حكايات الوجع والفقر على أبواب محاكم الأسرة.. سيدة تبيع طفلتها لرجل في عمر جدها مقابل أجر شهري.. وهيثم باع جسده لإمرأة عجوز ليطعم شقيقاته

حكايات لاتقف عند نهاية جميعها تعكس واقعا مريرا لفتيات صغيرات صرن أمهات وهن في عمر الطفولة، وصبية وجدوا أنفسهم مسئولين عن أسرة في الوقت الذي يلهو فيه أقرانهم، ولتنتهي جميعها داخل ساحات القضاء وتسطر تجاربهم المأساوية في محاضر محاكم الأسرة.

«أهل مصر» رصدت بعضا من قصص حقيقة تتداول تفاصيلها داخل أروقة المحاكم.

هدى: «أمي باعتني لراجل في سن جدي»

«الفقر والحالة المادية الصعبة كانت السبب الرئيسي لتدمير حياتي، كنت أتمنى أعيش حياة هادئة مثل أي فتاة بسني وأتزوج بمن أحبه قلبي ، لكن كانت الظروف أقوى وأشد منى».. بصوت مبحوح استهلت «هدي ن» حديثها.

وتابعت الفتاة: «أمي كانت تعمل خادمة في البيوت ومنذ فترة طويلة تعرفت على سيدة ليس لها أطفال تعيش بمفردها هي وزوجها ، ففرحت أمي بالعمل لديهم وبعد عدة شهور توفت السيدة وبقي زوجها يعيش وحيدًا فعرضت عليه أمي بأن يتزوج من فتاة صغيرة في السن يعود معها شبابه وحياته».

تصمت هدى لتجفف دموعا غلبتها قبل أن تستأنف الحديث «كانت هذه الفتاة أنا التي باعتها أمها بأقل ثمن ، بمقابل مادى كل شهر تأخذه من سيدها ، لكنى رفضت وبعد محاولات مستميتة منها اضطررت على الموافقة والخضوع لأمرها».

وأضافت «عشت معه أيام تعيسة فلم أشعر مرة واحدة بأني زوجة لها حقوق ومتطلبات، وغير شكه الدائم بأخلاقي ومعايرته لي بأنني بنت خادمة ، تحملت هذا المرار لمده ثلاث سنوات لكن فاض بي الكيل من قلة احترام وضرب وإهانة».

في وجع تختتم الزوجة الصغيرة «في النهاية طلبت منه الطلاق لكنه رفض وطردنى، وبعدها لجأت لرفع دعوى خلع ضده تحمل رقم 1765 لسنة 2018 أحوال شخصية».

الأوردر المشئوم

«ضحكت علي بالملابس الجديدة والأموال الطائلة واتجوزتنى».. بهذه الكلمات بدأ «هيثم» في مستهل حديثه لـ«أهل مصر» قائلًا« لم استكمل تعليمى بسبب الحالة الإجتماعية فأنا الأخ الأكبر لأربع أخوات، وانتقلت للعمل بأكثر من مكان وأخرهم عملت دليفيرى بمطعم شهير في يوم ذهبت لتوصيل «أوردر» لشقة ومن هنا تعرفت على «فايزة» وأخذت رقم هاتفي للتواصل معى لو محتاجة أوردر فوافقت».

وتابع الشاب «بدأت فايزة تتصل بي وتحدثنى عن الوحدة القاسية التي تعاني منها وبدأت تلمح لي بإعجابها بي ، لكنى رفضت ونفرت منها لأنها تكبرنى بأكثر من عشرون عاما، وبعد إلحاح أسرتي علي بأنها ستكون فرصة مناسبة لي لاتخلص من الفقر الشديد الذى أعيشه ومع أول اتصال لها وافقت على عرضها، وبعدها تمتع أهلي وأخواتي بالأموال الطائلة وبالملابس الفاخرة».

يصمت الزوج الشاب وكأنه يتذكر تفاصيل ذلك اليوم الذي تحولت فيه حياته لجحيم قبل ان يستكمل « أذقتي كل ألوان الذل ، وكانت دائمًا تسبني وتسب أهلي، لم أتحمل عيشتي معها، وخاصة انني أريد أن أعيش حياة مستقرة مع فتاة من سني تحبنى وتحترمني ، لذلك لجأت لرفع دعوى فسخ عقد تحمل رقم 7903 لسنة 2018 أحوال شخصية».

زواج مقابل اللقمة

«بمجرد بلوغي 15 عاما زوجني خالي لسمسار مبررًا أنه رجل غنى وسأعيش معه حياة كريمة وخاصة بعد سجن والدي ووفاة أمي». هذه كانت عنوان مأساة منال التي دفنت شبابها في كنف رجل قاس القلب.

وأضافت «كانت الحقيقة أن خالي باعني لرجل عديم الأخلاق متزوج من ثلاثة غيري ، كان الزواج بالنسبة له علاقة جنسية ليس أكثر».

وتابعت «تحملت ذل وضرب زوجاته الآخريات وخدمة أولاده في مقابل أن أجد بيت أعيش به فقط بعيدًا عن ذل مرات خالي وتحرش أولاده بي» .

«عشت أيام تعيسة لم تغيب عن ذاكرتي لحظة واحدة ، وعندما شاء القدر وأحمل رفض زوجي وأجبرني عن اجهاض الجنين، لكنى رفضت وتمسكت بطفلي مهما كانت الخسائر وبعد إلحاحه هربت وتركت المنزل ولجأت لرفع دعوى خلع ضده تحمل رقم 7921 لسنة 2018 أحوال شخصية».. هكذا انتهت المعانأة.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً