يبدأ وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، اليوم الأحد، جولة شرق أوسطية يناقش خلالها مسائل شائكة، بدءاً من اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل وصولا إلى هجوم تركيا على عفرين السورية، هذا ومن المقرر أن تشمل جولة تيلرسون التي تمتد من 11 إلى 16 فبراير الجاري، كلا من الأردن وتركيا ولبنان ومصر والكويت.
ويستهل الوزير الأمريكي جولته بزيارة العاصمة الأردنية عمّان حيث يستقبله، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية أيمن الصفدي، ويبحث معهما استكمال تنفيذ مذكرة التفاهم بين البلدين بهدف توسيع التعاون في مجالات الاقتصاد والدفاع والأمن خلال السنوات القادمة.
وقال مسؤول رفيع في الخارجية الأمريكية: "سنتحدث أيضا عن العمل المشترك بشأن سوريا، وتدمير جماعة "الدولة الإسلامية"الإرهابية، فضلا عن التعاون في تحقيق السلام في الشرق الأوسط".
وبالإضافة إلى ذلك، ذكرت الخارجية الأمريكية، أن تيلرسون يعتزم الإعلان عن تقديم مساعدة مالية إلى الأردن الذي يستقبل أكثر من 650 ألف لاجئ سوري.
المحطة التالية في جولة تيلرسون ستكون تركيا، التي تعتبرها الخارجية واحدة من أصعب المحطات في هذه الجولة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: "لا شك في أن وزير الخارجية يعتزم طرح عدد من أكثر المسائل صعوبة في العلاقات الثنائية، وكذلك مناقشة النقاط التي نتفق عليها بشكل أسرع". وعلى رأسها الحرب ضد "الدولة الإسلامية" والمواجهة مع حزب العمال الكردستاني.
وأشار المتحدث الأمريكي إلى أن من بين "المواضيع الصعبة" الوضع في مدينة عفرين السورية. وقال إن الولايات المتحدة "تحث تركيا على الحد من عملياتها في هذه المنطقة وعلى طول الحدود مع سوريا".
واعترف ممثل وزارة الخارجية بوجود "مخاوف مشروعة لأنقرة"، لكنه أكد أن "من الضروري في الوقت ذاته تقليل عدد الضحايا إلى أقصى حد ممكن".
وقال: "بالطبع، يجب أن نعمل مع تركيا لتحديد نواياها طويلة الأجل".
وقال ممثل الوزارة: "هناك ستكون مناقشة صعبة للغاية، لأن تركيا لديها موقف معقد بشأن هذه المسألة". وأضاف إنه "من أجل تحديد مجالات الاتصال، من الضروري عقد اجتماعات شخصية".
وستكون المحطة التالية لتيلرسون لبنان، حيث لن تكون لقاءات وزير الخارجية مع زعماء هذا البلد سلسة وخالية من التعقيد.
ومن المقرر مناقشة مكافحة الإرهاب، ودعم هياكل السلطة الوطنية اللبنانية، ولكن أحد المواضيع الرئيسية للمناقشات سيكون حزب الله.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: "لا شك أن وزير الخارجية سيثير مسألة نشاط حزب الله ودوره المدمر في البلاد والمنطقة". واعتبر أنه "من غير المقبول أن يواصل هذا الحزب العمل خارج سيطرة السلطات اللبنانية".
وفي القاهرة سيجتمع تيلرسون مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه "سيبحث مجموعة واسعة من القضايا مع مصر إضافة إلى موضوعات تثير قلقا مشتركا ومن بينها ليبيا وسوريا والالتزامات المتبادلة لمكافحة الإرهاب".
وأكدت الخارجية أن الأمر يتعلق أيضا بتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وحين سأله الصحفيون لماذا يزور تيلرسون العديد من البلدان المجاورة، دون أن يتوجه مباشرة إلى إسرائيل؟.
أجاب المتحدث باسم وزارة الخارجية "إنني لن أنظر إلى هذا الأمر على محمل الجد"، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بجدول زمني ليس أكثر، مضيفًا أن "وزير الخارجية غالبا ما يتصل بالشركاء الإسرائيليين" بشأن مجموعة متنوعة من القضايا.
ويختتم تيلرسون جولته في الكويت حيث يناقش مباشرة مع القادة الكويتيين، القضايا الثنائية والإقليمية، ولا سيما تسوية الخلاف بين قطر ودول الخليج الأخرى. كما سيبحث معهم الصفقة الأخيرة بشأن اقتناء الكويت مقاتلات أمريكية من طراز "F-18A" بمبلغ 5 مليارات دولار
وسيكون هناك مؤتمران دوليان. أحدهما اجتماع ممثلي الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد "الدولة الإسلامية"، والثاني لإعادة إعمار العراق
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي إن "الائتلاف سيعتمد وثيقة في المؤتمر يقرر فيها ما سيفعله في العام المقبل".