الشيخ نجيب أسطورة تحفيظ القرآن نشأ بمنزل بسيط ولد كفيف وحفظ القرآن صغيرا بمركز القوصية بمحافظة أسيوط، أنجب 3 أولاد و4 بنات، أغلبهم حافظين لكتاب الله، ظل طوال 80 عاما يُحفظ القرآن لجميع الفئات العمرية من الطفولة في الكتاب وحتى المشايخ الكبار من أئمة المساجد حيث كان يعمل مقيم شعائر بالأزهر الشريف.وهو عالم من العلماء القلائل تخرج على يديه الملايين فى حفظ كتاب الله عرف عنه الزهد والورع في الدنيا رغم علمه الشديد وكان دائما بعيدا عن الأنظار لا يقوم بعمل سوى تحفيظ القرآن حتى أيام قليلة ماضية إلى أن أصابته وعكة صحية دخل على إثرها العناية المركزة في غيبوبة تامة ورغم ذلك أكد بعض الزوار أنهم سمعوه يردد القرآن حتى في غيبوبته حتى توفى فكان القرآن آخر ما ردده.ويقول الشيخ جمال إمام وخطيب مسجد وأحد تلامذته: "مات أبى وكنت صغيرآ وتولى الشيخ نجيب تعليمي، وحفظت القرآن على يديه حتى وصلت إمام مسجد، وكان يصحح لى ويراجع معي الآيات قبل كل صلاة، وكنت ملازما له طوال حياته فكان يشاهد الأشياء بقلبه ومن تلك المواقف عندما اصطحبنى لجمع أموال لإعادة دهان المسجد وقبل الاقتراب من المكان قال لى وصلنا لاسم المكان مما أثار دهشتى وكأنه يرى ويشاهد وليس كفيف وبعدها حدد لى مكان أحد الاشخاص فوجدته بالفعل". وأضاف: "عندما دخلت علي شيخي المسجد بإحدى المرات تضايق فسألته عن سر ذلك، فقال كنت مع رسول الله (ص)، واليوم الذى لم أراه بالمنام أكون زعلان، وشاهدت الشيخ نجيب دائما أثناء تحفيظه لإحدى الفتيات اليتيمات بإخراج ما معه من فلوس وإعطائها فقولت ياشيخ ( ظروفك وأولادك محتاجين ) يرد على ربنا العاطي الوهاب". وتابع: "الشيخ نجيب يكره الحزن ويحب المداعبة وكان 24 ساعة يقوم بتعليم كتاب الله للصغير والكبير، وعلى الرغم من أنه كفيف فلايطلب مساعدة أحد ويتحرك كالمبصر، ولم يصاب بأي مرض، فعندما أجرى عملية جراحية ظل يقرأ القرآن حتى انتهت وتحرك بعدها مباشره على الرغم من تعدي عمره 103 سنة، وعند لحظات الموت فتح عينيه للسماء وقال (أنا رايح بيتى ومش عايز حزن ) ونطق الشهادة وابتسم ومات". كان الآلاف من الأهالي شيعوا الأسبوع الماضى، جثمان آخر عمالقة تحفيظ القرآن الكريم، وأشهر قراء المحافظة الشيخ نجيب زهران فراج الذي توفى بعد صراع مع المرض، وسد موكب الجنازة جميع الشوارع التي تؤدي لمسجد "الشيخ نجيب" المكان الذي ظل طيلة عمره يحفظ فيه القرآن وخرج منه وكان يوم عرس وزفاف يزف فيه الأهالي الشيخ لربه بعدما عاش طيلة حياته لا ينطق سوى بكلام الله".
كتب : مدحت عرابى