حضانات الحكومة.. مقابر للأطفال "المبتسرين".. أهالي بني سويف: "المستشفيات للمحاسيب والخاص خراب بيوت".. والبحيرة ترفع شعار"استني ياتموت"

كتب :

كتب: شيماء السمسار ـ هيثم مراد ـ أسماء ناصر ـ فاطمة محمود ـ محمد أحمد

حينما تكون الحياة رهنا بما تملكه من مال في جيبك فأنت في «غابة» يموت فيها الفقير ولايذكره أحدا بعد رحيله، وحسرة «فقدان طفل» بيد يدي أب تمناه بعد سنوات من العقم تفوق في مأساويتها كل شيء وتتخطى آلامها الحدود، أزمة نقص عدد الحضّانات للأطفال ناقصي النمو والمبتسرين في مختلف محافظات الجمهورية خلق مآساة لعديد من الأسر التي فقدت طفلها بعد ساعات من وصوله للحياة الدنيا بسبب نقص عدد الحضانات الحكومية أو نتيجة الإهمال وعدم تأهيل أطقم التمريض للتعامل مع الحالات، أو نتيجة عدم قدرة الأب على دفع ثمن ليلة في حضانة خاصة قد تصل سعرها لـ 5 آلاف جنيه، وهو الوجه الأكثر قبحا في المحنة، التي تكذب كل تصريحات المسئولين بشأن انتهاء المشكلة من مبدأ «كله تمام».. «أهل مصر» عاشت قصص وحكايات بلون السواد ومذاق الحسرة والحزن لأسر فقدت طفلها نتيحة اي من تلك الأسباب..

ـــــ حضانات عزرائيل في بني سويف

تفاقمت أزمة نقص حضانات الأطفال المبتسرين بمحافظة بني سويف، وأصبح الحصول على حضانة بمستشفي حكومي، للطفل حديث الولادة بمثابة المعجزة الحقيقية التى نادراً ما تتحقق، ولكن يلجأ غالبية الأباء والأمهات للمستشفيات الإستثمارية لإنقاذ أطفالهم، وهو ما يكبدهم مبالغ مالية يعجز الكثيرين منهم عن دفعها فيضطرون للإقتراض أملاً فى إنقاذ فلذات أكبادهم .

يؤكد سلامة عبدالراضي محمود، محام، أن مستشفيات بني سويف تعانى من مشكلة نقص حضانات الأطفال حديثي الولادة «المبتسرين»، خاصة الحضانات المزودة بأجهزة تنفس صناعي سواء التنفس الجزئي "السباب" أو الكلي "الفينتوليتور"، فعلى الرغم من الزيادة التدريجية فى عدد أجهزة الحضانات العادية، إلا أن مستشفيات المحافظة تعانى عجزًا فى هذا النوع.

وأوضح المحامي عدم وجود كوادر بشرية كافية لديها القدرة على التعامل مع هذه الأجهزة ، الأمر الذى يضطر أهالى المحافظة اللجوء إلى المستشفيات الخاصة والاستثمارية لإنقاذ حياتهم أطفالهم من الموت وما يزيد من حجم المشكلة أن هذه المستشفيات تطالبهم بمبالغ باهظة مقابل علاج الطفل تتجاوز الـ1500 جنيها في الليلة الواحدة، أو أن يتركوهم فى قائمة إنتظار المستشفيات الحكومية ليموت الطفل قبل أن يصبه الدور .

وأضاف صلاح سعيد، مهندس زراعي: «رزقت بطفل مبكراً عن الموعد الطبيعي لولادته، فكان ناقص النمو وبرئة ضعيفة بسبب الولادة المبكرة حيث ولدته أمه بعد فترة حمل دامت 6 أشهر، فتوجهت به لمستشفي بنى سويف العام بحثاً عن حضانة مزودة بجهاز تنفس صناعي ولكنى فشلت لوجود عجز فى هذا النوع من الحضانات، فلجأت لإحدى المستشفيات الخاصة طلبوا منى 5 الآف جنيه تحت الحساب، وأكدوا لى أن تكلفة الليلة الواحدة تصل لـ1700 جنيه».

وتابع الأب في حسرة «نظرًا لعدم قدرتى على توفير المبلغ المطلوب عدت إلى المستشفي العام، وأدخلو الطفل على جهاز حضانة عادية ، بعد توقيعي على إقرار بتحمل المسئولية، إلا أننى فقدت طفلى فى اليوم التالى لفشلى فى تدبير المبلغ أو العثور جهاز "فينت" بإحدى المستشفيات الحكومية».

وقالت منى محروس غريب، موظفة «رزقني الله بطفلة غير كاملة النمو ونصحنى الأطباء بضرورة الإسراع لوضعها علي جهاز تنفس صناعي بالمستشفي، ولكن صطدمت بعدم وجود أماكن فى المستشفيات الحكومية وأن جميع الأماكن بالمستشفي مشغولة بأطفال مبتسرين وأن علي الانتظار عدة أيام بعد تسجيل اسم مولودتى لحين خلو إحدي الحضانات».

وأشارت الموظفة « لم أنتظر ولجأت لإحدى المستشفيات الخاصة، فأدخلوها على الجهاز بعد دفع 3 آلاف جنيه تحت الحساب، ودفعت بعدها ألفي جنيهاً».

فيما أكد الدكتور عبدالناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة، أن المشكلة قاربت على الحل بإفتتاح المرحلة الثانية من تطوير مستشفي بني سويف العام، التى انتهت منذ أيام أعمال تطويرها، وستكون بمثابة الإنقاذ لصحة الأف المرضي بالمحافظة.

وقال وكيل وزارة الصحة: «ساعات قليلة ويبدأ العمل فى تشغيل 60 حضانة أطفال جديدة داخل المستشفى العام، لتنتهي مشكلة أهالى بإنطلاق تشغيل القسم سيكون خلال أيام قليلة بطاقة 60 حضانة، منها 20 حضانة فنت، 10 حضانات سيباب، 30 حضانة علاج ضوئي، بالإضافة الى 4 حضانات سيرفو».

ــــ الأقصر في عرض «حضّانة» 

ستكون محظوظا إن وجدت حضانة حكومية متاحة لانقاذ طفلك الذي لا ذنب له سوى أنه ولد للتو في محافظة الأقصر، التي تعاني نقصا حادا في الحضانات المجهزة.

في البداية يقول مصطفي محمود، مرافق لزوجته التي فاجأتها آلام الولادة المبكرة بمستشفى الأقصر العام، إنه ومنذ يومين يبحث عن مكان لطفله الذي سيأتي للدنيا غير مكتمل النمو، مضيفًا أنه لم يجد مكانًا فارغًا وهي حجة متكررة كثيرا ما سمعها في حالة وجود طفل مبتسر لديهم في العائلة.

في حين أنه لا يستطيع تحمل تكلفة الحضّانات الخاصة، ويشير إلى أن فريق أطباء قسم النساء والتوليد بالمستشفى مع إشفاقهم على حالته نجحوا في تثبيت الجنين الذي كان في الشهر السابع داخل رحم والدته بعد إعطائها مجموعة من الأدوية وحقن التثبيت ووضعها تحت الملاحظة لبضعة أيام.

أما روؤف عاطف، فقال إنه وجد لطفلته «ريم» مكانًا في إحدى الحضّانات الحكومية بـ "الواسطة" - على حد قوله - مشيرًا إلى أن النقص الشديد في حضّانات الأطفال حديثي الولادة بمستشفيات الأقصر يستفيد منه أصحاب مراكز الحضّانات الخاصة الذين يربحون عشرات الآلاف يوميًا من "جيوب الغلابة الذين يستدينون لإنقاذ أطفالهم من الموت.

من جهته يقول الدكتور خلف الله عمر مدير عام المستشفيات بمحافظة الأقصر، إن نسبة المواليد في محافظة الأقصر في ازدياد، وأغلب الأطفال الجدد في حاجة إلى حضانات، مضيفا أن جميع محافظات الجمهورية تشهد نقصا في الحضانات، مشيرا إلى أن الأقصر تسعى إلى تنفيذ ما يعرف بمشروع «100 حضانة».

فيما يضيف الدكتور محمود عبد الوهاب مدير عام التأمين الصحي بالأقصر حاليا، ومدير الطب العلاجي سابقا، أن محافظة الأقصر تشهد عجزا في عدد الحضانات، مضيفا أنه تقرر على إثر ذلك تنفيذ مشروع " 100 حضانة"، جري توفير أكثر من 16 حضانة ، وتعد المرحلة الأولى من المشروع توفير 30 حضانة في مركز الحضانات الجديد.

وعن نقص «تنكات الأكسجين» أوضح عبد الوهاب أن الأقصر تشهد نقصا في أجهزة تنك الأكسجين، والتي تحتاجها في كل من مركز الحضانات الجديد، ومستشفى القرنة وفي كيمان المطاعنة لتنفيذ مشروع حضانات.

وأضاف أن الأقصر تحتوي على تنك أكسجين في مستشفى الأقصر العام، وتنك آخر في مستشفى الأقصر الدولي، واردف أن سعر تنك الاكسجين وصل في وقت سابق إلى 470 ألف جنيه،ارتفع عن 560 ألف جنيه.

في ذات السياق قال الدكتور هشام الراوي، المتحدث الإعلامي لمديرية الصحة بالأقصر، إن المشكلة في طريقها إلى الحل "قريبًا جدًا"، أن وزارة الصحة قررت في إطار حل مشكلة نقص حضّانات حديثي الولادة والمبتسرين بالأقصر، أن تمد المستشفى العام بـ 30 حضّانة جديدة، تصل خلال شهر من الآن، على حد قوله.

فيما أكد محمد بدر محافظ الأقصر، أن المحافظة حصلت على 20 حضانة جديدة من (صندوق تحيا مصر) وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية في مؤتمر الشباب بأسوان السابق، وزيادة عدد الحضانات بمستشفي الأقصر الدولي إلى 40 حضانة ودعم قسم الحضانات بمستشفى الأقصر العام بعدد 31 حضانة إضافية جديدة.

ـــــ «استني ياتموت».. شعار حضانات البحيرة

«الطفلة محتاج حضانة» هذه الجملة يخشي الأهالي من سكان البحيرة أن يذكرها الطبيب لهم بعد إجراء عملية الولادة خوف من فقدان أطفالهم لعدم وجود مكان في حضانات المستشفيات الحكومية و طوابير الانتظار التي تكشف عن نهايتها أم الذهاب لمذبحة المستشفيات الخاصة التي لا ترحم الفقراء من التكاليف الباهظة أم الاستسلام لامر الله فقدان الطفل من الاهمال.

«أهل مصر» رصدت واقعا بائسا يعيشه أهالى البحيرة بسبب نقص حضانات الأطفال بمراكز وقرى المحافظة ، حيث يضطر أهالى الأطفال إلى تحويلهم إلى مستشفيات أخرى للولادة كل شيء فيها يتم مقابل المال.

«هناء فتحي»، ربة منزل، مقيمة في إحدي القري التابعة لمركز دمنهور، تقول إنها كانت تعاني من عدم الانجاب لمدة 10 سنوات حتي أكرمها الله بعد إجراء عملية «أطفال الأنابيب»، دفعت فيها كل ما تملك، وبعد الولادة فؤجئت بالطبيب يطلب من زوجها سرعة ادخال الطفل الحضانة وعندما أسرع زوجها إلى المستشفى العام كانت قائمة الانتظار ممتلئة بالأطفال و لا يوجد حل غير الذهاب إلى الجمعيات الخيرية لتوفير حضانة للطفل ولكن أيضاً كان الرد واحد، وكان الحل الوحيد أمام زوجها الذهاب إلى مستشفى خاص لمعرفة هل يوجد مكان لاستقبال الطفل وكان الرد أن هناك مكان ولكن تكلفة الليلة الواحدة 1500 جنيه.

وأشارت الأم أن زوجها لم يكن يملك المبلغ المطلوب في تلك المدة التي حددها الطبيب لوضع الطفل في الحضانة لأن كل ما تملكه الأسرة انفقته في إجراء عملية «الأنابيب»، وكان الخيار الوحيد هو أن يطرق زوجها مرة أخرى باب المستشفى العام وطلب مقابلة مدير المستشفى لكي يدركه الظروف التي تعاني منها الأسرة وأن الطفل الذي ظل 10 سنوات ينتظره في حالة خطر بسبب عدم وجود حضانة خالية بالمستشفى ولكن سبق القدر وأخبرهم الطبيب بوفاة الطفل.

وفي نفس السياق قالت فاطمة سعدالله، مقيمة في مدينة دمنهور، إنه بعد الولادة طلب الطبيب بإدخال الطفلة الحضانة، علي الفور دخل الطفل لتوفير مكان في حضانة المستشفى وقتها، ظل الطفل فترة في الحضانة حتي فؤجي بأن الممرضة قالت لزوجها بإنهاء الاجراءات لاستلام الطفلة و خروجه من الحضانة وعند سؤالها قالت لا يوجد اماكن كثير وقائمة الانتظار بها أعدادا كبيرة، مشيرة أن زوجها ذهب للطبيب للتأكد أن خروج الطفلة لا تسبب ضرر علي صحتها، لافتة أن الطبيب أكد له أن نسبة الصفره انخفضت، يمكن أن يتم علاجها بالطرق التقليدية ومتابعتها في البيت.

وأكدت الأم انها انتقلت للبيت ونفذت تعليمات الطبيب لعلاج باقي نسبة الصفرة، حتي فوجئوا بأن الحالة الصحية للطفلة في تدهور، وبعرضها على طبيب أطفال خارجي للكشف عليها اكتشفوا الكارثة أن نسبة الصفره كانت تحتاج إلى البقاء مدة أكثر في الحضانة وخروج الطفلة قبل ان تنخفض النسبة أثر علي وظائف الكبد.

من جهتها أكدت مديرة جمعية «الدواء الشافي»، بمدينة دمنهور، أنه جاري إنشاء وحدة الرعاية المركزة الخيري للأطفال حديثي الولادة والمبتسرين، نتيجة كثرة الأهالي التي تذهب إلى مقر الجميعة يوميا في حالة من الحزن و الحيرة ً للسؤال عن وجود أماكن فارغة في الحضانات لأطفالهم، لافتة أن عدد الحضانات الموجودة في المستشفيات الحكومية غير كافية و تسع أعداد معينة من المواليد .

وأشارت انها تستغيث بأهل الخير للمساعدة في تكملة المشروع لشراء الأجهزة المطلوبة سواء الحضانات أو الأجهزة الملاحقة لها بعد تبرع احد رجال الأعمال بالمكان.

في السياق نفسه أكد الدكتور علاء عثمان، وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، وجود أكثر من 331 حضانة بالمستشفيات علي مستوي المحافظة، وأن جميع مستشفيات المراكز علي مستوي المحافظة متوفر فيها جميع إحتياجات الحضانة سواء أجهزة تنفس، أجهزة المونيتور، مضخات المحاليل ملوب، كبسولات الصفراء، أجهزة متابعة تركيز الأكسجين، بالاضافة إلى وجود مولدات كهربائية كبديل عند انقطاع التيار الكهربائى لمنع تعرض حياة الأطفال المبتسرين و المرضي للخطر.

ونفى وكيل وزارة الصحة وجود قائمة انتظار فى حضانات المستشفيات بالبحيرة، موضحا أنه فى حالة عدم وجود حضانة بالمستشفى محل إقامة الطفل يتم تحويله إلى مستشفى آخر يتوافر فيه الحضانة، وأن مستشفيات البحيرة تستقبل حالات من محافظة الإسكندرية.

ــــ في دمياط.. الحضانات بالمزاد

لم تعرف أزمة الأطفال المبتسرين طريقاُ للحل بعد في دمياط، حتى أصبح حلم الإنجاب كابوساً يداهم الآباء والأمهات، تبدأ المعانأة حينما يتم ولادة أحدهم ليحتاج لوحدة رعاية حفاظاً على حياته ، وقتها تجد الأسرة أمام خياراً واحداً هو أن تترك نجلك يواجه مصيره أو أن تكون قادرا مالياً حتى تتمكن من مجاراة الأمكان الخاصة.

العديد من الأباء لم يحد سوى الحل الأول ، بعد محاولات عدة قد لا تفلح جميعها يتجه الأب المنكوب بأنظاره إلى السماء منتظرا ألطاف الله عز وجل .

نادراً ما تجد سريراً يحمل أحد الأطفال داخل مستشفى حكومى بسهولة، أولاً عليك أن تكون لديك واسطة نافذة حتى يتم منحك أحد وحدات الرعاية، لأنك ستواجه ردا واحداً هو «الحضانات كامل العدد يا أستاذ» .

مزاد بدأته المراكز الخاصة فى هذا الأمر ، لتصل التجارة في أرواح الأطفال إلى هذا الحد، بالتجول أمام تلك المراكز للسؤال عن ثمن الليلة الواحدة كانت الإجابة أنها تتراوح من 1000 إلى 2500 جنيه لليلة، شريطة أن وضع 10000 جنيه دفعة مقدمة «تحت الحساب»، وعلى أسرة الطفل استكمال المبلغ قبل نفاد الرصيد وإلا ستطرد خارج رحمتهم.

«أبو أنس»، كانت له تحربة قاسية مع الحضانات « دوخت السبع دوخات لحد مالقيت حضانة لابنى»، لافتاً إلى أنه اقترض أكثر من 12 ألف جنيه للحفاظ على حياة نجله الذى أتى إلى الدنيا بعد 12 سنة زواج .

بينما أكد محمود ياسر، موظف، أنه تعرض لموقف غريب بعدما رفضت إحدى المستشفيات استقبال طفله حديث الولادة بحجة عدم وجود حضاناة خالية، ولكن سرعان ما وجد سرير رعاية عندما اتصل هاتفياً بأحد العاملين فى مديرية الصحة والغريب أنه فى نفس المستشفى التى رفضت استلام نجله منذ بضع دقائق .

وقالت أم كريم ، «أنا كنت هاموت وأنا بسمع أخبار إن ابنى مش لاقين له حضانة، مش كنت بفكر فى نفسى أكتر منه، واستلفنا من طوب الأرض واتصلنا بناس كتير لكن لا حياة لمن تنادى».

ـــ محارق الأطفال في الغربية

نقص حضانات الأطفال المبتسرين "ضحايا نقص النمو " ، غول يهدد الآلآف من أطفال محافظة الغربية فقد سجلت وجود 387 حضانة بقراها ومراكزها ما بين الخاصة والعامة والجمعيات ، لكن ذلك العدد لا يكفى بحكم مساحة المحافظة وعدد سكانها، فيلجأ العديد من المواطنين إما للجمعيات الخيرية التى بطبيعة الحال لا تخدم فئة معينة أو تستقبل المواطنين بشروط أو الحضانات الخاصة التى تخطت تكلفة الليلة الواحدة 5 آلاف جنيه في بعض الأحيان ، وأحيانا أخرى يلاحق الطفل الإهمال الطبى فمن لم يمت بنقص النمو مات بالأهمال ومن نجئ من الاثنين مات من نقص الإمكانيات .

«رسمى الزغل»، عامل غزل ونسيج ، يروى حكايته «لم يرزقنى الله بأطفال طوال زواج دام 15 عاما ولكن شاء الله وأكرمنى بطفلتى الأول "هند" والتى ولدت بنقص فى الرئة ، فما كان منى إلا البحث عن مكان لطفلتى كى أنقذها ، وذهبت لأكبر الحضانات بمدينة بالمحلة الكبرى، وطلب مني موظف الاستقبال 3 آلاف جنيه كتأمين».

وأضاف الأب باكيا «بعد دخولها فؤجئت بقائمة من الأدوية حتى الشاش والقطن والحفاظات والكحول والمطهر، استمر الحال هكذا مايقرب من 4 أيام ، روشته صباحية ومسائية، والليلة الواحدة بالحضانة 450 جنيه، وفى اليوم الخامس ذهبت لأرى ابنتى لكن وجدت حالة غير طبيعية فى المكان ووجدت طفلتى لا تحرك ساكنا، وعند سؤالى للمرضى عن الطبيب قالت أن "هند" أصيبت بنوبة ضيق تنفس ليلاً لكن الطبيب المسئول لم يكن موجود حتى الطبيب النوباتجى فى مؤتمر طبى ، وتركوا طفلتى بين يد ممرضات لا يفقهن أى شيئا، وتركوها تموت وتقرير الطب الشرعى أثبت أنها ماتت أثر فيرس أاتقل لبلازما الدم من الحضانة وتسبب فى الأثار التى عانتها» .

لدى «تامر السعدنى»، موظف بشركة مصر للغزل والنسيج، حلولا لأزمة نقص الحضانات قائلا «مشكلة الحكومة معندهاش حلول ولا بعد 1000 سنة ، لكن حلهم بسيط وفي ايد الحكومة، فأجهزة الغسيل الكلوي وحضانات المبتسرين مستوردة ،فلم لا ترفع عنها الجمارك كى تكن فى متناول الجميع من عيادات خاصة ومستشفيات حكومية ، منها زيادة أماكن الحضانات والغسيل الكلوى لاستيعاب الأعداد الكبيرة فى المحافظة والمحافظة على الأرواح ومنها انخفاض تكلفه الجلسات العلاجية والحضانات، لكن سياسة الحكومة غريبة يأما ذكى فاسد أو متخلف ... رحمتك يارب».

وعلى صعيد متصل يقول كمال عبداللطيف، دكتور طب الأطفال بجامعة طنطا إن الغربية تعاني كغيرها من المحافظات من نقص حضانات المبتسرين، فضلاً عن ارتفاع أسعار الحضانات الخاصة التى قد تتجاوز الليلة الواحدة الـ900 جنيه، ولا يقدر الكثيرين على دفع تلك النفقات، كما أن نقص النمو لبعض الأطفال يأتى فى البداية من ضعف صحة الأم التى قد لا تتوفر لها أمكانية التغذية السليمة أو المتابعة الطبية بجكم ضيق الحال فينعكس على الطفل.

وأضاف «عبد اللطيف» أن نقص المبتسر ليس المصاب بالصفراء فقط كما هو الأعتقاد السائد ولكن ينقسم لعدد من التخصصات التى تفقتر لها الكثير من الحضانات بالغربية حتى الجمعيات الشرعية ،كما يفتقر التمريض لكيفية التعامل مع الطفل حيث الولادة ،ومع نوبات انقطاع التنفس الفوجائى ومن هنا تأتى الكثير من المشاكل التى تواجه الحضانات الخاصة، حسب تأكيده.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً