ads

أيقونات دير سانت كاترين تساعد المسيحيين على التواصل مع القديسين

الأيقونة فى معناها اليونانى الصورة المقدسة، وترتكز فى فحواها على كون الإنسان خلق على صورة الله حسب ما ورد فى التوراة، (و قال الله لنصنع الإنسان على صورتنا ومثالنا) وكما ورد ذكره فى القرآن الكريم (لقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم). وهنا نجد الأيقونة تظهر الحس الروحانى لمن تمثله وليس شكله الحقيقى.

وتمثل أيقونات دير سانت كاترين كل مدارس الفن البيزنطى وما بعده، وهى الوحيدة فى العالم التى تتفرد بهذا الفن اذ أن بعض هذه الأيقونات لا يوجد مثيل لها فى العالم كله اذ انها نجت بفضل الفتح العربى الذى عزل سيناء عن الرومان الذين قاموا بحرب شعواء على الأيقونات فى محاولة للقضاء على الدين المسيحى والعودة للوثنية ثانية.

والأيقونات السناوية هى أقدم الأيقونات المستخدم فيها الشمع، وذلك ما بين القرنين السادس والعاشر الميلاديين كما يستخدم فيها الأسلوبين الهلتستى والرومانى.

وبرغم أن هذه الأيقونات رسمت فى القسطنطينية (إسطنبول حاليا) وفلسطين إلا أنها تتشابه تشابها عجيبا مع أيقونات وجداريات تم اكتشافها فى باويط الأثرية (80 كم شمال اسيوط) رغم البعد الجغرافى بينهما، والتى تعود للقرنين السادس والسابع الميلاديين والتى تم نقلها إلى متحفى اللوفر بباريس والقبطى بالقاهرة.

الغريب فى الأمر أنه فى تلك الحقبة الزمنية ازدهرت جدا الحياة الرهبانية فى سيناء وباويط على الرغم من البعد بينهما ولم يعرف السبب حتى الآن فى هذا الترابط الغريب بينهما والتأثير فى الفن الأيقونى خاصة أن اقدم أيقونة سيناوية تم رسمها فى القسطنطينية بناء على أوامر من الإمبراطور جستنيان، الذى أهداها إلى دير طور سيناء، وأيقونات وجداريات باويط تم رسمها فى باويط نفسها ولم تنتقل من مكان لآخر.

السؤال المطروح هنا: كيف تتشابه تلك الأيقونات والجداريات بهذا الشكل رغم البعد الجغرافى بين القسطنطينية وباويط؟ هل تم نقل الرسامين من القسطنطينية إلى باويط؟ أم كانت توجد مدارس فنية متشابهة لهذا الفن على الرغم من هذا البعد؟

أما الفترة الذهبية فى رسم الأيقونات فهى التى تقع ما بين القرنين الثانى عشر والرابع عشر الميلاديين، حيث ظهرت المدارس الكومننية والباليوجية نسبة إلى أسرتين حكمتا بيزنطة فى سيناء والقسطنطينية وقبرص، وقد تأثرتا بالفن البيزنطى الشرقى والصليبى الغربى، وعلى الرغم من انفصال الكنيستين الشرقية والغربية فى القرن الحادى عشر، إلا أن هذه المدارس استمرت إلى أن انفصل الفن الغربى عن الفن الشرقى تماما وطغت عليه فنون عصر النهضة والفن الحديث وما بعده.

أما أهم الأيقونات السيناوية التى تراها داخل دير سانت كاترين فهى أيقونة الهروب إلى أرض مصر التي تصور السيدة العذراء حاملة طفلها الرضيع وهى راكبة حمارًا يقوده خطيبها القديس يوسف، وملاك الرى حولهما، وفتاة ترتدى الزى الفرعونى تستقبلهما ويشير إليها القديس يوسف بيده، ترجع أهمية هذه الأيقونة لارتباطها بالفن المصرى الفرعونى القديم، إذ ظهرت الإلهة إيزيس تحمل طفها حورس وترضعه فى الفن المصرى القديم، كما أن تلك الفتاة الفرعونية تمثل مصر التى تستقبل العائلة المقدسة وإشارة القديس يوسف بيده لها دليل على لجوئه إلى مصر حسب الأمر الإلهي له.

يحتوى دير سانت كاترين على العديد من الأيقونات التى تعد كنوزًا رائعة احتفظ بها التاريخ للأجيال القادمة شاهدة على مر العصور على التاريخ الكنسى والفنى وهى تعد وسائل عبادة تساعد المسيحيين على التواصل مع القديسين فى عالم الأبدية والملكوت السماوى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً