بعد تهاوى الأسهم الأميركية.. هل يتكرر سيناريو الأزمة الاقتصادية العالمية 2008؟

في الوقت الذي يعيش فيه العالم حاله من الاحتقان الناجمة عن الحروب والصراعات، جاء تهاوى الأسهم الأميركية ليُعيد للأذهان الأزمة الاقتصادية العالمية التي شهدتها العديد من دول العالم عام 2008.

يوم الاثنين الماضي، هوت الأسهم الأمريكية، بحسب "واشنطن بوست"، وهبط مؤشر داو جونز حوالي 1600 نقطة عند أدنى مستوياته، وهو هبوط كبير، وكان متوقعا بعد مستويات قياسية خلال الفترات الماضية.

وقالت شبكة CNBC الأمريكية إن مؤشر داو جونز أنهى جلسة التداول ببورصة وول ستريت يوم الاثنين الماضي منخفضا 1175.21 نقطة، أو 4.5% إلى 24345.75 نقطة، بينما هبط المؤشر الرئيسي الأوسع نطاقا ستاندرد أند بورز 500 أيضا 113.19 نقطة أى 4.10%، ليغلق عند 2648.94 نقطة.

وأشارت الشبكة إلى أن المؤشران داو جونز وستاندرد أند بورز سجلا أكبر هبوط ليوم واحد من أغسطس عام 2011، كما أن مؤشر داو جونز سبق أن خسر نحو ألف نقطة فى وقت قصير فى عام 2010 بسبب أزمة الديون السيادية الأوروبية.

أزمة مفتعلة

من جانبها، قالت حنان رمسيس منفذة أعمال بالبورصة المصرية، إنه بالرجوع إلى الأزمة المالية في 2008، والوقوف على أسبابها يتضح تأثر قطاع البنوك بسبب تعثر الموطنين الأمريكين في سداد التزماتهم فيما يتعلق بموضوع قروض الرهن العقاري مما أدى إلى أن العديد من المواطنين تخلوا عن منازلهم لعدم قدرتهم على السداد، وتأثرت البورصات الأمريكية والعربية ولكن الأكثر تأثرًا كانت البورصة المصرية التي انخفض مؤشرها الرئيسي في تلك الآونة إلى أكثر من 7 في المائة.

وأضافت "رمسيس" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر": "استمر الاقتصاد المصري في المعناة إلى أن جائت ثورة يناير وتأثرت البورصة بمبيعات المستثمرين الأجانب وخروج استثمارات أجنبية كثيفة مباشرة وغير مباشرة وظلت مؤشرات البورصة تترنح ولم تستطع الارتفاع فوق حاجز 7000 نقطة وبات حلم أن تصل المؤشرات إلى مستوى 12000 نقطة قبل الأزمة المالية

.

وتابعت: "اليوم أشبه بالأمس، فقد أطلت علينا الولايات المتحدة بأزمة جديدة تتعلق بزيادة معدلات التضخم، وأشار الرئيس ترامب إلى أن الأسهم ارتفعت الفترة السابقة ارتفاعات غير مبررة، وما هو إلا فقاعة سوف تنخفض الأسهم على إثرها لأن مؤشر داو جونز وصل في خلال أسبوع إلى أعلى نقاط له متجاوز حاجز 26000 نقطة".

حنان رمسيس، أكدت أن البورصة المصرية تأثرت بوتيرة أكبر،

وفي خلال عدد من الجلسات انخفض المؤشر الرئيسي إلى مادون 15000نقطة ليصل في جلسة الأمس إلى 15200نقطة، وهي أدني نقطة منذ بداية 2018، وكان السبب الضغوط البيعية من قبل المؤسسات والأفراد الأجانب.

وأضافت: "نصحنا المتعاملين بتوخي الحزر

لأن السوق سوف يحسن من أدائة في أقرب وقت ولن يستمر في الانسياق وراء هذه الأزمة المفتعلة"، مشيرة إلى أن

التقارير الاقتصادية الناتجة عن نتائج الأعمال الاقتصادية في مصر والمنطقة العربية

وكذلك تقارير البنك الدولي عن معدلات النمو المطردة

، والتعاون بين مصر والدول العربية في عدد من مشاريع البنية التحتية والتشيد والبناء والعقارات

ومشاريع الطاقة كبدء انتاج حقل ظهر

، كلها عوامل منفردة أو مجتمعة أدت إلى تقليص خسائر رأس المال السوقي وخسارة المؤشرات

حيث حدث ما توقعنا وارتفعت المؤشرات بطريقة جماعية واسترد السوق جزء من عافيتة في نهاية تعاملات الأربعاء مدفوعة بمشتريات من المؤسسات العربية والأجنبية.

سيناريو 2008 يتكرر

أكد أحمد سامي مدير عام البنك المصري التجاري، أن أزمة الأسهم الأميركية التي بدأت مع بداية الأسبوع الجاري، من الممكن أن تعصف باقتصاديات العديد من الدول، مشيرًا إلى أن سيناريو الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008 من الممكن أن يتكرر.

وأوضح "سامي" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن الوضع في مصر وإن كان مستقر الآن إلّا أن هناك خوف وترقب مما قد يحدث على الأجل القريب أو البعيد، مشيرًا إلى أننا نراقب الأوضاع فقط وليس في الإمكان أن يحدث غير ذلك.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن تراجع مؤشر داو جونز أثار القلق بين الأمريكيين الذين رأوا مدخرات تقاعدهم تشهد ارتفاعًا ثابتًا دون أي تحركات سريعة تعد جزءًا من دورة السوق العادية كما أن هذا الإنهيار للأسهم الأمريكية يهدد بحرمان الرئيس دونالد ترامب والجمهوريين من أحد النقاط التي يفضلون الحديث عنها في المراحل الأولية لحملة انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر المقبل.

يُشار إلى أنه في سبتمبر 2008 بدأت أزمة مالية عالمية والتي اعتبرت الأسوأ من نوعها منذ زمن الكساد الكبير سنة 1929م، ابتدأت الأزمة أولًا بالولايات المتحدة الأمريكية ثم امتدت إلى دول العالم ليشمل الدول الأوروبية والدول الآسيوية والدول الخليجية والدول النامية التي ترتبط اقتصادها مباشرة بالاقتصاد الأمريكي، وقد وصل عدد البنوك التي انهارت في الولايات المتحدة خلال العام 2008م إلى 19 بنكًا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أسعار الدولار اليوم الإثنين 25 نوفمبر 2024.. اعرف بكام؟