ماذا يحدث بالأردن؟.. 5 حوادث سطو مسلح على بنوك ومتاجر في أقل من 24 ساعة.. ارتفاع الأسعار تشعل المملكة الهاشمية

كتب : سها صلاح

أصبح المشهد في الأردن أكثر ضبابية في أقل من أسبوعين، وسط كثير من الأزمات الاجتماعية و الاقتصادية و الأمنية.

المشهد بدأ بإعلان الحكومة الشهر الماضي عن ارتفاع أسعار بعض السلع ورفع الدعم وعلى رأسها الخبز، تأثراً بالموازنة العامة للدولة، الأمر الذي أشعل الاحتجاجات في عمان، ثم انتقلت إلي مدن أخري.

وقالت صحيفة الواشنطن بوست أن التعامل الأمني مع هذا المشهد أدى إلى تطوره وظهور مشهد آخر، وهو الاعتقالات التي تنفذها قوات الأمن بين المتظاهرين، والتعامل الوحشي معهم.

وزاد الأمر تعقيداً محاولات الانتحار التي شهدتها الأردن، اعتراضًا على الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وكذلك على الحقوق الوظيفية، والتي كان أحدثها نهاية الشهر الماضي، عندما أقدم أب ونجليه على محاولة الانتحار من اعلى بناية احتجاجا على عدم حصولهم على حقوقهم الوظيفية، وجميعهم في سن العمل.

وفي السياق ذاته، ظهر مشهد رابع لكنه الأكثر خطورة من سابقيه، وتمثل في 5 حالات سطو على الأقل دفعة واحدة استيقظ عليها الجمهور الأردني من ظهر الخميس حتى فجر الجمعة، وبصورة أحداث سطو متوالية تحصل بالتزامن ولأول مرة في تاريخ الأمن الأردني.

كما سرق ملثمان تحت قوة السلاح مبلغا صغيرا لا يزيد عن 500 دينار من إحدى الصيدليات في ضاحية مرج الحمام شرقي العاصمة عمان، وذلك بالتزامن مع سرقة 10 آلاف دينار من محطة وقود في مدينة الزرقاء.

وقبل ذلك بساعات سرق ساطي من سيارة متوقفة أمام بنك في مدينة أربد شمالي المملكة مبلغا يصل إلى 19 ألف دينار.

وتمكن مواطنون من السيطرة على لص قام بالسطو على فرع للبنك العربي وسط العاصمة وضبط المسروقات في مطاردة نادرة بين مواطنين ومجرم، كما تم إحباط محاولة سرقة بنك ثالث.

وعلى الفور بدأت دوريات مزدوجة من الشرطة العسكرية تظهر على بوابات البنوك الرئيسية مع السلاح لضبط الامن وردع المحاولات بالاتفاق مع إدارات البنوك.

وشهدت الأيام الأخيرة مشاركة الكثر من الأردنيين في مسيرات احتجاجية بالعاصمة عمان ومدن أخرى، دعت إليها أحزاب يسارية وقومية، على خلفية قرارات اقتصادية، جرى إقرارها مؤخرًا.

ويعيش الشارع الأردني حالة من عدم الرضا، بعد زيادة ضريبة المبيعات وأسعار الوقود، ورفع الدعم عن أسعار الخبز بأنواعه، خلال وقت سابق من الشهر الماضي.

وخلال ذات الشهر، رفعت الحكومة الأردنية، رسوم استهلاك الكهرباء للشرائح التي يزيد استهلاكها عن 300 كيلوواط ساعة/ شهريا، بمقدار 8 فلسات، أي ما يعادل 1.2 سنت أمريكي، لكل كيلوواط، وهو القرار الذي جاء بعد ساعات قليلة من قرار حكومي آخر، برفع أسعار المحروقات، كالبنزين بأنواعه والسولار والديزل، مع الإبقاء على أسعار الغاز المنزلي والجاز.

وهدفت الحكومة من إجراءات الزيادة في الأسعار والضرائب ورفع الدعم عن الخبز، إلى تضييق الفجوة المالية العجز في موازنة العام الجاري، البالغة 1.75 مليار دولار.

ورفع المشاركون في تلك الوقفات لافتات بينها "نحمل الحكومة مسؤولية تصاعد التوترات ومخاطر الانفجارات الاجتماعية"، و"رفع الأسعار لعب بالنار"، و"محاسبة الفاسدين واسترداد أموال الشعب المنهوبة يسد عجز الموازنة"، وغيرها من العبارات المنددة بقرارات الحكومة.

غير أن التعامل الأمني مع تلك المظاهرات ومواجهتها بالاعتقالات أجج الغضب الذي تطور إلى اشتباكات مع الأمن، ولعل أبرز مثال على ذلك ما حدث في محافظة الكرك ليلة أمس، عندما اندلعت أعمال شغب أثناء وقفة احتجاجية نفذها عشرات الأشخاص أمام مبنى دار المحافظة في ضاحية المرج بمدينة الكرك وذلك للتعبير عن رفضهم لقرارات الحكومة الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع الأسعار، واعتقلت قوات الأمن خلال هذه الأحداث 13 متظاهرا، بحسب إعلام محلي.

وخصصت الحكومة في ميزانيتها للعام الحالي 171 مليون دينار (240.9 مليون دولار) تحت بند "شبكة الأمان الاجتماعي/ ايصال الدعم لمستحقيه"، بدلا من دعم الخبز والباقي ورفع ضريبة المبيعات على السلع الغذائية المصنعة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً