لم يكن الخامس والعشرون من يناير عام 1952 يوما عاديا، حيث دارت فيه معركة طاحنة بين رجال الشرطة البواسل وقوات الاحتلال الإنجليزي أمام مبنى محافظة الإسماعيلية راح ضحيتها 56 شهيدًا وأكثر من 80 جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال الإنجليزي، بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى محافظة الإسماعيلية للاحتلال الإنجليزي والذى أصبحت ذكراها عيدا للشرطة وإجازة رسمية.
ولكن الكثير يجهل دور وزير الداخلية فى ذلك الوقت اللواء محمد فؤاد سراج الدين الذى أمر بعدم تسليم مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزي.
ولد اللواء فؤاد سراج الدين فى 2 نوفمبر عام 1911 لأسرة عريقة، وتعتبر حياة اللواء سراج الدين حافلة بالإنجازات والأحداث، واعتقل 8 مرات طوال فترة حياته، كان وكيلا للنادي الأهلي في الأربعينيات ورئيسا شرفيا له مدى الحياة ورئيسا لاتحاد الكرة، وأصدر قوانين العمال عام 1943 وقانون النقابات العمالية وقانون عقد العمل الفردى، وقانون الضمان الاجتماعي، وقانون انصاف الموظفين.
كما أصدر قانون تنظيم هيئات الشرطة، وهو صاحب عيد الشرطة بسبب رفض الإنذار البريطاني يوم 25 يناير سنة 1952، وأمم البنك الأهلي الإنجليزي وتحويله إلي بنك مركزي، وأصدر قانون الكسب غير المشروع ونقل أرصدة من الذهب من الولايات المتحدة إلى مصر، وتمويل حركة الفدائيين في منطقة القناة بالمال والسلاح في الفترة من 1951 إلى 25 يناير سنة 1952.
وهو صاحب فكرة مجانية التعليم، وكان وراء قيام الوفد بإلغاء معاهدة سنة 1936 وبدء حركة الكفاح المسلح في منطقة القناة ضد قوات الاحتلال البريطانى، وفرض الضرائب التصاعدية على كبار ملاك الأراضي الزراعية عندما كان وزيرًا للمالية سنة 1950.