جاءت تصريحات وزير الخارجية التركية جاويش أوغلو، عن عزم بلاده التنقيب عن الغاز، وعدم اعتراف تركيا بالاتفاقية الموقعة بين مصر وقبرص، لتظهر على السطح الصراع القادم حول منطقة شرق البحر المتوسط التي تحمل ثروات نفطية هائلة وسابقت تلك التصريحات بعض المناوشات بين اسرائيل ولبنان حول الحدود البحرية والحقول التي تقع ضمن المياه الاقتصادية وخاصة بدولة لبنان.
من جانبه، قال الدكتور جمال القليوبي الخبير البترولي، أن الدراسات التي قامت بها بعض الشركات العالمية مثل توتال، وإيني، وبريتش بتروليوم، على منطقة شرق البحر المتوسط، وتأكيد وجود احتياطيات مؤكدة تقدر بـ 287 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي أشعلت الصراع في تلك المنطقة.
وأضاف "القليوبي" في تصريح خاص لـ "أهل مصر" أن تلك الثروة الطائلة تقع أمام 7 دول وهي مصر، وقبرص، واليونان، وسوريا، ولبنان، وفلسطين المحتلة، وتركيا، ولكن بنسب متفاوتة حيث تركز 75 % من تلك الاحتياطيات في منطقة تضم مصر ولبنان وقبرص وفلسطين المحتلة، والـ25% الباقية تقع في المياه الاقليمية لدول تركيا وسوريا واليونان.
وأشار"القليوبي" إلى ظهور هذا اللغط مع بدء إنتاج وتوصيل حقل ظهر بالشبكة القومية للغازات من عمق 203 كيلو داخل المياه البحرية، وأصبحت مصر الأقرب في تجميع شبكة الغاز بحقل ظهر لأنها قريبة من حقول قبرص ولبنان وحقول فلسطين التي لم تبدا الأنتاج بعد.
وكانت تصريحات الوزير الاسرائيلي ليبرمان يوم الاربعاء الماضي جزء من الصرع القادم في مياه البحر المتوسط حيث قال أن هناك تعدي في الحدود البحرية بين البلوك رقم 13 في الجزء الشمالي في الدولة المحتلة وأمام البلوك رقم 6 أمام شواطئ صيدا في لبنان الذي يقع على مسافة 71 ميل بحري وأعلنت اسرائيل انه داخل الحدود الاقتصادية لها وهو الأمر الغير صحيح بالمرة.
وأكد القليوبي عدم تأثير البيان التركي، على الاستثمارات الأجنبية في تلك المنطقة نظرا لأن القيادة السياسية كانت قارئة للمشهد جيدا، وقامت بالاتفاق مع الجانب اليوناني والقبرصي على ترسيم الحدود البحرية، ووضع منهجية في التعامل مع الشركاء الأجانب لحمية تلك الأبار، كما قامت بامتلاك قوة ردع بحرية هائلة.
قال المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول السابق صراع قبرص وتركيا لن يؤثر على حقول الغاز الموجودة فى البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن الصراع بين الدولتين على المياه الإقليمية وترسيم الحدود بمنطقة البحر المتوسط لن يؤثر بالسلب سوى على مشروعات البترول القبرصية نتيجة لوجود عقبات تعيق نقل المنتجات البترولية القبرصية للخارج أو أوروبا.
ونفي يوسف فى تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" تأثر المشروعات البترولية المصرية فى البحر المتوسط بالنزاع التركى القبرصى، مؤكدًا أنه مع استقرار الأوضاع فى العراق وسوريا ستقوم مصر بتصدير الغاز الطبيعي عبر خط الغاز العربى الرابط بين معظم الدول العربية وأوروبا.
وأصدرت وزارة الخارجية بيانا للرد على التصريحات التركية حول المنطقة الاقتصادية بشرق المتوسط، بالتأكيد على أن مصر ستتصدي لأى محاولة للمساس بالسيادة المصرية، وأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص لا يمكن لأى طرف أن ينازع فى قانونيتها.
يذكر أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أعلن في حوار" كاثيميريني" اليونانية عزم بلاده بدء التنقيب عن النفط والغاز بالمنطقة التي تقع ضمن الحدود القبرصية فى المستقبل القريب، بما يخالف اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين قبرص ومصر، مدعيًا أنها لا تحمل أى صفة قانونية.