيدى مدير أمن دمياط، بأن قوات الأمن نظمت عدة حملات من أجل ملاحقة المتسولين، لافتا إلى ضبط 20 حالة تسول بمدينتي دمياط ودمياط الجديدة كل يوم .ـــ حكاية «أم على» أقدم متسولة فى خيام العرب«حصيرة، مخدة، شعلة واسطوانة بوتاجاز، وطشت للغسيل، وجملين وعدد من الماعز» مشهد متشابه أمام وداخل كل خيمة بمنطقة «خيام العرب» بمدينة بنها فى محافظة القليوبية.تتوسد الحاجة "أم على" أرض خيمتها، وقالت: «أنا عندى 3 بنات وولدين، بنجرى كلنا على أكل عيشنا»، مشيرة إلى انها من محافظة الشرقية، وتأتى للقليوبية فى المواسم، هى وزوجها وأولادها.وعند سؤالها عن مدارس أولادها، أجابت: «احنا مش بنودى حد المدارس، معندناش الكلام ده»، مضيفة انها تقوم بتسريح أطفالها يوميا فى الصباح لتحصيل أرزاقهم، على حد قولها، مؤكدة ان لها ولدا طالبا في التعليم ولا تدرى فى أي مرحلة من مراحل التعليم يكون، مؤكدة انها تركته فى الشرقية بمفرده.فتاة تبدو بكرا إلا أنها زوجة نجلها الأكبر، الذى يبلغ 17 سنة، حيث الزواج المبكر من سنة اهل العرب، وتساعدهم فى التسول هى أيضا، مضيفة أن هذه المهنوة وراثة أبا عن جد، «انا جوزت ابني صغير عشان يلحق يخلف عيال كتير وربنا هو اللي بيرزق»."أم علي" لفتت الى أنه في عرف القبيلة لا يجوز لأى من الأفراد الزواج من غير بنات العم او الخال، مضيفة انها غير راضية على ذلك الوضع ولكن نشأتها هى التى اجبرتها على هذا.الطفلة مروة، إحدى أحفاد أم علي قالت «أنا عمري 8 سنوات، تركت المدرسة من أجل أن اعمل وأساعد امي وأبى، ولكن أتمنى أن أذهب إلى المدرسة، لأن التسول شيء سيئ والناس تعاملنا بصورة سيئة واشعر أنني لست من البشر».الطفل "محمد "، حكاية أخرى في مسرح التسول، قال «عمري 10 سنوات، تركت المدرسة بعد طلاق والدي وأمي وكل واحد منهما تزوج وتركونا لجدتي، ونزلت أنا وكل اخواتي نبحث عن عمل لكن لم نجد أحدا يقبل بأن نعمل عنده، فبدأنا نتسول، والتسول عمل سهل وبلا تعب ويمكننا الحصول على الكثير من المال».نقلا عن العدد الورقي.