تعاني الشركات الناشئة من العديد من المشاكل التكنولوجية والتسويق، وهو الأمر الذي يمثل عائقا كبير أمام تلك الشركات، ما يسمح لها بالخروج سريعا من الأسواق.
ويري عدد من الخبراء والمحللين، أن مساعدة أصحاب تلك المشروعات وتوفير التمويل اللازم لها من خلال دعم المبتكرين، يعد أحد الحلول القوية التي تساهم بلا شك في المنافسة داخل السوق.
مؤكدين على أن فشل الأفكار التي يعرضها الشباب لتلك المشروعات في جذب التمويل، يأتي بسبب ضعف في عرض الفكرة، أو أن تتوقف شركات ناشئة ذات مستقبل مشرق بسبب انعدام الكفاءة في الإدارة.
وهو الأمر الذي يزيد من مشاكل تلك الشركات، ونستعرض خلال التقرير التالي، مجموعة من الآراء حول تلك المشكلة، وعرض مجموعة من الحلول التي تساهم في التغلب على عقبات القطاع.
من جانبه قال المهندس خليل حسن خليل رئيس الشعبة العامة للاقتصاد الرقمى أن التعاون بين الجهات المختلفة سواء بالقطاع الحكومى أو الخاص مع الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة أن يوفر الأرضية اللازمة لتجاوز العديد من العقبات.
وذكر خليل أن التعاون والمشاركة لدعم المبتكرين، يمكن الدولة من حل مشكلات التسويق، والوصول إلى أسواق أكبر، وسد ثغرات النظام الإيكولوجي، بالإضافة إلى تقديم آلية أكثر فعالية للوصول إلى المعلومات، وهو العنصر الأهم لريادة الأعمال.
وأضاف خليل أن الشركات الناشئة في تعمل ضمن سوق صغير نسبيًا كما أن الشركات التي تسعى إلى الربح من الإعلان، على سبيل المثال، تصطدم بحجم السوق المحدود وبالتالى تزيد المنافسة بين الشركات الناشئة الأمر سوءًا، إذ تمنع الشركات من التوسع إلى أسواق جديدة في المنطقة.
قال الدكتور وائل الدسوقي مدير التسويق بأكاديمية البحرية، أن رواد الأعمال في مصر لايحتاجون للابتكار أو الموهبة، إلا أنهم يفتقدون للتدريب الجيد على عدة جوانب من إدارة أعمالهم، مما يتسبب أحيانًا فى فشل أفكار رائعة في اجتذاب التمويل بسبب ضعف في عرض الفكرة، أو أن تتوقف شركات ناشئة ذات مستقبل مشرق بسبب انعدام الكفاءة في الإدارة لأن التدريب والرعاية مكوّنان مفقودان من النظام الادارى لريادة الأعمال في المنطقة، رغم أهميتهما البالغة.
وأشار الدسوقي في تصريحات خاصة لأهل مصر إلى أن الجامعات مركز لاكتشاف المواهب رواد الأعمال في مصر حيث تحتاج فقط إلى شئ من المرونة في اتخاذ القرارات بجانب توفير الدعم المالي اللازم.موضحا زيادة قوة تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على ريادة الأعمال وجذب الاستثمارات، اضافة إلى ضرورة توفير التجارب التي تساهم في دعم خبرات الشباب الجامعي لدعم أعمالهم خلال فترة الدراسة واتاحة الفرصة لتدشين مشروعات صغيرة.
وأكد الدسوقي، أن من بين التحديات أيضًا التي تواجه هؤلاء الشباب تتمثل في الإنتاج الصناعي أو التصديرى أو التكنولوجى، لافتا إلى أن شراكات التعاون مع الشركات العالمية والمؤسسات من شأنها حل تلك المشكلات
قال المهندس حسين الجرتلي رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات السابق على ضرورة إتاحة وتوجيه الموارد المالية بشكل صحيح واستغلالها في تطوير جودة التعليم التقني والمهني، باعتباره عنصر أساسى وشريك هام في تنمية قطاع تكنولوجيا المعلومات المصري.
واستطرد الجريتلى أنه رغم النمو الملحوظ في الاستثمارات، ما تزال المبالغ، التي يتم استثمارها في الشركات الناشئة، صغيرة. وما زال رواد الأعمال الموهوبين يعانون صعوبات كبيرة في لفت الانتباه وجمع التمويل اللازم لمشاريعهم مشيرا إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تواجه مشكلة أكبر في جمع التمويل اللازم للتوسع، ما يضطر تلك الشركات إلى الحد من نشاطاتها والتأخر عن المكانة التي تستطيع الوصول إليها.
وشدد في تصريحات خاصة لأهل مصر على غياب نظام ايكولوجي متماسك لريادة الأعمال حيث يعاني مجال ريادة الأعمال من الكثير من الثغرات، ما يضع رواد الأعمال وشركاتهم الناشئة في مواجهة عوائق يومية غير متوقعة. يعود ذلك إلى غياب نظام إيكولوجي فعَّال يمكنهم الاعتماد عليه لدعم مواهبهم. غالبًا ما تكون حلقة أو أكثر مفقودة من السلسلة.
ولفت أيضا إلى ضعف عملية التخطيط فى ظل ارتكاب معظم رواد الأعمال في مصر خطأ شائعًا، يتمثل فى اقتصار تركيز تمويلهم على ما يلزم بداية المشروعات وحدهاعلى الرغم من وجوب تمويل أية شركة ناشئة بما يكفي للعمل مدة 18 إلى 24 شهرًا، وهي الفترة التي تحتاجها الشركات عادة لجني ربح حقيقي.فضلا عن أنهم يجمعون التمويل لكى تقوم شركاتهم فقط، لا للمكانة التي يريدونها لشركاتهم الناشئة بعد عام أو عامين.