"يسقط النظام".. هكذا تعالت الهتافات بميدان التحرير منذُ سبع سنواتِ مضت، ولكنها لا زالت حية بالقلوب، حيث أن حشود من الملايين خرجوا حالمين بوطنِ بلا فساد وبلا قهر وبلا ظلم، خرجوا حالمين بنور الحرية، وشمس جديدة تلقى بظلالها على أحلامهم بوطنِ ديمقراطي، حتى تشربت الطرقات والرصفان دماء الشباب بعد أن وقفوا يزأرون بوجه الأمن يرفعون علامة النصر، يهتفون قبل لفظ انفاسهم الأخيرة:" عيش، حرية، عدالة اجتماعية".ما بين الكر والفر من مواجهات المتظاهرين مع الشرطة، لم يقلل ذلك من شغفهم على الإطلاق حيث وقفوا رافعين لافتات تطالب بالرحيل بصور مضحكة وساخرة تحمل ما بين الجدية والمزحة السياسية. لافتات حملها المحتجون بالميدان، فيقف أحد الشباب يبدو على عينية السهر طوال الليل، ملابسه يبدو عليها الهلاك، يحمل لافته كتب عليها: " ارحل بقا متجوز بقالي 26 يوم وعاوز أشوف مراتى "، وآخر يحمل لافتة بيضاء:" دا لو كان عفريت كان انصرف".وعلى نغمات أغنية الست أم كلثوم بأغنية يا ناسينى كتب أحدهم لافتة يضحك خلفها يقول: "مخطرتش على بالك يوم ترحل نى يا مبارك يا مجوعنى".وآخر يختبئ خلف اللافتة كتب عليها "إرحل" بالهيروغليفي وعلق أسفلها: " كتبتها بالهيروغليفي يمكن تفهم يا فرعون".ورجل يبدو عليه الاقتراب من سن الستين عامًا يحمل طفلًا لا يتعدى الرابعة من عمرة على كتفيه، يحمل لافته يكتب عليها:" ارحل بقا كتفى وجعنى"، وشاب آخر، كتب ساخرًا: "هاتمشى هاتمشى عشان عاوز أحلق".ويقف رجلًا يبتسم بشدة يقبض لافتة بين كفيه يسخر عليها بعبارته مدونًا بها: " لومستحمتش انهاردة ببيتنا هستحمى يوم الجمعة بقصرالرئاسة"، ووقف أحد الشباب يحمل لافتة مضحكة: ارحل بقا الولية عاوزة تولد والولد مش عاوز يشوفك".بينما كتب أحد الشباب الذى يبدو عليه أنه لم يتعد السابعة عشر من عُمره على لافتة: "أنا زهقت من الكنتاكي إرحمني وإرحل"، ساخرًا من الادعاءات التي لحقت حينها بالمتظاهرين التي ادعت بأنهم ممولون ويتناولون وجبات الكنتاكي.
كتب : عزة صقر