لا يمر أسبوع إلا وتشهد منطقة "نفق سنور" الواقعة على الطريق الصحراوي الشرقي، نطاق محافظة بني سويف، حادثًا مروريًا ينتج عنه وفاة ومصرع العشرات، من مستقلي السيارات القادمة من وإلى القاهرة ومحافظات الصعيد، وعادة ما تتشابه أسباب الحوادث التى دائمًا وأبدًا يكون نفقا سنور وأبو صالح قاسمًا مشتركًا في حدوثها، ما ساعد على انتشار الخرافات بين المناطق المتجاورة بأن المنطقة يوجد بهما "عفاريت" تنزعج بمرور السيارات فتقف الأشباح لتنتقم من المارة.البداية مع بيان مديرية الصحة ببني سويف، الذى أعلنت خلاله إحصائية مرفق الإسعاف، عن حوادث الطرق التى شهدها الطريق الصحراوى الشرقي، خلال عام 2017 المنقضي، والتى بلغت 325 حادثًا نتج عنها، وفاة 185 شخصًا وإصابة 355 آخرين، وبالتدقيق فى الإحصائية، تبين أن 205 حادثًا وقعت بمنطقة "نفق سنور" التى كان لها النصيب الأكبر من هذه الحوادث.علي سرحان، سائق أتوبيس تابع لشركة رحلات خاصة، أرجع سبب تلك الحوادث إلى رعونة سائقي سيارات الأجرة "الميكروباص" ونوم بعضهم أثناء القيادة، والسرعة الجنونية فى ظل انبساط الطريق مع عدم وجود رادار إلا فى نقاط قليلة ومعروفة من قبل السائقين يؤدى لوقوع الحوادث باستمرار، خاصة فى منطقة "نفق سنور" لشدة الانحدار بهما وذلك فى النقطة الواقعة عند مركز ببا.وقال عادل سلامة، محامي، إن ما تشهده المنطقتين بصفة مستمرة من تكرار الحوادث بصورة متشابهه وشبه يومية يجعلنا نطرح العديد من التساؤلات حول أسباب تكرار مثل هذه الحوادث، التى تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية إضافة إلى ما تكبده من مشاكل اجتماعية ونفسية وخسائر مادية، مما أصبح لزاما العمل على إيجاد الحلول والاقتراحات ووضعها موضع التنفيذ للحد من هذه الحوادث.وتابع: على الرغم من الأسباب المطروحة حاليًا كنوم السائقين والسرعة الزائدة، إلا أنه ما تزال هناك أسباب كثيرة وراء تكرار الحوادث التى عجزت الإجراءات التى تتخذها الأجهزة المختصة عن معالجتها لإغلاق صفحة قتل الأبرياء، وأخشى أن يستمر الحال كما هو عليه بعد كل حادث من الحوادث المتكررة بالاكتفاء بتقديم العزاء، وصرف التعويضات للمتوفيين والمصابين وصدور القرارات بتشكيل لجان للمعاينة، وتترك جذور المشكلة بدون إيجاد حل عبقرى وحاسم يضمن الحفاظ على أرواح الأبرياء، مؤكدا أن الأمر خطير ويحتاج إلى تحرك سريع وعاجل لإنقاذ الأبرياء من الموت من مخاطر حوادث الصحراوى الشرقي.من جانبه، أكد المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، أنه وجه بضرورة تنفيذ عددًا من الإجراءات لتوعية المواطنين بالأخطار المترتبة على مخالفة قواعد وتعليمات المرور وحركة السير، والتي تمثل السبب الرئيسي للعديد من الحوادث المرروية وسقوط ضحايا ومصابين وتضرر العديد من الممتلكات العامة والخاصة، فضلًا عن ما تتكبده الدولة لتقديم أوجه الدعم اللأزمة في هذا الصدد.وأضاف المحافظ، أن المحافظة بصدد إعداد مادة فيلمية يتم عرضها في الميادين والشوارع الرئيسية، على أن تتضمن عرضًا موجزًا للأسباب المعتادة للحوادث المرورية، وحصرا لأعدادها الكبيرة وآثارها السلبية اجتماعيا واقتصاديًا، وأن تتضمن بعض المواقف المؤثرة في حياة بعض الأسر التي تأثرت تعرضت لحادث مروري معين.وأشار، إلى أنه شكل لجنة لإعداد حصر دقيق للحوادث المروروية في الفترة الماضية وبحث أسباب وقوعها، وتضم اللجنة "إدارات المرور ومديرية الصحة والطرق والإسعاف وإدارة الأزمات بديوان عام المحافظة" على أن تقوم هذه اللجنة بوضع توصيات فنية للحد من الحوادث المرورية على مستوى المحافظة.
كتب : بني سويف: محمد احمد