لأول مرة.. تفاصيل أبرز عمليات الاغتيال الإسرائيلية.. استخدموا فيها الرسائل المفخخة ومعجون الأسنان لإنهاء المهمة

أجرت صحيفة "تاى أوف إسرائيل"، مقابلة مع المراسل العسكري والاستخباراتي رونين برغمان، حول كتابه الجديد "أقتل أولا: التاريخ السري للإغتيالات المستهدفة في إسرائيل".

وقال برجمان إن القادة الإسرائيليين اعتقدوا منذ بداية الدولة أن العمليات السرية والاغتيالات التي تتجاوز حدود العدو كانت أداة مفيدة لتغيير التاريخ أو القيام بشيء ما، إلى واقع دون اللجوء إلى الحرب، وكان لديهم هذا التصور قبل وقت طويل من أن تكون للمخابرات الإسرائيلية القدرة على تنفيذ هذه العمليات، بحسب المقابلة التي نشرتها تايم أوف إسرائيل.

وأضاف أن نجاح وفاعلية أكثر من 2700 عملية اغتيال في تاريخ إسرائيل الحديث القائم منذ 70 عاما، دفع في بعض الأحيان الساسة الإسرائيليين إلى تجنب القيادة الحقيقية والدبلوماسية: "لقد شعروا بأنه في متناول أيديهم هذه الأداة التي يمكنهم من خلالها وقف التاريخ، ويمكنهم التأكد من تحقيق أهدافهم بالاستخبارات والعمليات الخاصة، وليس بالتوجه إلى الحنكة السياسية والخطاب السياسي".

وروى مؤلف الكتاب تفاصيل أبحاثه التي شملت ثماني سنوات من العمل وألف مقابلة وصناديق لا توصف من الوثائق التي لم تنشر من قبل من وجهة نظره، نتيجة للرقابة العسكرية الثقيلة، لافتًا إلى أن هناك الكثير من القصص والروايات التي تخللتها الأخطاء والأحداث المزيفة، ما جعله يبدأ من الصفر في إعادة التدقيق في كل معلومة، الأمر الذي استغرقه هذه السنوات كلها في تأليف الكتاب.

وضرب المؤلف أمثلة للقصص غير الدقيقة، ومنها عملية "ينبوع الشباب"، وهي عملية عسكرية قامت بها قوات إسرائيلية في ليلة 10 أبريل 1973 ضد أهداف وشخصيات فلسطينية في قلب بيروت، حيث تمكن الإسرائيليون من اغتيال ثلاثة قادة فلسطينيين من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، كمال عدوان، كمال ناصر وأبو يوسف النجار، كما قاموا بتفجير مقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. قُتِل اثنان من المهاجمين الإسرائيليين.

وقال برجمان، "لقد كشفت أشياء جديدة كثيرة، أولا، وجدت القصة المحرجة أنهم كانوا يحاولون لمدة 40 عاما إخفاء أن أحد مقاتلي الموساد صدم وهرب هذه قصة فريدة من نوعها هرب الرجل بعيدا أعتقد أنه في الوقت الحاضر سيكون من الصعب جدا إخفاء شيء من هذا القبيللكن في ذلك الوقت كان ممكنا".

وتطرق مؤلف الكتاب إلى قصة العلماء الألمان "الذين طوروا الصواريخ لمصر لاستخدامها ضد إسرائيل، واستهدفها الموساد في أوائل الستينيات"، قائلا: "هذه القصة كلها لم تكن منطقية، كنت أرغب في الحصول على الوثائق. الآن لدي وثائق الموساد من هذه القضية، والتي تبين مدى الهستيريا، وكلمة "هستيريا" مستخدمة في تقرير الموساد.

وأضاف، "تمت كتابة تقرير داخلي كبير في الموساد عن العلماء الألمان في عام 1981، في حين ما زال جميعهم على قيد الحياة، ولم الهستيريا، لأن الموساد تم القبض عليه، دون أي علم مسبق بأن هذا حدث الرئيس المصري عبد الناصر عرض الصواريخ في موكب في القاهرة، وتفاخر بأنهم قد يضربون أي هدف جنوب بيروت، والمحطة الإذاعية "صوت الرعد" من القاهرة كانت أكثر صراحة، وقالت، هذه هي الصواريخ التي سنستخدمها لتدمير الكيان الصهيوني، ولم يقولوا إسرائيل، قالوا الكيان الصهيوني".

وتابع: "رد إسرائيل على هذا الاكتشاف كان شديدا، قتل العلماء، كان هناك غموضا واحدا فقط بشأن مصير أحد العلماء، هانز كروغ، وهو الرجل الذي اختفى من منزله، كان يعمل في مصنع الصواريخ بينيموند، حيث طور النازيون V1 وV2  ثم كان المدير اللوجستي العام لعمل العلماء الألمان في مصر لكن عندما ذهب جميع العلماء إلى مصر، بقي في ميونخ ثم اختفى، كان قد تلقى زيارة من ضابط في الاستخبارات المصرية قال إن الجنرال المسؤول عن المشروع أراد أن يراه في فندق في ميونخ كانت هذه آخر مرة شوهد فيها، لم يعرف أحد ما حدث له، الكتاب يحل هذه الحالة، لأول مرة، تحكى قصة ما حدث لهانز كروغ".

وقال "عندما هزت الهستيريا البلاد، ورأت إسرائيل أن العلماء الألمان الذين كانوا يعملون لحساب هتلر يعملون الآن من أجل هتلر الجديد، عبد الناصر في مصر، اضطروا للرد، كان رد فعلهم قوي جدا، دون التخطيط السليم، وهذا لم يوقف المشروع، فشلت محاولة لقتل العلماء برسالة مفخخة، تؤكد هذه القضية أيضا السياق السياسي، غولدا مئير ومناحم بيغن وإيسر هاريل استخدموا حقيقة أن العلماء الألمان كانوا يعملون في مصر لإثبات وجهة نظرهم أنه لم يكن هناك ألمانيا جديدة، أن الماضي قد ترك وصمة عار لا يمكن أن تختفي، كان هذا أيضا جزءا من معركتهم ضد الجيل الجديد، شمعون بيريس وموشي دايان، كانوا يخافون من أن بن غوريون سيعطي العرش لهؤلاء الشباب".

وأضاف، "هكذا أصبحت مسألة الإستخبارات المحدودة كارثة سياسية للبلاد، التهديد، كما جاء في تقرير الموساد لعام 1981، مبالغ فيه. كان العلماء الألمان قد باعوا ناصر خدعة، كان لصاروخهم فرصة ضئيلة جدا للإقلاع وضرب إسرائيل".

ويروي الكاتب قصة قضية بن بركة، وتورط إسرائيل في اغتيال السياسي المغربي في أكتوبر 1965، "لقد علمت، لسوء حظي الشخصي، أن شخصا أحببت كثيرا وقضيت ساعات طويلة معه، مئير عميت "رئيس الموساد في الفترة من 1963 إلى 1968" لم يخبرني الحقيقة كاملة، الآن، بما أن لدي الوثائق يشرح برغمان العملية الاستثنائية التي تمكن من خلالها الوصول إلى آلاف الوثائق حول القضية، ويظهر لي عدة نسخ لبعضها فقط، نرى أن مئير عميت لم يقدم تقريرا كاملا إلى رئيس الوزراء ليفي إشكول على ما حدث، ورّط الموساد في عملية اغتيال سياسي، الموساد لم يفعل ذلك، لكنهم ساعدوا السلطات المغربية.

لقد سمح لنا المغاربة بوضع أجهزة سمع والاصغاء لكل ما يقولونه لبعضهم البعض، وكانت تلك التسجيلات أساس ثقة إسرائيل بأنها ستفوز في حرب الأيام الستة، لأنه يمكن سماعهم يتجادلون، ذهب عميت إلى إشكول وقال، أنظر، يمكنك سماع عبد الناصر وحسين يصيحان على بعضهما البعض، وبعد شهر فقط، جاء المغاربة إلى الإسرائيليين وقالوا: لقد حان الوقت لكي تدفعوا على ما لديكم، نعم.

وتحدث عن اغتيال مشتري الأسلحة لحماس محمود المبحوح عام 2010 في دبي، قائلا إنه كان من الممكن أن ينتهي أكثر سوءا، مضيفًا، "فكر بما كان سيحدث لو قامت شرطة دبي بتحليل الصور" من الاستعدادات للاغتيال والاغتيال نفسه" في الوقت الحقيقي. 

كان كل شيء في التحقيق في وقت لاحق، بعد أن غادر نشطاء الموساد بفترة طويلة، ولكن تخيل إذا كان شخص ما قد رأى هؤلاء الجلوس مع مضارب التنس في مدخل الفندق لمدة أربع ساعات، ولا يفعلون شيئا، وسأل، ماذا يحدث هنا ماذا يفعل هؤلاء الناس"، متابعًا، "كان من الممكن رؤية شخص ما يذهب إلى الحمام أصلع ثم يخرج بشعر مستعار "بسبب تراخي الطريقة التي عمل بها الوكلاء" وكان من الممكن أن يغلقوا الفندق ويعتقلوا الجميع، وحينها كان على إسرائيل أن تغلق الموساد بأكمله لمدة عشر سنوات".

وتطرق إلى اغتيال رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وديع حداد "الذي توفي في ألمانيا الشرقية عام 1978" حدث بواسطة معجون أسنان، هنا أيضا أستطيع أن أعيد فقط جزء من القصة، كان الموساد قادرا على الاقتراب جدا جدا جدا من حداد، وتسميم معجون الأسنان الخاص به، ثم لم يفعل الكثير لإنكار أن الموساد كان وراء ذلك، لخلق التخويف، انتشرت قصص صرخاته في المستشفى الذي يسيطر عليه جهاز أمن الدولة في برلين في كل مكان.

وقال إن أمن الدولة الألماني أرسل تقارير إلى المخابرات العراقية، قائلا لهم، عليكم النظر إلى علمائكم ومعجون أسنانهم، لأنهم اشتبهوا في أن معجون الأسنان قد تسمم، من تلك النقطة، أمرت المخابرات العراقية العلماء العراقيين الذين عملوا على قنبلتهم، كلما خرجوا من العراق، لنقل معجون اسنانهم وفرشاة اسنانهم في كيس معهم، كانوا يحملون معجون أسنانهم في كل مكان، وما زال اثنان منهم قد تسمموا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً