على شفا الفقر يعيش كثيرون فى القرى والنجوع ممن لا دخل ولا عائل لهم وتزداد معاناتهم مع حلول فصل الشتاء، إذ يصبح «الموت بردا» أحد الاحتمالات الواردة، حيث تهدمت الأسقف الخشبية على رؤوس أصحابها بالشتاء الماضي، ثمة منازل لاتستطيع أن تهنأ بهدوء ليالى الشتاء العطرة برائحة مطره، فهم يرقبون الأمل بأشياء أخرى، تتعلق بمن يقومون بتوزبع الأغطية والبطاطين والملابس الثقيلة في يوم الكساء المعروف في أغلب المحافظات للتستر من البرد، وبعضهم يبحثون عن «مشمعات بلاستيكية»، وأخرى من البوص الفارسي بتوددهن لفلاحي القرية للاحتماء من عراء أسقف منازلهم.
فى مركز إطسا.. أوضح الحاج محمود الجندي، صعوبة الأوضاع المعيشية داخل عزبة لملوم والسريرة بقصر الباسل وعدة قرى بذات المركز قائلا إن بيوت هذه القرية تخشى حلول الشتاء لتضررها الكبيرمن تهدمها فوق رؤوس سكانها، لافتا أن البيوت أسقفها من البوص المتهالك ، وإذا ماسقطت الأمطار تغرق هذه المنازل الهشة، خاصة أنها لا ترتفع عن مستوى الأرض وهو مايسهل غرقها.
وأضاف الجندي «نسعى لتغطية أسطح تلك المنازل «بمشمعات بلاستيكية» وغيرها من الحيل التي تساعد هؤلاء البسطاء حتى لا تغرقهم المياه»، مضيفا أنهم ينقصهم توافر بطانيات ومراتب وآسرة وغيرها من وسائل المعيشة كذلك فهم محرومون من كل ذلك.
«أم محمود»، إحدى الذين فاجأتهم أمطار الشتاء بما لم تكن يتوقع، فقد تهدمت أجزاء كثيرة من منزلها وباتت بالعراء، وتأوى أحيانا إلى المسجد بأسرتها الصغيرة التي تتكون من ابنتين احداهما تم عقد زواجها ولم تقدر على تحمل تكتليف زفافها، بينما الأخرى ذات الـ16 عاما في حاجة لأبسط حقوقها في الخصوصية، وصبيا من ذوي الاحتياجات الخاصة، ينام الجميع كل مساءا دون أغطية أو فروشات والتي قد تهالكت وأكلتها أمطار الشتاء.
«تهاني الفقيرة» إمرأة أخرى تعاني ضيق الحال وتصرخ الفقر والجوع، ليس هناك من يعيلها بابنتيها وابنها المريض، تخاف الحشرات الزاحفة التي يوما بعد يوما تعشش وتخرج عليها شتاءا وصيفا تنتظر يد العون من أصحاب القلوب الرحيمة، لتسد احتياجات اولادها بـ «العيش الحاف».
وإذا كنا قد سردنا نبض الناس فى تلك القرية لخصتها ماسأة «أم محمود»، فإن ثمة ظروف معيشية مماثلة، يعيشها الفقراء في قرى وعزب يوسف الصديق بالفيوم، وفقا للإحصائيات الرسمية، ليس لدى سكانهاما يواجهون به شبح الموت بردا.