في البحيرة تتعدد حكايات ذبح البنات تحت شعار الختان، تلك العداة التي خرجت أجيالا من الفتيات معقدات نفسيا
إن جاز التعبير.
«ألطاف. م»، سيدة عمرها 50 عاما، تعيش في إحدى القرى التابعة لمركز دمنهور كانت مهنتها عمل التجميل للسيدات من خلال محلها التي تمتلكه «كوافير»، لكن الحقيقة أن هذه المهنة كانت ستار للمهنة الحقيقة، التي كانت تمارسها في الخفاء خوفا من القانون، خلفا لوالدتها أشهر داية في المنطقة والمناطق المجاورة للبلد.
بطيف ندم بدأت «ألطاف» تحكي تفاصيل مهنتها بشعور ملي بالحزن بأنها لم تلتحق بالمدرسة وكانت تعمل مع والدتها في مهنة تجميل السيدات وأيضا مساعدتها في عمليات الختان، حتي أصبحت تمارس هذه المهنة بعد وفاة والدتها، فكانت تأتي السيدات إلى محل التجميل و معها بناتهم للقيام بالختان في غرفة داخلية مخصصة لملابس العرائس، حتي لا يفتضح الأمر، ويشعر أحد بهذه المهنة بعد إصدار قانون تجريم من يقوم بهذه العمليات.
استمرت في حديثها عن حياتها، حتي وصلت إلى إجراءها لعملية ختان التي لايمكن أن تنساها، لافتة: «كان في واحدة من القرية ظلت 7 سنوات تعاني من عدم الانجاب استمرت تتعالج عند الدكاترة والشيوخ حتي أنجبت طفلة ومن شدة جمالها سميت "قمر"، في يوم كانت عندي علشان تقوم ببعض التغيرات في لون شعرها قبل العيد الاضحي، دار حديث بيني وبينها وبين السيدات الموجودات في المحل عن مخالفتها للعادات والتقاليد للالتحاق ابنتها المدرسة لم تجري عملية الختان حتي الآن، كان رد ام قمر أن والدها رافض خوفاً علي البنت».
وتابعت سرد قصتها «بعد حوار ظل مستمر أكثر من ساعة ونصف، تم اقناع والدة الطفلة انها لا تخبر زوجها وتأتي بها بحجة انها تذهب للقيام ببعض الاشياء الخاصة بالسيدات في محل التجميل، ويتم اجراء الختان ينتهي الأمر، بالفعل اتت «أم قمر» في محل التجميل في الموعد المحدد ومعها ابنتها، حيث قمت بتحضير أدوات داخل الغرفة وطلبت من الأم تجهيز ابنتها لإجراء الختان وهنا بدأت الطفلة يتغير لونها وتبكي بشدة عندما وقفت امامها بأدوات العملية وقامت بالاختباء وراء والدته».
وأضافت الخاتنة «استمرت الطفلة في البكاء والاختباء وراء والدتها حتي قمنا بالاستعانة ببعض السيدات الموجودة في المحل لإتمام الختان وهنا حدثت الكارثة الطفلة توقفت عن البكاء والصراخ ولا يظهر لها صوتاً ولا نفساً، فوراً توقفت عن اجراء الختان معتقدين ان الطفلة اغمي عليها والجميع بدأ يحضر مياه أو معطر للإفاقة الطفلة ولكن ظلت الطفلة فاقدة الوعي، خوفا من افتضاح الأمر لم نذهب إلى المستشفى وقمنا بإحضار أحد قريباتي وتعمل ممرضة في الوحدة الصحية الي المحل لفحص الطفلة وهنا حدث ما كان يخشاه والد الطفلة هو فقدانها بسبب الختان».
واستكملت «كان الأمر صعب على والدتها وعلينا جميعاً ولكن الأصعب ماذا سوف يحدث إذا عرف والد الطفلة؟ ولكن تم اخفاء سبب الموت الحقيقي و قمنا بالباس الطفلة ملابسها و الاتصال بوالد الطفلة لكي يأتي وأخبرته انها اثناء لعبها بجوار والدتها في المحل اغمى عليه بدون سبب، ولكن عندما طلب الوالد ان يذهب الي المستشفي بالطفلة قامت احدي السيدات بمنعه لعدم حدوث ضرر لها ولزوجته يفتضح الأمر اثناء كشف الطبيب،هنا عرف والدها ان زوجته عصيت كلامه وقامت بعملية الختان وحدث ما يخشاه وكان امامه خياراً واحداً هو تنفيذ ما قالته السيدة له واخذ طفلته ودفنها».
واختتمت السيدة حديثهات «قبل أن ينهي الحديث والدها الحديث فقدت الام وعيها وتم نقلها إلى المستشفي و وبعد فترة قليلة توفيت والدة الطفلة بسبب فقدان ابنتها، وبعدها قمت بإغلاق المحل تمام والاتجاه ببيع السلع الغذائية».
في نفس السياق أكد الدكتور محمد شعلان وكيل وزارة الأوقاف بالبحيرة، أن الفقهاء أتفقوا علي أن الختان في حق الرجال والخفاض في حق الإناث مشروع، ثم اختلفوا في كونه سنة أو واجباً، مشيرا أن الختان للرجال والنساء، الذي يحدث في هذه الأيام يميل أكثر إلي اتباع العادات والتقاليد أكثر من كونه سنة عن الرسول.
أشار شعلان إلى أن الأساليب التي تستخدم في ختان الإناث في بعض الأماكن خصوصاً الريف غير محببة،لافتا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا نساء الأنصار اختفضن و لا تنهكن»، لذلك حدد النبي كيفية الختان.
ومن جهته أكد شحاتة المسيري، طبيب أمراض نفسية بمدينة دمنهور، أن أثار الختان لاتقتصر على العامل الجسدي فقط،منوها أن الأثار النفسية الناتجة عن عملية الختان تشبه اثار الاغتصاب.
وأوضح المسيري أن كثير من الحالات التي كانت تتعالج عنده كانت تعاني من عدم الرغبة الجنسية مع زوجها، بالإضافة إلى أن هناك فتيات ترفضن الزواج تماما، بل ترفض التعامل مع المجتمع مرة أخرى بعد عملية الختان.
نقل عن العدد الورقي.