بحث وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الأربعاء، مع نظيره الإسباني ألفنسو ماريا داستيس، عدد من القضايا الإقليمية والدولية وسبل تعزيز العلاقات بين البلدين.
جاء ذلك خلال زيارة شكري للعاصمة الإسبانية مدريد، واللقاء الذى جمعه مع نظيره الإسباني بحضور زير الدولة الإسبانى للدفاع وسفير مصر فى مدريد عمر سليم.
وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن الوزيرين أعربا في بداية المباحثات عن ترحيبهما بالمستوى الحالي للعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وتطلعهما لاستمرار التعاون والتنسيق على المستوى الثنائي والمستوى متعدد الأطراف.
ومن جانبه، أشاد الوزير شكري بالنتائج الإيجابية للتعاون الوثيق بين البلدين تجاه مجمل القضايا الإقليمية والدولية خلال فترة عضوية مصر السابقة في مجلس الأمن، حيث اتفق الوزيران على أهمية الحفاظ على هذا المستوى الرفيع من التنسيق من خلال تدشين آلية تشاور سياسي دورية بين البلدين علي مستوى وزيري الخارجية تجتمع كل عامين.
واستطرد أبو زيد، في بيان منشور عبر الحساب الرسمي لوزارة الخارجية على "فيس بوك"، أن سامح شكري استعرض أمام نظيره الإسباني مؤشرات تحسن الاقتصاد المصرى مع تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولى، والذى يتضمن إصلاحات اقتصادية هيكلية للمرة الأولى فى تاريخ مصر الحديث، مما يؤكد أن مصر تسير على المسار الصحيح لمعالجة الاختلالات الاقتصادية المزمنة، الأمر الذي يستدعى دعم أصدقاء مصر لهذه الجهود، وفي مقدمتهم إسبانيا.
وذكر المتحدث باسم الخارجية، أن المشاورات تطرقت أيضا إلى أهمية الارتقاء بمستوى العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين، خاصة مع ارتفاع حجم التبادل التجاري بينهما الذي وصل إلى نحو ملياريّ دولار في عام 2017، وكذلك الاستثمارات الإسبانية المتصاعدة في مصر في عدد من القطاعات وفي مقدمتها قطاع الطاقة. يضاف إلي ذلك إمكانية الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة للجانب الإسباني في المشروعات القومية الكبري، وخاصة تنمية المحور الاقتصادي لمنطقة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، وتطوير التعاون بين هيئة قناة السويس وهيئات موانئ "فالنسيا" و"برشلونة"، فى ظل قيام إسبانيا منذ عدة سنوات بتمويل دراسة الجدوى الخاصة بالأنفاق أسفل قناة السويس.
وتابع أبو زيد، كما تناولت المشاورات سبل تعزيز التعاون في المجالات السياحية والثقافية والتعاون الزراعي وتدريب الكوادر الدبلوماسية في كلا البلدين.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن وزير خارجية إسبانيا حرص على الاستماع إلى تقييم الوزير شكري تجاه موضوع سد النهضة والعلاقات المصرية الإثيوبية، والأوضاع في ليبيا، والأزمة السورية، حيث استعرض وزير الخارجية كافة عناصر الموقف المصري تجاه كل تلك القضايا، كما تطرقت المباحثات لسبل مواجهة ظاهرة الارهاب، والهجرة غير الشرعية، وتهريب السلاح، باعتبار كل تلك الظواهر تمثل تهديداً مشتركاً للبلدين يتعين التنسيق من أجل مجابهتها بشكل فعال وحاسم.
واختتم أبو زيد تصريحاته، مشيرا إلى أن المباحثات تطرقت أيضا إلي مجالات التعاون العسكري بين البلدين، حيث شارك وزير الدولة الإسباني للدفاع في المباحثات نظرا لوجود وزيرة الدفاع خارج البلاد.
وقد أعرب الجانبان المصري والإسباني عن أمتنانهما للتطور الملحوظ الذي تشهده العلاقات العسكرية بين البلدين، وتطلعهما للمزيد من التعاون وتبادل الخبرات في هذا المجال.