ختان الإناث يطارد بنات أسيوط.. آمال: النزيف كاد يقتلني.. ياسمين: ماجري لي كان عمليات اغتصاب

أملا في إنقاذ أقرانهن من آلامها وآثارها البشعة ودور المنظمات الحقوقية والنسائية فى مواجهة موروث العصر الجاهلى، تحدثت عدد من ضحايا الختان ليروين تجاربهن المروعة .

«أمال.م.ش»، 32 سنة، ماتزال تحتفظ بالذاكرة تفاصيل ذلك اليوم القاسى قائلة «كان عمرى 6 سنوات وجدتى أخذتنى للداية من أجل أن تختنى فحدث نزيف سيطرت عليه بكمية بن، فلم يعى أهلى أضرار ختان الإناث، لأن هذا عادة أهالينا نتوارثها من غير تفكير كمشكلة الثأر».

وتابعت «جاءت المعاناة بعد الزواج وعدم الشعور بالعلاقة الزوجية كاملة، حتى لجأت للطبيب لمعرفة ما هى المشكلة واتضح وجود بتر لجزء من الجهاز التناسلى، نتيجة جهل الداية ماتسبب في تشويهي مدى الحياة إلى أن اضطررت لإجراء عمليى جراحيه واعيش مع زوجى حياى طبيعية مختلفى عما كنت أعانيه فأخذت عهد على نفسى بعدم تختين بناتى».

وأضافت «لقد أنجبت 4 أبناء (2 أولاد -2 بنات ) وتشاجرت مع جدة البنات لانها اصرت على ختان الإناث وتكرار التجربة فالجدة بالصعيد هى من اشد المتمسكين بختان الإناث بحكم أنه عادة وتؤيده بشدة وذلك خوفا منها على البنات حتى لا تستطيع السيطرة عليهن وقالت الختان عفه للبنت من الانحراف وأن الختان يساعد البنت على الإنجاب».

«ياسمين. ه»ن ربة منزل، أوضحت بدروها أنه تعرضت لعملية شبه اغتصاب خلال عملية ختانها التي تمت في حضور الملا.

وقالت« ام أكن أدري وقتها ماذا يحدث وساقتني أمي إلى المذبح وسط فرحة الأهل، وأصبت بالرعب عقب رؤيتب لموس الحلاقة في يد الداية وحدثت بعدها المجزرة».

تشيح ياسمين بوحهها وكأنها لاتريد تذكر ذلك اليوم وأضافت « مهما كانت الكلمات فلن استطيع وصف ماجري لي حينها فروحي خرجت مني وعادت بأعجوبة واستمريت في الصراخ لعدة ليال بعدها كلما تذكرت المشهد».

واختتمت ربة المنزل «اتخذت قرارا بعدم ختان طفلتي لأنه ليس من الطب والدين أن اشوهها وازوجها ناقصة الأعضاء».

من جهتها أشارت مايبل ظريف، منسق مشروع الالتزام من أجل الحماية (ختان الإناث) بجمعية الطفولة والتنمية، أن هدف المشروع هو التعريف بأضرار الختان وانتشار مقوله (الختان للعفة ) لافتا أن العفة بالتربية السليمة وليس فى بتر الأعضاء التناسلية.

وأوضحت ظريف أنه «من خلال تجاربنا بالصعيد وخاصة القرى وجدنا التوعية والحديث المباشر مع الناس له مفعول السحر فى تغيير المعتقدات المتوارثة منذ سنوات وعدم التوعية بأضرار الختان هو السبب بالمأساة التى تعيشها الفتياتة».

وأكدت أن التوعية بأضرار ختان الإناث من خلال الحملات الإعلامية، التى يقوم بها مشروع الالتزام من أجل الحماية (ختان الإناث) بجمعية الطفولة والتنمية، كان له تأثير بشكل فعال وخاصه التوعية المباشرة فى كل القرى والنجوع، موضحة أنه تم عمل 277 ندوة واجتماع مصغر بحضور 9 آلاف سيدة و6 آلاف رجل لتوضيح أضرار الختان وشرح نماذج متضررة بالصورة وقيام بعض الأطباء بعمل تلك العملية خلف الستار.

ومن الجدير بالذكر أن التشريعات الجنائية التى غلظت عقوبة الشخص الذى يجري الختان بالسجن من ٥ إلى ٧ سنوات، وإذا تسببت العملية فى عاهة مستديمة أو أدت للوفاة تصل العقوبة إلى السجن المشدد لمدة ١٥ عاما.. إلا أن تلك العقوبات مازالت غير كافية لردع قتل المرأة معنويا.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً