بوزن ممتلئ وشعر أجعد وحاجبين كثيفين، كانت تتألق الراقصات فى بدايات القرن الماضى، على عكس ما هو شائع حالياً بعد أن تبدلت تلك المواصفات لينقلب حال الراقصة رأساً على عقب فتصبح المرأة الأجمل فى عين الرجال."بمبة كشر" أشهر راقصة فى مصر منذ ما يقرب من قرن كامل، فقد تربعت على عرش فن الرقص الشرقى فى مصر ولقبها الباشاوات حينها بـ"ست الكل"، فرغم إنها لم تكن جميلة بالقدر الكافى إلا أن الحظ حالفها لتبدع فى الرقص ويتهافت عليها رجال ذلك العصر.فكلما نُشرت لها صورة على إحدى مواقع التواصل الإجتماعى، يسخر منها الجميع اللذين يعتبرون أن شكلها لا يتماشى مع كونها راقصة، فكانت ذات حاجبين ملتصقين وشعر مجعد ووزن زائد.لم تكن بمبة كشر وحدها التى عبرت عن الرقص فى تلك الحقبة، لكن كانت أيضاً بديعة مصابنى، تلك الراقصة اللبنانية التى تعد من أهم وأشهر راقصات القرن العشرين فكانت بمثابة مدرسة متكاملة لتعليم الرقص وتخرج من تحت يدها كثير من الراقصات المصريات، وحاول التقرب منها كثير من الرجال ذوى السلطة فى ذلك الوقتأما شفيقة القبطية فق حققت نجاحاً ونفوذاً وشهرة ومال لم تحققها راقصة فى تاريخ الفن الشرقى فى مصر، حيث تهافت عليها رجال السلطة، وقيل عنها "شرب الرجال الكحول من حذائها"، فحينما تراها لن تصدق أن هذه هى المرأة التى تقاتل من أجلها الرجال، لكنها بالفعل كانت ومازالت اسم كبير فى عالم الرقص الشرقى.وبعد مرور 100 عام تقريباً، انقلبت الأية رأساً على عقب وتبدلت الظروف، لتتبدل معها شكل الراقصة، فاندثرت ملامح بمبة كشر وشفيقة القبطية وبديعة مصابنى، لتحل محلها الراقصات الأجنبيات اللاتى وجدن فى مصر تبة خصبة للشهرة والمجد، فتربعت الراقصات الأجانب على عرش الفن الشرقى المصرى.فجاءت صافيناز بأزياء رقصها المثيرة وشعرها الطويل وجمالها المفرط لتجتاح قلوب الرجال والنساء معاً، كذلك الراقصة الروسية "جوهرة" التى أثارت الجدل خلال الأيام الماضية، ومن قبلهن راقصات مصر فيفى عبده ، دينا، ولوسى، فكل هؤلاء غيرن مفهوم الراقصة الذى كان شائعاً منذ مائة عام، ليتحول إلى رمز للأنوثة الطاغية والجمال .
كتب : رشا عونى