بين التصريحات الوردية باعداد كوادر مدربة للسوق المصري، وبين الواقع المر الذي تعيشه، تبقى مشكلة طلاب مدارس التعليم الفني في البحيرة التي تخصص أغلبها في تخريج دفعات من البلطجية والمسجلين خطر، في حين تفوق أبناء الزنازين من «السجناء الأحداث» في تعلم الحرف والمهارات، التي جعلتهم «صنايعية» أكفاء لأي سوق عمل.
أحد الطلاب عبر عن تجربته داخل المدارس الفنية بالبحيرة قائلا: «تمنيت أني لم أكمل دراستي وأكون من العاطلين عن العمل، الآن أنا عاطل ومتعاطي مخدرات بعد التحاقي بالمدرسة الفنية».
فيما أضاف «عمر.أ.ن» أنه كان من أوائل الطلاب في الشهادة الإعدادية وكان يتمنى أن يدخل كلية الفنون الجميلة بعد الثانوية العامة ويصبح قادرا على امتلاك معرض فني كبير ولكن لضيق المعيشة ووفاة والده كان أمامه طريق واحد فقط لكي يصل إلى هدفه، وهو الالتحاق بمدرسة الثانوي الزخرفي بدمنهور لقلة المصاريف المطلوبة في المدارس الفنية حتى يلتحق بكلية التربية النوعية قسم فنية بعد إتمام سنوات الدراسة في الثانوية ليحقق حلمه .
وأشار الى أنه في بداية الأمر كان متحمسا للذهاب إلى المدرسة بصفة مستمرة لكي يحضر جميع الحصص النظري والعملي لكي يكتسب خبرة لينمي موهبته في الرسم ويحقق هدفه، ولكن كان للواقع رأي اخر، فبعد أسابيع وشهور من التحاقه بالمدرسة كانت الخبرة التي اكتسبها ليست خبرة كيفية استخدام فرشاة الرسم ليرسم لوحات فنية يتم عرضها في معرضه الفني بل كانت الخبرة في كيفية استخدام السلاح الأبيض «المطواة» في المشاجرة والسرقة .
وتابع: «بعد ما دخلت المدرسة تعرفت على طلاب معايا في القسم، كان معظم الحصص وخصوصا العملي مفيش حد بيدخل، كنا بنتجمع انا واصحابي كل واحد فينا يحكي في حاجة علشان نقضي وقت الحصص ونروّح، وفي يوم تشاجر أحد زملائي مع طالب من قسم آخر وبعد المشاجرة مباشرة ادركنا أن الشخص الذي تشاجر معه ينتظره أمام المدرسة لاستكمال المشاجرة اتفق باقي أصحابي ألا يتخلوا عن زميلنا فقاموا بالتعدي على هذا الشخص ومن معه بالسلاح الأبيض بعد المدرسة وطلبوا أن أذهب معهم فرفضت لعدم قدرتي على استخدام السلاح».
واستكمل أن زميله قام أثناء حصة العملي بإخراج المطواة من جيبه وتعليمه كيفية استخدامها، وكيف يمكن أن يضرب من اتجاهات معينة لكي يصيب الشخص وما هي أنواعها، كان الأمر في البداية صعبا ولكن استمرار استخدام السلاح الأبيض في المشاجرات أصبحت قادرا على استخدمها بكل الطرق .
حسين على، طالب بمدرسة فنية قال إن طالبا زميله توفى بسبب تعاطيه المواد المخدرة بدون علمه، حيث قام أحد زملائه بإعطائه مخدرا فى العصير بعد رفضه التعاطي معهم، مشيرا الى أنه بعد تناول العصير تغير لون وجهه ومرض لأيام قليلة وبعد ذلك قام بالتعاطي معهم بواسطة الحبوب المخدرة بعدما أخبره بما حدث، لافتا الى أنه ظل يتعاطى الحبوب حتى قام بتعاطي «البودرة»، وفي يوم أخذ جرعة كبيرة أثناء المزاح مع أصحابه حتى توفي في نفس الوقت.
نقلا عن العدد الورقي.