تختلف قرى الظهير الصحراوي بمحافظة أسيوط بطبيعة الحال عن باقي قرى المحافظة، حيث تشتهر تلك القرى بعادات وتقاليد تميزها عن غيرها؛ نظرا لاختلاط سكانها بسكان القبائل العربية بالسفر عن طريق الحدود والاشتهار بالتراث البدوى.
ففي قرية عرب مطير التابعة لمركز الفتح بمحافظة أسيوط والتي تقع بمنطقة الظهير الصحراوي حيث يعيش سكان القرية حياة بدائية من حيث المسكن والمأكل والعادات والتقاليد، ومن حيث البناء المنازل مشيدة بالطوب اللبن وانتشار التراث البدوى من وجود الحصيرة تفترش الأرض لتغطى جوانب المنزل وتتأثر تلك المفروشات بالصبغة الشعبية البدويةعلى جدران ومجالس تلك القرية.
للحلى المزخرفة بكثرة حول الرقبة والخلخال المصنوع من الجلد والمصري القديم المصنوع من المعدن بمختلف أنواعه.
وتختلف الأفراح في تلك القرى عن غيرها حيث تعقد حلقات دائرية يتوسطها العريس ويرددون الأغاني البدوية المصرية منها بينها «أهو جالك أهو »، كما أن طبيعة الحياة البدوية التي يعيشها سكان هذه القرى تحكمها بالالتزام بالعادات والتقاليد وعدم إحياء الأفراح بالطرق الحديثة.
ويستخدم أهالي تلك القرى لهجات تمزج بين المصرية والعربية، انفردت بها تلك القبائل عن غيرها؛ وذلك بسبب سفرهم للأراضي والحدود العربية بالإضافة إلى إطلاق الأسماء العربية والبدوية على أبنائهم.
ويعانى أهالي قرى: الحوطا الشرقية التابعة لمركز ديروط والقصير، التابعة لمركز القوصية، ونجع عبد الرسول التابعة لمركز منفلوط و”جميعهم بالظهير الصحراوى الشرقى شمال أسيوط”، أشد المعاناة، ويعيشون حلقة من مسلسل إهمال وتجاهل المسئولين من تدنى مستوى الخدمات الطبية والعلاجية بالوحدات الصحية وغياب الرقابة من مديرية الصحة ومحافظ أسيوط، وذلك باعتبار الوحدات الصحية مبان هيكلية تنعدم فيها الخدمات والرعاية الطبية، مما يدفع أطباء الوحدات الصحية إلى اللجوء إلى المستشفيات العامة فى المدينة لتلقى الرعاية الطبية.
قال سيد عزوز “26″ سنة من قرية القصير إن الوحدة الصحية بالقرية لا تقدم الخدمة الطبية اللازمة للمواطنين ولا توجد بها إمكانات تمكنها من ذلك ودورها يكتفى بتقديم خدمات التطعيم وتسجيل المواليد والوفيات فقط، وبها طبيب غير مقيم، حيث يقوم بتحويل جميع الحالات المرضية إلى مستشفى ديروط العام التى تبعد عن قرية الحوطا الشرقية بحوالى “15″ كم بالإضافة لعبور العبارة النهرية بنهر النيل والتى تستغرق أكثر من “2″ ساعة لانتظارها للعبور للضفة الغربية من النيل لاستقلال مواصلات لمدينة ديروط.
وأضاف علي شحاتة من قرية الحوطا الشرقية التابعة لمركز ديروط، أن في الوحدة الصحية لا يباشر الطبيب عمله سوى يومين فى الأسبوع وأن أطقم التمريض فى غياب تام عن العمل لا يذهبون إلا فى وجود الطبيب ولا يباشرون عملهم أكثر من الساعتين وأن الطبيب يأتى لشرب كوب من الشاى ويقوم بتحويل جميع المرضى لمستشفى القوصية العام التى تبعد عن القرية بحوالى “10″ كم، ويكتفى دور الوحدة الصحية فى تقديم الخدمات الطبية سوى ماس الثعبان والعقرب، ورغم أن معظم أهالى القرية يعملون بمهنة الصيد ويعانون من الكثير من الأمراض المزمنة ومنها الفشل الكلوى نتيجة طبيعة عملهم فى المياه الملوثة، لذا يتطلب على المسئولين تقديم الخدمات الطبية والرعاية الصحية وتوفير المستلزمات الطبية بالوحدة الصحية التابعة لذات القرية.
وعندما ننظر إلى دشلوط الجديدة قرية للسكن فقط.. ولا توجد مياه جوفية بالأراضي المحيطة للزراعة قرية مير الجديدة مكتملة المرافق والمستفيدين "يسقعون الأراضي" لبيعها بأسعار عالية بدأت فكرة إقامة قرى الظهير الصحراوي عام 2007، وكان الهدف منها تحويل الكثافة السكانية إلى المناطق الصحراوية القريبة من التجمعات العمرانية وتوفير فرص عمل للشباب بالإضافة لخلق مجتمعات جديدة وبالفعل كان حظ أسيوط 3 قرى هي مير الجديدة ودشلوط الجديدة ووادي الشيح إلا أن المشروع وجد عددًا من العثرات بدأت بالبحث عن مصادر للمياه الجوفية لري الأراضي الزراعية التي سيقوم الشباب باستزراعها وهو ما توفر في مكان ولم يتوفر في آخر
بالإضافة لعمليات تسقيع للأراضي والإتجار بها.
وصرح مصدر مسئول بمحافظة أسيوط أن مشروع قرى الظهير الصحراوي لاستيعاب الزيادة السكانية المتوقعة حتى عام 2020 والحفاظ على الأراضي الزراعية ومنع التعدي العشوائي عليها ولتحقيق الاستقرار الاجتماعي والحد من ظاهرة الهجرة الداخلية للمدن القائمة وخلق فرص عمل جديدة للشباب بهذه المناطق، ووضع شروط الالتزام بالسكن في قرية الظهير الصحراوي وزراعة الأراضي الممنوحة للمستفيدين خلال فترة زمنية محددة وإلا سيتم نزع الأراضي منهم، لافتًا إلى أن الغرض من توفير هذه القرى هو تعميرها وليس "تسقيعها" للاستفادة منها في عمليات تربح، مشيرًا إلى أن الدولة ستستفيد من زراعة الشباب لها وتعميرها وليس من تركها فارغة.