كشف المستور في أزمة "الدواجن المخفضة".. 50 مليون جنيه خسائر "التموين".. وإنفلونزا الطيور سبب التخلص من المخزون

أثارت أزمة الدواجن المستوردة حالة كبيرة من الجدل بين الشارع المصري، ليس فقط بسبب الانخفاض الكبير في أسعارها مقارنة بمثيلاتها بالأسواق، أو مدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمى من عدمه، وإنما بسبب كثير من المعلومات التي أثارت حفيظة الكثيرين والتي من بينها هوية مستوردي تلك الدواجن أو الكميات التي تم طرحها بالأسواق.

المفاجأة الأكبر التي تجاهلها الجميع كشفها مصدر رفيع المستوى بوزارة التموين والتجارة الداخلية في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» عن خسائر الوزارة بسبب طرح الدواجن المستوردة بأسعار مخفضة، والتي تجاوزت نحو 50 مليون جنيه.

المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها شددت على تكتم وزارة التموين على حجم الخسائر التي تكبدتها الوزارة بسبب طرح الدواجن المستوردة بالأسواق بأسعار مخفضة، مرجعاً ذلك إلى رغبة الدكتور على المصلحى وزير التموين في تفادى الانتقادات التي قد يوجهها أعضاء مجلس النواب للوزير، خاصة وأنه كان رئيساً للجنة الاقتصادية بمجلس النواب قبل شغله مهام الوزارة، وتأكيداته على ضرورة المحافظة على المال العام.

وأوضحت المصادر أن مسئولي وزارة التموين فرضوا سياجاً من السرية حول الكميات التي تم طرحها من الدواجن المستوردة بأسعار مخفضة بالأسواق، تجنياً لانتقادات الرأي العام، مؤكداً في الوقت ذاته أن الدواجن منخفضة الأسعار صالحة للاستهلاك الآدمى، وغير منتهية الصلاحية كما زعم البعض، وهو ما ثبت من فحص العديد من الأجهزة الرقابية مثل وزارتي الزراعة والصحة، وجهاز حماية المستهلك.

وحول أسباب اتجاه وزارة التموين لطرح الدواجن المستوردة بأسعار مخفضة بالأسواق، أكدت المصادر أن «التموين» استوردت كميات كبيرة من الدواجن لطرحها بالأسواق خلال فصل الشتاء، وإدراجها ضمن المخزون الاستراتيجي للسلع، تحسباً لحدوث عدوى انفلونزا الطيور خلال فصل الشتاء على غرار الأعوام السابقة، وما يسببه من نفوق كميات كبيرة من الدواجن، ونقص شديد من الطيور الحية والمجمدة بالأسواق، وهو ما لم يحدث هذا العام، مما نتج عنة زيادة كميات الدواجن المستوردة بمخازن الوزارة والمجمعات الاستهلاكية، وهو ما دفع وزارة التموين لطرحها بالأسواق بأسعار مخفضة قبل انتهاء صلاحيتها بعدة أيام تقترب من الشهر.

وقالت المصادر إن الدواجن المخفضة تم استيرادها من كل من البرازيل وأوكرانيا.

وفى السياق ذاته سادت حالة من الاستياء بين منتجي وتجار الدواجن الحية، نتيجة الخسائر التي لحقت بهم نتيجة طرح الدواجن المستوردة بأسعار مخفضة، بسبب ارتفاع أسعار الطيور الحية بشكل كبير بالمقارنة بالدواجن المستوردة، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية وغيرها من مدخلات إنتاج تربية الدواجن، وفقاً للدكتور عبد العزيز السيد رئيس شعبة الثورة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً