انتعشت السياحة من جديد في محافظة الأقصر، بعد سنوات عجاف مرت بها المحافظة نتيجه قلة الإشغال السياحي، منذ 2011 حتي العام الماضي تقريبا، الإ ان الإنتعاشة السياحية التي شهدتها المحافظة لم تمر بسلام بل مرت بأزمات الواحدة تلو الأخري بداية من العام الجديد، ما بين فشل في إدارة الأزمة مثل أزمة شحط الفنادق العائمة بين محافظة الأقصر وأسوان، وحادث البالون، إنتهاءا بتسمم 60 نزيل بينهم خليجيين، كل هذا ولم ينته يناير بعد، وسط قلق من العاملين في السياحة مما سيحدث في الأقصر بعد ذلك.
البداية الموسم السيء كانت في نهر النيل، حيث تكبدت الفنادق العائمة خسائر جراء شحوط ثمانٍ منها أواخر ديسمبر الماضي، في رمال قاع النهر بالقرب من مدينة أرمنت الحيط، أثناء توجهها لمدينة أسوان، وهو ما جعل السائحين يضطرون لمغادرة تلك الفنادق العائمة بحثُا عن بديل لرحلتهم في النيل العظيم.
كما تكرر الأمر بصورة شبه دورية خلال يناير الجاري بسبب انخفاض منسوب المياه في النهر إلى مستويات غير مسبوقة، وعدم تكريك وتطهير النهر من قبل وزارة الري منذ 2011، ما أدى إلى زيادة منسوب الطمي والرمال بتلك الجزر التي تؤدي إلى شحوط البواخر حسب آراء مسئولين.
وفي الخامس من يناير الجاري، تعرضت الأقصر لحادث بالون نتيج سوء الطقس المفاجيء أسفر عن مصرع سائح جنوب أفريقي وإصابة 15 آخرين من جنسيات مختلفة منهم مصري، بالبر الغربي للمدينة، وهو ما زاد القلق بشأن موسم السياحة الشتوية في الأقصر عامة وحركة رحلات البالون من جانب آخر.
مسلس الحوادث لم ينته عند هذا الحد، بل وصل الي تسمم 31 نزيلا ما بين مصريين وسعوديين الأحد الماضي، في فندق عائم بمدينة الأقصر، جراء تناولهم وجبة غذائية فاسدة على أحد الفنادق العائمة بنيل المحافظة، وهو ما دعا السياحة لوقف المركب السياحي والتحقيق في الواقعة.
وتبعها الاثنين الماضي وفاة سائحٍ ألماني "ليدى ميرى" 72 عامًا على مركب سياحي إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، وتم نقله إلى مستشفى الأقصر الدولي.
واخر ما شهدته السياحة بالأقليم هو تكرار تسمم 36 نزيل مصري وسائح عراقي في فندق عائم الخميس الماضي، وذلك اثناء إبحارهم في رحلة سياحية قادمة من أسوان إلى مركز اسنا تقرر على اثرها نقلهم الي مستشفي ارمنت المركزي لتلقي العلاج.
وعلى إثر كل تلك الحوادث ألتقى محمد بدر محافظ الأقصر كل من الدكتور علاء عيد رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائى بوزارة الصحة والدكتورة ميسة محمد، مدير عام الإدارة العامة لمراقبة الأغذية لمتابعة سير أعمال لجنة تقصى الحقائق الطبية وفحوصات عينات الأطعمة ومناقشة التقارير المبدئية للجنة التى تتولى تحقيقات واقعة تسمم سائحي أحد الفنادق العائمة القادمة من أسوان الخميس الماضى .
وأوضح الدكتور علاء عيد، أنه وفقاً لتوجيهات الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة تم تشكيل لجنة من 12 عضو بالتنسيق مع مفتشى مديريات الصحة والتموين وشرطة السياحة للعمل خلال فرق بحثية يتضمن عملها أخذ عينات من المأكولات والمشروبات بالفندق العائم وارسالها إلى الإدارة المركزية بالوزارة لتحليلها والتأكد من سلامتها، وكذلك المرور علي كافة الفنادق العائمة والمطاعم ومحال التجار وموردى الأغذية للفنادق للتأكد من مدي توافر الاشتراطات الصحية.
وعن نسبة الإشغال السياحي في فنادق الأقصر قال خبير سياحي إن نسبة الإشغال في الفنادق العائمة بلغت 69٪، مؤكدا أن الفنادق التي تعمل بين أسوان والأقصر بلغت 108 فندق عائم من أصل 219 فندق، بواقع 9000 نزيل ما بين مصري، صيني، الماني، فرنسي، وجنسيات أخرى.
فيما قال هشام الدسوقي، مدير شركة بالون بالأقصر، إن الحوادث المتكررة التي شهدتها المحافظة طوال شهر يناير بداية من شحط المراكب، وحادث البالون لن تظهر عواقبها هذا العام، بل ستظهر العام السياحي المقبل، موضحا أن السائح الذي سيقرر زيارة مصر العام المقبل، سيبحث عن ما ستتخذه الحكومة من إجراءات لمواجهة مشكلة " الشحط" لعدم تكراره.
وأضاف أن حركة الإشغال السياحي في الأقصر هذا الشهر لم تتأثر، معللا ذلك بأن السائح حجز الرحلة قبل شهر يناير، مما يصعب عليه الغائها، وعن حادث البالون ونسبة الإشغال السياحي، أكد " مدير شركة البالون، أن نسبة الإشغال السياحي في فترة أسبوع حادث البالون كانت ضعيفة ، اما بعد الحادث بإسبوع حتي 28 يناير الجاري فإن نسبة الإشغال السياحي ارتفعت بشكل كبير بلغت أكثر من 500٪.
نقلا عن العدد الورقي.