حكايات الصوفية على الطريقة الرفاعية.. "الخلوة" مرة كل سنة لمدة سبعة أيام بدون الزوجة.. يتم إحياؤها باللعب بالنار والثعابين وركوب الأسود

الصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الإسلامية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد أركان الدين الثلاثة الإسلام، الإيمان، الإحسان، أهتم التصوف بتحقيق مقام الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وهو ايضًا منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله، كان التصوف في بداية انطلاقه حركات فردية ثم صارت طرقا ومشايخ كبار يقصدهم الناس لقاء حوائجهم بما اشتهروا به من زهد وورع، حيث يمتلئ التاريخ الإسلامي بعلماء انتسبوا للتصوف، مثل شمس التبريزي، جلال الدين الرومي، والإمام أبو حامد الغزالي، والعز بن عبدالسلام، وبن عطاء السكندري، والمرسي أبو العباس والسيد البدوي، وغيرهم مئات من العلماء والشيوخ.

ويضم مصطلح الصوفية العديد من الطرق بين طياته فهناك الشاذلية والرفاعية والنقشبندية والقادرية والأحمدية البدوية والدسوقية والكركية والعروسية والخلوتيه، فمصر فقط بها ما يفوق عن 70 طريقة صوفية وتنتشر الطرق الصوفية في مختلف دول العالم من الهند إلى مصر للمغرب وأسبانيا الأندلس سابقا وتركيا والعديد من دول العالم، ولكل دولة طريقة أساسية تشتهر بها والباقي تكون طرق ثانوية يعتنقها بعض المريدين، وكل واحدة شيخها وأعلامها وكتبها والكرامات الموروثة من مؤسسيها، بحسب ما جاء في موسوعة الطرق الصوفية، ومواقع الطرق الصوفية المختلفة.

وفي هذا الصدد، استعرضت "أهل مصر" أمس أهم طريقة وهي الطريقة الشاذلية وسنستعرض اليوم الطريقة "الرفاعية" في مصر.

تشتهر الرفاعية وخاصة في مصر بالقيام بأفعال غريبة مثل اللعب بالنار والثعابين وركوب الأسود، وهي أشياء لم تكن في الطريقة منذ بدايتها لكنها ظهرت بعد وفاة الإمام الرفاعي المؤسس على يد أتباعه، وهي من أسرار الطريقة، حيث يتعلم بعض كبار الطريقة أسرار معينه تزيد من قدراتهم في ترويض الحيوانات والثعابين يطلقوا عليها كرامة الرفاعي.

تعتبر الطريقة الرفاعية واحدة من أشهر الطرق الصوفية في العالم العربي، وفي العراق تحديدًا، كما تنتشر في مصر، وتتساوى مع الطريقة الشاذلية التي تنتشر في محافظات بحري، بينما تنتشر الرفاعية في العديد من محافظات الوجه القبلي، وأيضًا لها انتشار كبير في باقي محافظات مصر.

وتنتسب الطريقة الرفاعية إلى الفقيه الأشعري أحمد بن علي الرفاعي، المقلب بـ«أبوالعلمين وشيخ الطرائق والشيخ الكبير»، ولد الرفاعي في قرية البطائح بالعراق، وهذا ما يسفر سبب انتشار الطريقة في العراق وسوريا وغرب آسيا وفي مصر، والتي يقال أن وجودها في مصر يعود إلى نسله الذين قدموا إلى مصر، وساهموا في نشرها وعلى رأسهم الشيخ أبوالفتح الوسطى الذي وفد على مصر من العراق وأقام بالإسكندرية.

أن الطريقة الرفاعية معروفة ومشهورة في كل مصر، إلا أن شهرتها تتزايد بشكل مستمر في محافظات الصعيد وتحديدا قنا، وأسيوط، والمنيا، والأقصر، وأسوان وفي بحرى تنتشر في المنوفية، والغربية، وكفر الشيخ ولها العديد من الأتباع والمريدين ويعود الفضل فى انتشار الطريقة بمصر إلى الشيخ المؤسس أحمد عز الدين الصياد الرفاعي، حفيد الإمام الرفاعي المؤسس.

ومن قواعد هذه الطريقة “الخلوة” مرة كل سنة، لمدة سبعة أيام، تبدأ باليوم الثاني من عاشوراء (أي في الحادي عشر من محرم) إلى مساء اليوم السابع عشر، فيكون للمختلي فراشه، الذي لا تشاركه فيه زوجته ولا غيرها.

ورغم انتشار الطريقة الرفاعية في العديد من بلدان العالم، إلا أن غالبية الصوفية الرفاعية يأتون من كل حدب وصوب لزيارة مسجد الرفاعي الشهير بالقاهرة، والذي يقع في ميدان القلعة في مواجهة مدرسة السلطان حسن وقلعة صلاح الدين، ويتميز المسجد بالتفاصيل الدقيقة في الزخارف على الحوائط الخارجية والعمدان العملاقة عند البوابة الخارجية.

من المشار إليه أن الطريقة الرفاعية لها الآلاف من التابعين، يجتمعون في الليلة الكبيرة الليلة الكبيرة لمولد الرفاعى بالدفوف والمزمار والثعابين ليحيوو مولده حيث يبدأ موكب الطريقة الرفاعية، انطلاقه من أمام مسجد السيدة زينب متجهًا إلى مسجد الرفاعى بحى الخليفة.

ويقوم الموكب برفع لافتات بيوت الرفاعية بالمحافظات، فى حين ترتفع أصوات المنشدين على أنغام وقرع الطبول والدفوف والمزمار، ويردد أبناء وأتباع الرفاعية أثناء سيرهم فى الموكب الأناشيد والأوراد الخاصة بالطريقة الرفاعية، وسط وجود أمنى مشدد لحماية الموكب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً