ads
ads

حكايات الصوفية على الطريقة الخلوتية.. أصولها تركية وتتسم بالتبعية

الصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي، لكن وفق الرؤية الإسلامية ليست مذهبًا، وإنما هو أحد أركان الدين الثلاثة الإسلام، الإيمان، الإحسان، أهتم التصوف بتحقيق مقام الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وهو ايضًا منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله، كان التصوف في بداية انطلاقه حركات فردية ثم صارت طرقا ومشايخ كبار يقصدهم الناس لقاء حوائجهم بما اشتهروا به من زهد وورع، حيث يمتلئ التاريخ الإسلامي بعلماء انتسبوا للتصوف، مثل شمس التبريزي، جلال الدين الرومي، والإمام أبو حامد الغزالي، والعز بن عبدالسلام، وبن عطاء السكندري، والمرسي أبو العباس والسيد البدوي، وغيرهم مئات من العلماء والشيوخ.

ويضم مصطلح الصوفية العديد من الطرق بين طياته فهناك الشاذلية والرفاعية والنقشبندية والقادرية والأحمدية البدوية والدسوقية والكركية والعروسية والخلوتيه، فمصر فقط بها ما يفوق عن 70 طريقة صوفية وتنتشر الطرق الصوفية في مختلف دول العالم من الهند إلى مصر للمغرب وأسبانيا الأندلس سابقا وتركيا والعديد من دول العالم، ولكل دولة طريقة أساسية تشتهر بها والباقي تكون طرق ثانوية يعتنقها بعض المريدين، وكل واحدة شيخها وأعلامها وكتبها والكرامات الموروثة من مؤسسيها، بحسب ما جاء في موسوعة الطرق الصوفية، ومواقع الطرق الصوفية المختلفة.

وفي هذا الصدد، تستعرض "أهل مصر" كل يوم حكاية صوفية ومن بين حكايات اليوم "الطريقة الخلوتية"في مصر كما نرصدها لكم في التقرير التالي.

وللطريقة الخلوتية أركان سبعة هي: الحب والامتثال والذكر والفكر والصمت والعزلة (الخلوة) والصوم (الجوع)، وأصول هذه الأركان في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرة آله وأصحابه والسلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين، كما أن للطريقة أوراد يومية راتبة وأوراد اختيارية يتم تلقيها وتلقينها من الشيخ المرشد لتكون زادا للسالكين في طريقهم إلى الله.

تنتسب الطريقة الخلوتية إلى الإمام محمد بن أحمد بن محمد كريم الدين الخلوتي المتوفي في مصر 986 وهو من أئمة الصوفية في خراسان في القرن العاشر الهجري، وسمي بالخلوتي نسبة إلى الخلوة الصوفية، كما أنه كان من أتباع الطريقة السهروردية وأخذ التصوف عن إبراهيم الزاد ثم استقل بطريقته وتفرغ لتعليم المريدين والتابعين، وعلى الرغم من انتشار الطريقة في مصر إلا أن عدد أتباعها قليل في مصر بينما تنتشر بقوة في فلسطين وبعض الدول الأسيوية.

ويرجع أيضًا اشتهار الطريقة بالخلوتية أن ذلك أسلوب مستخدم من قبل مشايخ الطريقة الذين اعتمدوا على أسلوب تربية المريدين عن طريق الخلوة، وأيضا نسبة إلى رجالها آل الخلوتي وأشهرهم عمر الخلوتي، ومحمد الخلوتي، وقيل إنها طريقة تركية أزدهرت في مصر إبان القرنين الـ12 والـ13 من الهجرة، وتُنسب في مصر إلى الشيخ مصطفى كمال الدين البكري، المتوفي سنة 1162هـ.

ومن أهم رموزها مصطفى كمال الدين البكرين الذي دخلت الخلواتية مصر على يده، وأحمد بن محمد العدوي، الشهير بأبي البركات الدردير ومحمد الحفناوي.

تشبه طقوس الانضمام إلى الطريقة الخلوتية غيرها في باقي الطرق الصوفية الأخرى، فصورة البيعة عند مشايخ الطريقة الخلوتية أن يجلس الشيخ على ركبتيه والمريد أمامه كذلك، ثم يضع الشيخ يده اليمنى في يد المريد اليمنى، ويضع الشيخ يده اليسرى بين كتفي المريد ويقرأ هو والمريد الفاتحة ثلاث مرات، ثم يقول الشيخ والمريد يردد خلفه: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله ومن الله وإلى الله وعلى ملة الصادق رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم. استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه لا أنقض عقدها أبدا، والله على ما أقول وكيل. رضيت بالله تعالى ربا وبالإسلام دينا وبالقرآن إماما وبسيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، نبيا ورسولا وبشيخك شيخا ودليلا إلى الله تعالى. عاهدتك بالله العظيم على أن الطاعة تجمعنا والمعصية تفرقنا، والله على ما أقول وكيل».

ثم يقول الشيخ للمريد: «اغمض عينيك واسمع مني: لا إله إلا الله ثلاث مرات، ثم قل أنت لا إله إلا الله ثلاث مرات وأنا أسمع..بعد فراغهما يقول الشيخ: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حقا وصدقا. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما}».

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً