عباس شومان: الأزهر يكره مصطلح الأكثرية والأقلية

قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن الناس تتعامل مع التعددية المذهبية بشكل خاطئ؛ فاختلاف المذاهب رحمة، ومن الصعب أن يكون الرأي الفقهي واحد في كل الأمور، مضيفا: "الكلب يتفق الكثير أنه نجس وهناك من يحلل استخدام، والشرع سمح أن يختلف العلماء بمثل تلك المسائل لخدمة البشرية، لكن هناك أحكام ثابتة مثل حرمة الخمر والزنا والسرقة والقتل فتلك المسائل لا تحمل اختلاف".

وأضاف خلال كلمته بندوة "المواطنة الكاملة ورفض مصطلح الأقلية" بجناح الأزهر الشريف في معرض القاهره الدولي للكتاب بدورته الـ49، أن هناك مسائل أخرى وقوعها تحت حكم واحد يعد شاق على البشرية، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ" فيمكن أن تكون الآية أمر مثل "امسحوا رؤوسكم" أو صلاة المرأة في عملها الذي يتطلب أن تكشف عن شعرها للوضوء لكن هناك فقهاء يقولون يكفي أن تمسح جزء من شعرها، حتى لا يظهر للغير ولا يكون ذلك مشقة عليها، موضحًا أن الدين الواحد يحمل العديد من الأختلافات، وذلك يحدث أيضا في اليهودية والمسيحية وغيرها من الأديان، لكن مهما كانت الأديان مختلفة، فقط اتفقت على شئ وهو أن للكون إله واحد.

وتابع: "اعتقد كيفما تشاء لكن لا تتعرض لاعتقادي أنا.. وعلماء الأزهر الشريف يتفقون على أنه لا يوجد مشكلة في التعدد المذهبي أو الديني أو العقائدي، لكن المشاكل تبدأ حينما يفرض أحد رأيه على الآخر".

وأكد أن الأزهر الشريف يكره مصطلح الأكثرية والأقلية؛ لأنه يعبر عن التقديم والتأخير، وتاريخ الإسلام لا يوجد به هذا المصطلح لا في القرآن أو السنة، وتابع: "عندما انتقل الرسول للمدينة المنورة كان هناك قبائل يهودية البعض دخل في الإسلام والبعض بقى على ديانته لكن الرسول لم يستخدم الأكثرية والأقلية، بل كان يطلق على المسلمين أمة ينصر بعضهم بعض ويتعاونون لخدمة بعضهم البعض".

وأوضح أن من يرى تاريخ الإسلام سيذهل من تعامله مع غير المسلم، من عدم نقض العهود، وعدم الغش، وهذا دليل أن الله خلق الإنسان من آدم وحواء ولم يفرق بينهم، فالله ارد أن تعيش البشرية معًا، مضيفًا: "الرسول تعاون مع اليهود وأعطاهم حقوق، فمن من قتل معاهدًا (غير المسلم أو من دولة معايدة ويمكن أن يكون ينقل رسالة معادية لبلد الإسلام) لم يلق رائحة الجنة، فإذا أخذ الإذن بدخول بلدنا فأصبح كالمسلم وتمامًا، ماله حرام وترويعه حرام، فهو آمن في بلدنا حتى يعود لبلده ويكون في حماية جيشه والقرآن وضح ذلك في سورة التوبة".

وتابع: "الله سمح بوجود الملحد والمسيحي وغيرها من الديانات على أرضه وأطعمهم ورزقهم، ولذلك نجد الأزهر يحافظ على الكنائس وشيخ الأزهر يقوم بزيارات إلى الإخوة المسيحيين (لكم دينكم وليا ديني)، ولذلك علينا أن تعيش الأمة في سلام، فالله حذرنا من الفرقة والاختلاف".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً