عقب حالة الصراع والجدل الشديدين التي شهدتهما مصر خلال الأسابيع الماضية، نظراً لإقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في مارس المقبل، وبعد حالة التخبط التي أصابت الأحزاب المصرية، بشأن ضرورة وجود منافس قوي للرئيس عبد الفتاح السيسي فى الانتخابات الرئاسية، أعلن حزب الوفد عن ترشح رئيسه السيد البدوي للانتخابات الرئاسية، ثم تراجع الحزب عن موقفه بشأن ترشح البدوي، ثم ظهر في اللحظات الأخيرة رئيس حزب الغد، موسي مصطفي، يعلن ترشحه بـ 47 ألف توكيل و26 استمارة تزكية من نواب البرلمان، ليفاجيء الجميع قبل غلق باب الترشح بقليل.
ومع استيفاء رئيس حزب الغد استوفي لجميع الشروط والأوراق المطلوبة للترشح لرئاسة الجمهورية، أصبح هناك منافسا للرئيس عبد الفتاح السيسي على كرسي الحكم، قفزت للسطح عدة أسئلة، منها هل موسي قادرفعلياً على الفوز بالمنصب الأهم في البلاد؟، هل سيكون قادرا على التعامل مع مؤسسات الدولة خاصة السيادية منها؟، وهل سيكون له كلمة قاطعة علي باقي المؤسسات والأحزاب التي أعلنت دعمها التام للسيسي فى الانتخابات الرئاسية القادمة؟، خاصة أن رئيس حزب الغد، كان مختفياً خلال السنوات الماضية، ولم يسمع عنه أحد قبل إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية، سواء على الساحة الشعبية أو الساحة السياسية.
- فرص موسي مصطفي فى الانتخابات شبه معدومه:
قال الدكتور خالد رفعت، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، اليوم الثلاثاء، إن موسي مصطفي، رئيس حزب الغد، الذي ترشح في الساعات الأخيرة قبل غلق باب الترشح، غير قادر على منافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى الانتخابات، كما أنه ترشح بحثاً عن الشهرة، نظراً لكونه شخصا مغمورا، ولا أحد يعرفه حتي أقاربه وجيرانه، لافتاً إلى أن إفتراضية نجاحه فى الانتخابات لا تتعدي 1%، لذا لايمكن الحديث عن إمكانية قدرته علي التعامل مع المؤسسة العسكرية فى حالة نجاحه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، خلال تصريح خاص، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيفوز لا محال فى الانتخابات الرئاسية القادمة، نظراً لعدم وجود مرشحين قادرين على منافسته، بالإضافة إلى أنه الوحيد القادر على التعامل مع المؤسسة العسكرية، مشيراً إلى أن المؤسسة العسكرية ليست منوطة بالرئاسة، كما أنها لايمكنها أن تمنع موسي مصطفي من الترشح للرئاسة، وذلك بالرغم من عدم إنتمائه للمؤسسة العسكرية.
- منافس السيسي غير قادر على ترويج المؤسسة العسكرية :
في ذات السياق قالت النائبة سهير الحادي، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن رئيس حزب الغد، غير قادر نهائياً على منافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أنه ليس من المنطق افتراض نجاحه فى الانتخابات، مؤكدة أنه لا يصلح لمصر إلا الرئيس السيسي، كما أنه هو الوحيد القادر على التعامل مع الجيش والشعب المصري، وبصفة خاصة التعامل مع المؤسسة العسكرية، نظراً لكونه واحد منها.
وأشارت النائبة، في تصريح أن رئيس حزب الغد، الذي ترشح لرئاسة الجمهورية، غير معروف على الساحة السياسية، كما أنه غير مدرج تحت قائمة الشخصيات العامة، مشيرة إلى أن قراره بالترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، غير صائب بالمرة.
- المؤسسة العسكرية عادة ما تلتزم بالحياد فى الانتخابات
ومن جانبها، أكدت النائبة غادة عجمي، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن موسي مصطفي، رئيس حزب الغد، الذي ترشح بالأمس فى الانتخابات الرئاسية القادمة، فى حالة نجاحه فى الانتخابات وانتصاره علي السيسي، من المفترض أن يكون قادراً على التعامل مع المؤسسة العسكرية، لافتة إلى أن المؤسسة العسكرية لابد أن تلتزم بالحياد ، نظراً لكونها مؤسسة تابعة للشعب.
وأضافت البرلمانية، أن المؤسسة العسكرية معروفة بالإلتزام والحياد، كما أنها لا تفرض رأيها على الشعب، والدليل على ذلك عندما أتي الرئيس المعزول محمد مرسي بالصندوق، فإن المؤسسة العسكرية قبلت به، مشيرة إلى أنه من حق كل مواطن أن يتقدم بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، ولكن عند الحديث عن المنافسة الحقيقية، فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي لايستطيع منافسته أحد، خاصة أن رئيس حزب الغد، كان مختفياً عن الساحة السياسية طيلة السنوات الماضية.
الدستور يحكم اختصاصات «موسي» إذا أصبح رئيساً
بدوره قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ورئيس وحدة الدراسات السياسية بمركز دراسات الشرق الأوسط، إن الدستور المصري منوط بتحديد اختصاصات رئيس الجهورية، سواء أصبح موسي رئيساً لمصر أو غيره، فإن جميع المؤسسات وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، لا تستطيع مخالفة قوانين الدستور المصري.
ولفت أستاذ العلوم السياسية، أنه فى حالة فوزموسي مصطفي، بالكرسي الرئاسي، وتغلبه على السيسي، فإنه من حقه أن يمارس حقوقه كرئيس لجمهورية مصر العربية بشكل ميسر وطبيعي، مشيراً إلى أنه لا يجب وضع عقبات له أثناء ممارسته للحكم فى حين فوزه بالانتخابات الرئاسية، متمنياً لمصرأن تختار الرئيس الذي يصلح لإدارة المؤسسات بشكل فعال وقوي، سواء كان الرئيس السيسي أو موسي رئيس حزب الغد.
نقلا عن العدد الورقي.