كمال بريقع: قوة المجتمعات تكمن فى تنوعها

كتب :

فى تصريحات له بندوة "الأزهر والكنائس" بمعرض الكتاب بجناح الأزهر دكتور كمال بريقع مشرف بمرصد الأزهر ورئيس لجنة الرصد والمقترحات ببيت العائلة المصرية يؤكد على أن قوة المجتمعات تكمن فى تنوعها، وأن التنوع التكاملى سمة من سمات الشعب المصرى، وأن المصرييين قد عاشوا طوال تاريخهم جنبا إلى جنب يتقاسمون الأفراح والأحزان ويتحملون معا الألآم والمحن وقد تحلوا خلال هذا التاريخ الطويل بروح الصبر والإنفتاح وحسن الجوار.

وأكد "بريقع"، على أنه من حق المصريين أن يدافعوا عن وحدتهم وتضامنهم وكل ما يهدد أمن وطنهم أو يمزق نسيجهم الإجتماعى، وأضاف أن احترام الخصوصيلت العقدية من أهم التعاليم التى رسخها الإسلام ومن أهم المبادىء التى أرساها محمد صلى الله عليه وسلم، وضرب مثالا لذلك بوثيقة المدينة وباستقباله صلى الله عليه وسلم لوفد نجران وتحاوره معهم، وأكد على أن علم مقارنة الأديان من العلوم المحورية التى ينبغى أن تحظى بعناية كبيرة ومن خلالها نستطيع أن تتعرف على أتباع الديانات المختلفة وأن يصل المختلفون من خلالها إلى محل اتفاق لسلام عالمى وتصالح يحقق الأمن والرخاء للجميع.

وأوضح أن طبيعة تعاليم الإسلام تدعو إلى التعاون والعيش المشترك، وترفض كل فكر إقصائي يتبناه أي شعب يدعى الإستعلاء على سائر الشعوب على أساس من العرق أو اللون أو الجنس، وأضاف أن التسامح من أهم سمات الحضارة الإسلامية وأنه من أهم القيم التى تسهم فى التصدي لخطاب الكراهية وتأجيج الصراعات.

وقال الدكتور كمال بريقع، إن علاقة الأزهر الشريف بالكنائس المختلفة تعكس سماحة الإسلام تجاه الأديان المختلفة، لافتًا أن مبدأ احترام الخصوصيات العقدية والذى يعد من أهم المبادئ التى جاء الإسلام ليرسخها، هو مبدأ الأزهر فى التعامل مع الكنائس المختلفة، والمتجسد فى بيت العائلة المصرية.

وأضاف بريقع أن بيت العائلة المصرية أنشئ للحفاظ على الهوية المصرية ووأد الفتن وتحقيق سلامة البناء المجتمعى، ونشر روح التسامح ونهج الوسطية والاعتدال ودعم التعايش والسلام، مشيرًا إلى أن بيت العائلة المصرية يضم عددا من اللجان الهامة مثل لجنة الرصد والمقترحات ولجان تجديد الخطاب الدينى، والثقافة الأسرية والتعليم والشباب، وقد أخذت هذه اللجان على عاتقها منذ بدء عملها نشر ثقافة التسامح والتراحم بديلًا عن العنف والكراهية..

كما أكد أن على إنشاء بيت العائلة المصري ليجمع بين الأزهر والكنيسة فى مؤسسة وطنية هو تفعيل عملي لدور المؤسسة الدينية ومبادرة استباقية اتخذها فضيلة الإمام الأكبر عقب الإعتداء على كنيسة سيدة النجاة فى بغداد فى ديسمبر عام 2010 حيث طرح فضيلة الإمام الأكبر فكرة إنشاء هيئة وطنية مستقلة تجمع بين الأزهر والكنيسة القبطية وبعيدا عن بيانات الشجب والإدانة التى إعتادت عليها جميع المؤسسات. ومن أهم الأهداف التى تعمل عليها هذه المؤسسة الوطنية الإحترام المتبادل لحق الاختلاف التكاملى واستعادة القيم العليا والتركيز على القواسم المشتركة الجامعة والعمل على تفعيلها.

وأضاف أن الأزهر حريص على الانفتاح على جميع الكنائس وتربطه علاقات قوية بمجلس الكنائس العالمي فضلا عن مذكرة التفاهم المشتركة بين الأزهر الشريف وكنيسة كانتربيرى والتى تم توقيعها فى عام 2002 والتى تهدف إلى التفاهم المشترك والتعايش والتعاون لإعلاء القيم المشتركة. كما أكد الدكتور كمال بريقع على المواقف الوطنية المشرفه للكنيسة المصرية.

من جانبه قال الدكتور السيد عبد الهادى، مشرف وحدة اللغة الإيطالية بمرصد الأزهر، إن العلاقة بين الأزهر الشريف ومؤسسة الفاتيكان مرت بفترات متباينة ما بين اتفاق واختلاف، مشيرًا إلى أنه منذ استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان، تعانقت كل من يد السلام ويد المحبة لتتخذ نمطًا أكثر قوة وصلابة.

وأضاف عبد الهادى، أنّ الجهود المشتركة التى يقوم بها الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان هدفها بناء الجسور بين الشعوب على اختلافها، لكى يتحقق السلام المأمول عن طريق التعارف الكلي بالآخر، مشيدًا بجهود المؤسسات الدينية الكبرى، في مواجهة مخاطر وتحديات القرن الحادى والعشرين، وعلى رأسها الإرهاب والتطرف والعنصرية والحروب الدامية ومناصرة الضعفاء وإيواء المشردين.

ويشارك الأزهر الشريف بجناحٍ خاصٍّ به في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والأربعون؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً