أطفال الشواراع ظاهرة يعاني منها المجتمع بسبب الفقر والمجاعات والتفكك الأسري والحروب وهم الضريبة الحية التي يدفعها المجتمع نتيجة الأنانية والانشغال بدورة الحياة، ومثل قنبلة تنتظر الانفجار تزداد ظاهرة انتشار أطفال الشوارع في المجتمع المصري، ما يسبب أزمات طاحنة عجز المسئولين عن حلها، خاصة وأن ميادين القاهرة الكبري والمحافظات لاتخلو من تلك الظاهرة.
بيزنس ملعون
المثير للغضب والدهشة أن ظاهرة أطفال الشوارع باتت مربحة ويستغل بعض الأشخاص تلك الظاهرة لجمع الأطفال التي تعاني من تفكك الأسري ومن الملاجئ ويسخروهم للعمل في مقابل توفير لهم مأوى بعدما هرب تلك الأطفال من منازلهم الأمر الذي أدى إلى فقدان تلك الأطفال لمشاعر الطفولة.
والطامة الكبرى تجلت في أن عالم أطفال الشوارع مليء بكافة أشكال وصور الجريمة، فعلي سبيل المثال لا الحصر هذا العالم الخفي تزدهر فيه تجارة وتعاطي المخدرات، فضلا عن الاغتصاب والرذيلة، ناهيك عن تحول هولاء الصغار إلي بلطجية محترفين فور اشتداد عودهم، سواء برغبتهم أو رغما عنهم، حيث كل من يعترض منهم على تعليمات من يأويه يتعدى عليه بالضرب والعقاب بعدم الخروج للشارع لفترة من الأيام حتي يرضخ الطفل ويقبل بالوضع القائم.
محافظة الشرقية
بعيدا عن زحام القاهرة تعاني ميادين وشوارع، محافظة الشرقية من انتشار لتلك الظاهرة، وخاصة في الإشارات المرورية فيتجسد دور أطفال الشوارع في التشردً، والتسول، والبلطجة، علي مرأى ومسمع من الجميع، علي الرغم من أن تلك الظاهرة تعتبر تعدي على حقوق الطفل.
وتساءل أحمد ممتاز، "موظف" عن الظاهئة قائلا: "أين وزارة التضامن الاجتماعي ومشروع "أطفال بلا مأوى" التي أطلقته من تلك الظاهرة؟، مطالبا الأجهزة الأمنية بتكثيف جهودها للقضاء على الظاهرة، لكون أن ذلك العالم خطر داهم يهدد المجتمع المصري بأكمله.
ويضيف ناجي الشريف "مدرس"، أن الميادين في الشرقية أصبحت وكرا لأطفال الشوارع إما بطريقة مشروعة لمسح السيارات وبيع المناديل في إشارات المرور، أو غير مشروعة كالتسول والبلطجة، مؤكدا أن الظاهرة استفحلت في شتى أنحاء المحافظة.
نماذج حية
وهناك أمثلة كثيرة على التسول أبرزها "هبة" التي اعتادت على الخروج للتسول كل صباح في ميادين عاصمة المحافظة مقابل أن يتم دفع بعض المبالغ المالية لأسرتها مقابل بيع بعض أوراق الدعايا الإعلانية للمنتجات أو بيع مناديل للمارة وقائدي وأصحاب السيارات، فيما يطل وجه أكثر قسوة للماسأة يتمثل في استئجار مافيا التسول للأطفال من أجل استجداء الناس مقابل أجر يومي قد يصل 50 جنيها بموافقة الأهل.
"أنا بنام تحت الكوبري وبشحت في النهار" جملة عفوية أطلقها "أحمد" رغم مأساويتها فهوترك بيته بعد خلافات بين أمه ووالده، ويعمل مع الأطفال الآخرين في التسول وبيع الإكسسوارات أحيانا في الميادين وأمام المحاكم.
" ومحمود وريم وعبير وشهد ومحمد وشادي"، أطفال يظهر عليهم ضعف البنيان وردائة الملابس واتساخها بشدة حتي أن بعضهم يرتدي ملابس أشبه بالخرقة، يرددون باستمرار عبارة " هاتي جنيه أفطر والنبي" وما يؤكده هذا الإصرار المتكرر علي كل المارة أن هذا ليس احتياج بل مهنة لها أسلوبها وطريقتها.
وأمام جامعة الزقازيق واجهتنا حالة أخرى ضمن عدد كبير جدا من الأطفال المتسولين في نطاق الجامعة، وهذا الطفل يدعي " سالم" والذي يجهش فجأة بالبكاء بعد قيامه بعدت محاولات لجمع المبلغ المطلوب منه ولم يتمكن فيلجأ لحيلة الصراخ وعندما يسأله المارة يشكو لهم فقدانه مبلغ عشرين جنيهًا ليقوموا بإعطائه المبلغ دفعة واحدة بدلًا من جمعه من أكثر من شخص في وقت أطول وهي حيلة مفتعلة وذكية يقوم بها الأطفال لتجنب العقاب الشديد الذي قد ينالونه من المشرف وقد يصل عقابهم للضرب أو للحرق.