اعلان

السر وراء دخول القوات التركية لـ"عفرين".. سوريا مقابل ملفات أردوغان السوداء لدى امريكا وروسيا

كتب : سها صلاح

بعد أن رأى أردوغان أن قضية خرق العقوبات المفروضة على إيران المنظورة في نيويورك، ودعم المقاتلين الأجانب في سوريا، ستسببان له مشاكل، بدأ يطبق مبكرًا "سيناريو التصادم مع الولايات المتحدة" بدخوله "عفرين".

صحفة زمان التركية القضية الثانية التي تؤرق أردوغان، تحدثت أيضًا عن امتلاك وحدات حماية الشعب الكردية في قبضتها لأرشيف كبير عن علاقات نظام أردوغان مع المجموعات الإرهابية.

ويجب أن لا ننسى أن روسيا منحت تركيا "الضوء الأخضر" لعملية "عفرين" في سوريا من جانب، وتنشر الصحافة الروسية في عناوينها أنباء تزعم أن "الجيش التركي يقتل المدنيين" من جانب آخر.

الولايات تحت إدارة ترامب ليست قادرة على توحيد الخطاب فيما يتعلق بعملية عفرين كسائر القضايا الأخرى، فبينما يعلن البنتاجون أنه سيواصل التعاون مع الأكراد، تصرح الخارجية الأمريكية أنها تتفهم عزم تركيا على تأمين حدودها.

ووفقًا لمصادر الصحيفة التركية فإن هذا الوضع يزيد من جرأة تركيا،وأكثر ما يلفت الانتباه في هذا الأمر هو سهام الانتقاد الموجهة إلى ترامب، ولعل أبرز هذه الانتقادات أن تناقضات ترامب في سياسته تجاه الأزمة السورية زادت من قوة روسيا،كما يدور الحديث باستمرار عن حصول تركيا على موافقة روسيا وخوضها معركة عفرين، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة.

النقاط البارزة في التعليقات الأمريكية على عملية عفرين تتمثل في أن أردوغان يقود هذه الحرب في إطار سعيه لتحقيق مكاسب في السياسة الداخلية، وأنه يتعين على الولايات المتحدة حماية الأكراد لكونهم حلفاء لها، وأن تركيا تنحاز وتنزلق إلى المحور الروسي.

فعلى سبيل المثال أفاد الخبير في شؤون الشرق جاشوا لاندز في حديثه مع قناة الجزيرة أن الولايات المتحدة تنظر إلى تركيا باعتبارها حليفًا مفقودًا، مؤكدا أنه ليس بالإمكان إبعاد تركيا عن مسار تراجع الديمقراطية وتزايد والإسلام السياسي والاتجاه صوب الديكتاتورية، وأن هذا الأمر ليس بوضع يمكن للولايات المتحدة تغييره.

من جانبه حذر فريدريك س. هوف من معهد أتلانتيك للدراسات من احتمالية تحول معركة عفرين إلى مواجهة تركية أمريكية، كما يرى فريدريك أن التوترات بين تركيا والولايات المتحدة هي في الواقع فخ من تدبير الروس.

وفي الآونة الأخيرة بدأت وسائل الإعلام الغربية تفسح مزيدًا من المجال في صفحاتها إلى زيادة الوفيات من المدنيين بسبب عملية عفرين، فالأخبار المتعلقة بالوفيات من المدنيين ستزيد من وطأة الأجواء المعادية لتركيا.

الرأي الآخر البارز في الولايات المتحدة هو أن تركيا تتمتع بأهمية إستراتيجية، وأنه ليس من المنطقي خسارة تركيا من أجل وحدات حماية الشعب الكردية، مما يوجب على السلطات الأمريكية التعاون مع أردوغان. ومن المهم تسليط الضوء على هذا الرأي على الرغم من قلة المؤيدين له.

ويرجع المؤيدون لهذه الرؤية سبب دعمهم لها إلى عدم وجود بديل لأردوغان الذي لن يرحل عن السلطة على المدى القريب، فمثلما ذكرت مسبقا أن الأذهان في الولايات المتحدة مشتتة وتصريحات ترامب لا تعكس أي وضوح أو استقامة في الرؤية.

وفي ظل هذه الأوضاع يواصل أردوغان الحملات التي تحقق له مكاسب في السياسة الخارجية لتيقنه بأن الولايات المتحدة بحاجة إليه، ولن تخسره لحساب الروس، فقد حصد ثمار تمرده ضد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اليوم في السياسة الداخلية.

وتساءلت الصحيفة ماذا سيحدث إذا تقدمت تركيا نحو "منبج" الكردية في سوريا حيث تتمركز القوات الأمريكية؟ المصادر الأمريكية واضحة وصريحة في هذا الصدد، فقائد القوات المركزية الأمريكية الجنرال جوسيف فوتال أعلن أنه لا نية لسحب الجنود الأمريكان المتمركزين بالقرب من منبج.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد طالب الولايات المتحدة بقطع علاقاتها مع التنظيمات الإرهابية واستعادة الأسلحة التي منحتها للتنظيم والانسحاب من منبج.

وعلى الرغم من احتمالية تصادم الجنود الأتراك بالجنود الأمريكان، إلا أن واشنطن لا تنظر إلى هذا الأمر كسيناريو واقعي، وعلى الرغم من أن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي كان الهدف الأولوي بالنسبة للولايات المتحدة، غير أنها بدأت مؤخرا تفكر في البقاء في المنطقة بصورة دائمة. أي أن الولايات المتحدة تخطط لمواصلة البقاء في الجانب الشرقي من نهر الفرات حتى ولو انتهت الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.

هذا الوضع يثير غضب الروس بدون شك، حيث تشير التعليقات المتداولة في الصحافة الأمريكية إلى كون استنكار روسيا لسعي الولايات المتحدة للبقاء في المنطقة بصورة دائمة هو الدافع خلف موافقتها لتركيا على شن عملية عفرين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بعد زيادة رغيف الخبز.. الحكومة تكشف السبب الرئيسي لنقص بعض الأدوية في الأسواق