بالرغم من حالة التفاؤل الكبيرة منذ الإعلان عن اكتشاف حقل ظهر للغاز الطبيعي وحتى افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي بدء الإنتاج المبكر له، إلا أن ملف الطاقة المتجددة يشهد تراجعاً كبيراً، بعكس اهتمامات الرئيس السيسي، والذي شدد على ضرورة اهتمام الحكومة بالطاقة النظيفة، كأحد المحاور الإستراتيجية لخطة التنمية الاقتصادية مصر 2030.
وبالرغم من الأحاديث حول مشروعات الطاقة المتجددة في مصر وحرص وزارة الكهرباء على التأكيد في كل مناسبة تبنى خطة للاعتماد علي توليد 20% من الكهرباء من الطاقة المتجددة في 2022 ، وهو الأمر الذي واجه كثير من النقد من بعض الخبراء الذين يرون عدم قدرة الوزارة على تنفيذ مخططاتها في الأوقات المحددة وخاصة بعد تأجيل الوزارة تنفيذ خططتها أكثر من مرة وأخرها من عام 2020 إلى عام 2022 بالإضافة إلي وجود بعض المشكلات في الإنشاءات تلك المحطات وفق كلام هؤلاء الخبراء.
للشو الإعلامي فقط
خبير توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة الدكتور سامح نعمان أكد أن خطة وزارة الكهرباء عن الانتهاء في 2022 من الاعتماد علي الطاقة المتجددة غير قابل للتحقيق، مرجعاً ذلك لعدم وجود رؤية واضحة لهذا المخطط، وافتقاد مخطط زمني محدد للتنفيذ والغموض بشأن الجهة التي سوف تقوم بتنفيذ تلك المشروعات حتي الآن على حد وصفه.
وتساءل «نعمان» حول الناتج المحقق في عام 2022 ، مؤكداً فى الوقت ذاته أن وزارة الكهرباء أضاعت الكثير من الوقت قبل البدء في التنفيذ، على حد وصفه، قائلا: «محطات الطاقة الشمسية في «بنبان» بمحافظة أسوان تم البدء في تخطيط المشروع عام 2014 وتحديد تعريفة التغذية وتحديد الأسعار ولكنهم تراجعوا عنها وتم تغيير تلك التعريفة بل تم إيقاف المشروع حتي عام 2016 حيث تم الإعلان عن إنشاء أكبر محطة طاقة شمسية في العالم بطاقة 2 جيجا، وتعاقدت الوزارة مع بعض الشركات، إلا أنه تم إرجاء المشروع بعد انسحاب بعض الشركات، إلا أنه تم التعاقد مرة أخري 2017 مع شركات أخري لإنتاج 250 ميجا وات ، تعادل 5 محطات من أصل 40 كان مقرر الانتهاء منها ، ورغم أن التخطط ضخ أنتاج يقدر بـ2000 ميجاوات ، ووفق المعلن سيتم الانتهاء من تلك المحطات الخمس في العام الحالي 2018 وهنا يطرح تساؤل حول المدة الباقية لبناء الـ35 محطة الباقية في المشروع في خلال 4 أعوام فقط.
وأشار إلى أن التمويل الحالي لـ5 محطات فقط، بينما من غير المعلوم مصير تمويل باقي المحطات، كما أن المشروعات الحالية بها بعض المشكلات الفنية ومنها أن مشروع محطة الزعفرانة المكون من 700 توربينة لانتاج الكهرباء به 478 توربينة متوقفة بسبب أنها تكنولوجيا قديمة ولا تناسب الأجواء المصرية، فالتوربينة الحالية تعمل في سرعة رياح 15 متر في الثانية وعلى مدار العام والريح يكون عمودي علي التوربينة، والأجواء المصرية وخاصة في تلك المنطقة سرعة الرياح بها تقدر بـ 10 متر في الثانية وعلى فترات متثطعة من العام وأتمني لو تقوم وزارة الكهرباء وهيئة الطاقة المتجددة بنشر صور عدادت المحطة ومعرفة أكبر طاقة كهربائية خارجة من المحطة ويجب محاسبة المتسبب في شراء تلك التوربينات التي لاتناسب تلك المنطقة
ويري الدكتور علي عبد النبي نائب رئيس هيئة الطاقة النووية السابق أن مشروعات الطاقة الشمسية التي أقيمت في السنوات الماضية فاشلة ولا تعمل.
وأضاف "عبدالنبي" أن محطة الكريمات للطاقة الشمسية الحرارية لتوليد الكهرباء قدرة 20 ميجاوات لا تعمل، كما أن المشروع الجديد لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية فى قرية "بنبان" بمحافظة أسوان يعاني من مشكلات تقنية وهومن أكبر المشاريع على مستوى العالم من حيث كمية القدرة المنتجة فى مكان واحد من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ومن المفترض أنه سينتج حوالى 2000 ميجاوات، فالمشروع يستخدم الخلايا الكهروضوئية وهى تعمل بواسطة ضوء الشمس ولا تعمل بحرارة الشمس، وهذه الخلايا كفاءتها تقل كلما ارتفعت درجة حرارة الجو.
وأوضح أن درجة الحرارة فى أسوان تصل لأكثر من 40 درجة مئوية فى بعض الأوقات من العام، ودرجة الحرارة المناسبة لعمل هذه الخلايا تقل عن 30 درجة مئوية، وبالتالى فإن كفاءة هذه المحطة سوف تقل كلما ارتفعت درجة الحرارة عن 24 درجة مئوية، وسوف يقل العمر التشغيلى للمحطة وتكثر الأعطال وتقل جدواها.
نقلا عن العدد الورقي.