في اليوم العالمي.. حكايات ذبح البنات بالغربية.. ختان الصغار في الموالد.. والطب النفسي: "يجعلها تشمئز من كونها أنثى"

الختان الإناث أو بالمصطلح الدارج لدى أهالي الريف وخاصة بمحافظات الدلتا كالغربية «الطهارة»، لفظ جارح لكل بنت خلقها الله على وجه الأرض، حيث تتعرض لأبشع ما قد يحدث لفتاه، فهو لا يقل وحشية عن الاغتصاب والكثير من الفتيات تعرضن لأخطار صحية ونفسية لا حصر لها كنزيف و تلف في الأعضاء التناسلية، وقد تصل للعقم فى بعض الأحيان.

« رضوى .ر» ،23 عاما، إحدى الفتيات التي تعرضن للختان تقول:«أذكر ذلك اليوم كأنه حدث أمس بكل تفاصيله، جاءت لمنزلنا "داية " المنطقة، واجتمعت سيدات العائلة بالكامل وكأن ما يحدث بمثابة زفاف وكنت طفلة لم اتجاوز السنوات العشر، لا افقه شيئا، ولا أعلم ما سيحدث لى، إلى أن تمت العملية بكل وحشية على مرأى ومسمع من الجميع ولم ينقذني أحد حتى أمي».

وتابعت الفتاة «بعدها كلما تبادرت لذهني تلك الذكرى الأليمة أدخل بنوبة اكتئاب، فهي لم تؤثر على حالتي النفسية فقط ولكن أثرت على حياتي الزوجية أيضا، وهو ما دفعني للوقوف كحائل لأسرتي كي لا يحدث ذلك مع أختي الصغيرة».

وأضافت «س.ع» ممرضة : «كانت الطهارة تجرى قديماً في البيوت والموالد ،لكن تلك الأيام العقول استنارت وبعد حملات التوعية بالأزهر والمجلس القومي للمرأة اندثرت تلك العادة، لكن على الرغم من كل تلك الحملات هناك بعض الأهالي الذين يرون أن تلك العادة حصن للفتاة وحفاظا على عفتها، لكنها في الحقيقة لا تشكل أى فارق على العفة والطهارة فكل ذلك ينبع من الأخلاق والمنزل التي تولد فيه الفتاة».

وعلى صعيد متصل يقول الشيخ محمد عطية عزام، إمام وخطيب إن ختان الإناث موروث شعبي، وعندما يصطدم الناس بما يتنافى مع عاداتهم الموروثة يرفضون التصديق ويتمسكون بأي "قشة" تثبت صحة موقفهم ليطفو على السطح بعضاً ممن يستغل الدين في السياسة ليقدم لهم ما يحتاجون إليه من أسباب للتمسك بعادتهم مقابل الحصول على تأييدهم، حسب قوله.

وأضاف عزام «لعل خشية العيب وكلام الناس وليس الحرام، واحترام العادات قبل العقول، هو ما جعل بعض علماء الدين وتابعيهم يشرعون ويتمسكون بختان الإناث رغم فتاوى فقهاء آخرين تؤكد عدم وجوبه ولا سنيته، بل وحتى (حرمته) اعتماداً على الكتاب والسنة، وتقييد ممارسته عند الضرورة فقط التي لا يحددها إلا طبيب».

وفى ذات السياق يقول محمد السرجانى، دكتور الطب النفسى بجامعة طنطا إن ردود الأفعال بين كل أنثى وغيرها، فكل أنواع الختان التي تجرى للإناث يفوت عليها الاستمتاع الكامل بلقاء الزوجين، وهو يحرم المرأة من متعة الحلال، ويبغض الزوجين -أو المرأة على الأقل- في العلاقة الزوجية التي هي أساس الجنس البشري ومظهر مهم من مظاهر العلاقة الحميمة بين الزوجين فتصبح مصدر تعاسة وخلاف بدلا من كونها في أصل وصفها الرباني وممارستها مصدر سعادة ووفاق، وكل أنواع الختان تسبب أنواعًا من المضاعفات المرضية البدنية بالإضافة إلى الآلام النفسية التي لا تحصى ولا تعالج؛ لأن سببها باق في جسد الأنثى المختونة مدى حياتها.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً