حكايات الخيال يرويها الواقع بألحان تعزف على أوتار الضحايا، مهنة تجبر صاحبها علي ممارستها، أطفال بلا مأوى نتيجة بيوتنا رفض ساكنها حمايتهم، فأصبح ملجأهم الوحيد بيوت بلا جدران لا تدرك قيمة الطفولة، فتحولوا إلى قنبلة موقوتة قد تنفجر فى أى لحظة.
إذا كان طفل الشوارع يجد نفسه بلا مأوى، ولا غطاء, ولا حنان،لمن حوله، فيجد نفسه فريسة يمكن أن ينهش لحمه، أو يستغله في السرقة أو التسول أو التحرش بسهولة، إلا أنه سوف يجد في المقابل من يمد له يد العون لإنقاذه من خلال إلقاء القبض عليه وترحيله إلى مؤسسة الأحداث لكي تصبح الملجي له.
في نفس السياق اخترقت كاميرا "أهل مصر" أسوار سجن الأحداث بالبحيرة وعاشت التجربة مع الأطفال السجناء.
رضا السيد، من سكان مدينة كفر الشيخ، قام أحد الجيران صاحب محل ملابس بتحرير محضر ضده واتهامه بالسرقة لحدوث خلافات بينهم، تم ترحيله علي أحداث كفرالشيخ، حسب قوله.
وأوضح "رضا"، أن تم نقله إلي أحداث محافظة البحيرة للقيام بأعمال الترميم، مشيرًا أنه تعلم في مؤسسة الأحداث مهنة الحدادة، أنهم كانوا يقوم بتصنيع الأبواب والشبابيك الحديد من خلال الورشة مع زملاءه حتى اتقن المهنة.
وأشار السجين الصغير أنه لم يمارس المهنة بعد ترحيله علي مؤسسة أحداث البحيرة لعدم اكتمال الورش داخل المؤسسة، لافتا أنه قام بالتدريب علي أحد الآلات الموسيقية للمشاركة في فريق الكوار في مناسبات المحافظة. ً
محمد منصور عبدالوهاب، كان يقيم في مركز كفر الدوار، قام بالهروب من البيت اضطهاده من زوج والدته ،وحدوث مشاكل بصفة مستمرة، متجهاً إلى محطة مصر محافظة الاسكندرية.
ظل محمد مقيما في المحطة شهورا والعمل داخلها حتى قام رجال الشرطة بالقبض عليه وترحيله إلى مؤسسة الأحداث بالإسكندرية.
وأشار أنه في ظل تواجده في المؤسسة قام بالتدريب علي مهنة التبريد والتكيف واخذ شهادة باكتمال دورة للعمل في المجال، «كانوا بيعاملونا كويس وعلمونا بضمير ودلوقت أنا معايا صنعة».
رواية أخرى ساقها علاء خالد كمال، من نزلاء الدار قائلا غنه من سكان محافظة القاهرة ، ولاذ بالهروب من البيت بعض الحكم على والده بالسجن واجباره من شقيقه الأكبر على التسول في الشارع مقابل الإقامة في البيت.
«كمال» أوضح أنه تعلم مهنة النجارة داخل دار الأحداث عقب تكرار القبض عليهن وأصبح يجيدها تماما وينتظر الخروج للعمل وافتتاح ورشة خاصة به تكون بمثابة مشروعه الخاص في المستقبل ويحلم ان يتزوج ويكون أسرة وينجب أطفالا ليسوا بائسين.
نقلا عن العدد الورقي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
