أخفق التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق بشأن مصر المقاتلين الأجانب المخرطين ضمن صفوف تنظيم داعش، وقال وزير الحرب الاميركي، جيم ماتيس، وفي ختام اجتماع وزراء حرب 14 دولة من البلدان المشاركة في "التحالف الدولي" ضد داعش، في روما، إن "قوات سوريا الديمقراطية"، تحتجز "المئات" من مسلحي داعش الأجانب.
وأوضح ماتيس، في تصريح له خلال التوجه من روما إلى بروكسل، أن "أساس المشكلة أننا لا نريد أن نراهم مجددا في شوارع أنقرة أو تونس أو باريس أو بروكسل أو كوالالمبور أو نيودلهي أو كابل والرياض، إنها مشكلة دولية ولا بد من حل لها يشارك في وضعه كل المعنيين بها".
وبعد صراع كبير وحرب دامت لسنوات تعاون مشترك بين الجيش السوري والجيش العراقي، في الحرب على داعش، فر العديد منهم هربًا إلى بلادهم مرة أخرى، وهو الأمر الذي دفع الخبراء العسكريون لتوقع أن يكون هذا هو الخطر الحقيقي على الدول الأوربية، والتي تريد عودة مواطنيها إلى أحضانها، حيث تقدمت بعض الدول الأوربية لتقديم المساعدات الإنسانية لأبناء جلدتهم، مثل ألمانيا وفرنسا، وبريطانيا.
رئيس جهاز المخابرات الأسبق: الدواعش أصلهم إخوان
قال اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق، والخبير العسكري، إن تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام والمعروف إعلاميًا باسم "داعش" ينتمون لجماعة لإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن المتعمق في مذهبهم يرى أنهم يعتنقون الفكر الإخواني منذ ظهورهم.
وأضاف "سالم" في تصريح خاص لــ"اهل مصر"، أن داعش ليس التنظيم الوحيد الذي يعتنق فكر جماعة الإخوان التكفيرية، لافتًا إلى أن تنظيم القاعدة كان يتخذ من الإخوان قدوة له ومثل يحتذى به، وكذا حركة طالبان في أفغانستان.
وأشار رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية الأسبق، إلى أن تهديدات تنظيم داعش وهجماته على الدولة المصرية لن تزيد المصريين إلا قوة وصلابة، موضحًا أن الإقبال على الإنتخابات الرئاسية القادمة سيكون تاريخيًا.
وتابع: عودة الدواعش الذين تم إلقاء القبض عليهم إلى بلادهم للمحاكمة مخالف للقانون الدولي، والذي ينص على أن الدولة التي تقبض على مرتكب لجريمة او منضم لحزب أو تنظيم إرهابي، يحق لها معاقبته وفقًا لما ينص عليه دستور البلد.
نائب وزير الدفاع الأسبق: عودة الدواعش لبلادهم خطر حقيقي على أوروبا
قال اللواء نبيل فؤاد نائب وزير الدفاع الأسبق، إن الأجانب التابعين لتنظيم داعش الإرهابي، سيمثلون خطرًا حقيقيًا على أوربا، مشيرًا إلى أنهم سيكونون مثل القنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في وجه الدول الأوربية إذا لم يأخذوا حذرهم.
وأكد "فؤاد" في تصريح خاص لــ"أهل مصر"، أن عودتهم إلى بلادهم ريما قد تعيد إلى الأذهان حادثة أفغانستان، والتي راح ضخيتها العديد من الأبرياء، مضيقًا أن دول أوربا ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة للتصدي لأي هجوم من قبلهم.
وبشأن زيادة عدد الأجانب المنتمين لتنظيم داعش، أشار "فؤاد"، إلى أنه لا يعترف بالإحصائيات أو الأرقام، لافتًا إلى أن هذا التنظيم مبني على فكر ديني، وأن عدد معتنقي هذا التنظيم هم من شباب العرب.
وأثنى نائب وزير الدفاع الاسبق، على الخطوات التي قامت بها بعض الدول الأوربية مثل ألمانيا، لتبني الأطفال القصر الضين طانوا يقطنون في تنظيم داعش مع أهاليهم، موضحًا أن ذلك من شأنه أن يحد من عنفهم تجاه مجتمعاتهم.
وأوضح "فؤاد"، أن العائدين سينقسمون إلى قسمين، الأول منهم وهو الذي سيظل متمسكًا بفكره العدواني تجاه المجتمع والناس، والآخر سيدرك أن إنضمامه لداعش كان خطأً منذ البداية، وهذا الأخير هو من سيسهل التعامل معه.
الجنسيات التي يتكون منها تنظيم داعش
تعددت جنسيات التنظيم في العراق والشام "داعش"، حيث جاءت أعلى دولة يتكون منها تنظيم داعش عي فرنسا بنسبة وصلت لحوالي 0.7 %، كأعلى دولة في العالم يعتنق سكانها الفكر المتطرف، بينما حلت المانيا في المركز الثاني بنسبة بلغت 0.33% من التنظيم الأكثر خطرًا على مستوى العالم، والذي بات يهدد كل دول العالم على العلن، وجاءت في الترتيب الثالث دولة افغانستان بنسبة معتنقيين للفكري الداعشي لنسبة % 0.3.
وجاءت دول أخرى انتمى عدد من شبابها للتنظيم الإرهابي المسلح "داعش"، مثل بريطانيا والنرويج ونيوزيلندا، والسويد والدنمارك، وفنلندا وبلجيكا، وكندا وغيرهم من دول العالم المتقدمة، والتي تنتشر فيها افضل اساليب العلم والتوعية، مما يدل على أن التطرف لا ينخرط لفكر او تعليم او تهذيب، وإنما هو نزعة عقائدية في الشق الأول.
وبالنسبة للدول العربية فقد تقلص عدد التابعين لداعش من مصر والسعودية والأمارات والبحرين وفلسطين وسوريا وعمان، حتى كادت نسبتهم لا تذكر، ولكن على الجانب الآخر فقد زاد عدد الدواعش من العراق ولبنان وليبيا وتونس والجزائر.
المبادرات وعودة 100 طفل إلى ألمانيا
ويستعد مسئولون أمنيون فى ألمانيا، لوصول أكثر من ١٠٠ رضيع وطفل هم أبناء مواطنين غادروا البلاد للقتال فى صفوف تنظيم "داعش"، فى العراق وسوريا، وسط مخاوف من غرس بذور التطرف فى عقول الأطفال.
وفى وثيقة موجهة لنائب برلماني، قالت وكيلة وزارة الخارجية الألمانية، إيميلى هابر، "إن من الصعب تحديد عدد الأطفال المتوقع وصولهم نظرا لعدم معرفة عدد الذين ولدوا أثناء وجود الأهل فى سوريا أو العراق".
وأضافت "هابر"، فى ردها على طلب إحاطة برلمانى رسمى، قدمته النائبة عن "حزب الخضر"، إيرين ميهاليتش، أن مسئولى الأمن لديهم معلومات تشير إلى أنه من المتوقع وصول عدد يقارب الـ١٠٠ من القُصر أغلبهم من الرضع والأطفال الصغار.
ويعتقد أن هناك ٩٦٠ ألمانيا تركوا بلادهم للانضمام لمتشددى تنظيم "داعش"، ومع تقهقر التنظيم فى الشرق الأوسط يعود بعضهم مع أفراد أسرهم، فيما تحاول السلطات الألمانية، تأمين إطلاق سراح أطفال جرى اعتقال آبائهم وأمهاتهم.