يحيي المصريون اليوم الخميس، الذكرى السابعة لثورة الخامس والعشرين من يناير، التي أدت إلى خروج الشعب بالملايين في الشوارع للتعبير عن رفضهم للوضع القائم ورغبتهم فى التغيير، بعد انتشار الفساد في مختلف نواحي الحياة، سيطرة عدد من الشخصيات على مقاليد الأمور ووجود الحزب الوطني المنحل الذي كان يسيطر على الحياة السياسية، وتزوير انتخابات مجلس الشعب في 2010، مقتل المواطنين خالد سعيد وسيد بلال على يد قوات الأمن، زيادة نسبة البطالة ومعدلات الفقر إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي كان لها دور بارز في الدعوة للثورة وأحداثها.
وفي هذا الإطار يرصد موقع "أهل مصر" محطات فارقة في رحلة سقوط مبارك:
المشهد الأول.. اقتحام الميدان لبي آلاف المحتجين الدعوة ليكون هذا اليوم الذى يوافق الاحتفالات الرسمية بعيد الشرطة يوم غضب للشعب المصري، حيث خرجت المظاهرات السلمية في مختلف أنحاء مصر متأثرة بالثورة التونسية ونجاحها فى خلع الديكتاتور التونسي بن علي، ودائمًا ما يكون الميدان الرئيسي في العاصمة هو كعبة الثائرين، فكانت مهمة التواجد في ميدان التحرير في هذا اليوم الحاشد مهمة أساسية للمعارضين للنظام، قبل أن يرتفع سقف مطالبهم لإسقاط رأس النظام.كان ميدان الثورة نقطة للتجمع في هذا اليوم، لتلتقي الحشود في الميدان محاولة اقتحام جحافل الأمن المركزي التي طوقته، ورغم كثرتهم العددية إلا أنهم لم يصمدوا أمام المتظاهرين، لتبدأ معركة الثورة من هذه البقعة لمدة 18 يومًا، كانت كفيلة بإسقاط مبارك.
المشهد الثاني.. أول شهيد في السويستصاعدت الاحتجاجات بشكل سريع، إلي أن امتدت إلى محافظتي الإسماعيلية والغربية والتي اقتحم المتظاهرون فيها مبنى المحافظة، كما تصاعدت المظاهرات فى السويس والمنوفية، إلا أن الأجهزة الأمنية ضربت بكل حزم لاجهاض الموجة الثورية، وكاد أن يكتب لها النجاح بعد فض اعتصام التحرير، والقبض على المئات من الناشطين في مختلف المحافظات.إلا أن راية القيادة كانت من نصيب شعب السويس، إذ استمرت المظاهرات هناك ليومي 26 و27، مدعومة بسقوط مصطفي رجب أول شهداء الثورة، فكانت الاشتباكات دامية بين المتظاهرين وقوات الأمن، حيث كتب النصر للثوار في ميدان الأربعين.
المشهد الثالث.. جمعة الغضبكان هذا اليوم بمثابة الصدام الأول والأعنف بين المحتجين وقوات الأمن، حيث ألقت الشرطة القبض على عدد كبير من النشطاء، خلال يومي 26 و27 يناير ما أدى إلى غضب الألاف من المواطنين الذين خرجوا فى تظاهرات حاشدة من المساجد عقب صلاة الجمعة، مرددين هتافات "يسقط يسقط حسني مبارك" و"الشعب يريد إسقاط النظام" و"عيش ..حرية ..عدالة اجتماعية"، وأطلقت قوات الشرطة القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي ولكن دون جدوى ووصل المتظاهرون ميدان التحرير كما تم حرق عدد كبير من أقسام الشرطة في ذلك اليوم فى عدد من محافظات الجمهورية ووسط ذلك وعدم قدرة الشرطة على السيطرة على الموقف نزلت القوات المسلحة إلى الشارع في الخامسة من مساء 28 يناير وفرضت حظر التجوال.
المشهد الرابع.. معركة قصر النيلواحدة من المشاهد التي يتجلى فيها إصرار الثوار على هدفهم كان في قلب العاصمة المصرية. أصرت قوات الأمن على منع المتظاهرين من دخول ميدان التحرير عن طريق كوبري قصر النيل، ولم يزد ذلك المتظاهرين إلا إصرارًا على الوصول إلى هدفهم، متجاوزين المدرعات وخراطيم المياه والرصاص الحي.
المشهد الخامس.. حل الحكومةأراد مبارك في هذا التوقيت أن يهدأ من الاحتجاحات العارمة التي تسارعت وامتدت في وقت وجيز، حيث قرر حل حكومة المهندس أحمد نظيف وتشكيل أخرى برئاسة الفريق أحمد شفيق ووعد بحل المشكلات الاقتصادية لكن المتظاهرين رفضوا القرار ووصلت مطالبهم لرحيل مبارك نفسه .. كما كان هناك محاولات لاقتحام وزارة الداخلية ولكن الجيش عزل بين المتظاهرين ورجال الشرطة وبعد ذلك أكد اللواء إسماعيل عثمان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة أن الجيش سيقف ليتصدى لجميع عصابات النهب التي انتشرت فى البلاد وطالب المتظاهرين بالتزام حظر التجول، كما تم اقتحام سجن أبو زعبل شديد التحصين وحدث إطلاق نار مكثف كما هرب عدد كبير من المساجين من سجون طرة وأبو زعبل ووادى النطرون.
المشهد السادس.. موقعة الجملكان ذلك هو الكارت الأخير للنظام، في محاولة يائسة لفض الجموع المطالبة بإسقاطه، بعد الخطاب الثاني لحسني مبارك في الأول من فبراير 2011، والذي استثارت كلماته عاطفة قطاع لا بأس به من المصريين."معركة الجمل" كان ذلك هو المسمى الإعلامي لحرب أهلية "مصغرة" حدودها ميدان التحرير، حين حاول أنصار مبارك دخول الميدان بالقوة في محاولة منهم لإخراج الآلاف من المحتجين الذين يعتصمون هناك منذ أيام داعين إلى تنحي الرئيس وقد تراشق الطرفان بالحجارة في معارك كر وفر استمرت ساعات وهجم أنصار مبارك على المتظاهرين ممتطين الأحصنة والجمال لإرهاب واخافة المتظاهرين وتم التصدي لهم .
المشهد السابع.. المجلس العسكرىاجتمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة لأول مرة بدون قائده الأعلى الرئيس حسنى مبارك ما يدل على أن الجيش تولى فعليا إدارة البلاد وأصدر المجلس بيانه الأول الذى أعلن فيه الاستمرار في الانعقاد بشكل متواصل لبحث ما يمكن اتخاذه من إجراءات وتدابير للحفاظ على الوطن ومكتسبات وطموحات الشعب ونقل الرئيس صلاحياته إلى نائبه اللواء عمر سليمان وفقا للدستور.
المشهد الثامن.. تنحي مباركفى صباح 11 فبراير ألقى الجيش بيانه الثاني الذى أعلن فيه إجراء تعديلات دستورية وانتخابات حرة نزيهة، ويضمن الإصلاحات التي تعهد بها الرئيس حسني مبارك في خطابه الأخير، وتعهد بإنهاء حالة الطوارئ والفصل في الطعون الانتخابية لأعضاء مجلس الشعب وما يتبعها من إجراءات، وإجراء التعديلات الدستورية، وإجراء انتخابات حرة نزيهة وصولاً إلى مجتمع ديمقراطي حر.. ورغم بيان الجيش إلا أن ألاف من المتظاهرين توجهوا إلى القصر الجمهوري مطالبين مبارك بالتنحى وبالفعل صدر بياناً من رئاسة الجمهورية أعلن فيه الرئيس تخليه عن منصبه وتسليم إدارة شئون البلاد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.