مازال البعض يسعي إلي إشعال نيران خامدة بما يخدم أغراض ومصالح منظمات تنخر في عظم الوطن كالسوس في الخشب، وعلي خلفية ذلك اشتعلت أحداث طائفية عنيفة في قرية كرم بمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، وذلك على أعقاب انتشار اشاعة بوجود علاقة آثمة تجمع بين شاب مسيحي، صاحب محل أدوات صحية متزوج ولديه أطفال، وامرأة مسلمة متزوجة، اضطر زوجها لطلاقها بعد انتشار هذه الشائعة في القرية، وبعد تهديده بالقتل هرب الشاب المسيحي بأسرته وترك والديه في المنزل.
وهو ما دفع شباب تلك القرية للتوجه إلي منزل الشاب المسيحي ومن ثم نهبه واشعال الفتنة فيه وفي منزل والديه ومنزل أقاربه، وأحد المخازن الخاصة ببضاعته، كما امتدت النيران لعدة منازل أخرى منها منازل مسلمين، وتعذر اطفاء النيران بسبب قطع الأهالي المياه عن القرية لمنع اطفاء النار.
كما قام شباب القرية بتجريد والدة الشاب القبطية من ملابسها، وخلال التحقيقات معها قالت السيدة سعاد ثابت 70 عاما في المحضر الذي تم تحريره بمركز شرطة أبو قرقاص، "بهدلونى يا بيه حرقوا البيت ودخلوا جابونى من جوه، ورمونى قدام البيت وخلعونى، هدومي يا بيه زى ما ولدتنى أمى مخلوش حاجة حتى ملابسى الداخلية وأنا بصرخ وأبكى، وبعدين ربنا خلصنى من ايدهم، وناس خدونى جوه بيتهم اخدت جلبية قديمة ولبستها وبعدين، جات الناس تساءل على فرد اهل لبيت وقالوا لهم مش موجودة".
وأضافت السيدة: "أن من قام بهذه الجريمة معها هم نظير اسحق أحمد وهو زوج السيدة المسلمة، ووالدهم اسحق أحمد وشقيقه عبد المنعم اسحق أحمد.
وتابعت: أنها ذهبت لقسم شرطة ابوقرقاص وقامت بتحرير محضر بالواقعة التي حدثت معها واستردت لتقول ابني اشرف ملوش علاقة بالست المسلمة وهى جات المركز وقالت إن زوجها نظير بيشهر بها ورفعت قضية، وهو عمل كده علشان يطلقها، ولكن احنا اتبهدلنا وكل بيتنا اتحرق وجوزى ضربوه وأنا لحد دلوقت مش قادرة اصلب جسمى بعد ما ضربونى".
أضافت "ناس معندهاش ضمير يعرونى في الشارع وأنا ست كبيرة وكل القرية بتتفرج، وابنى هرب لأن لو شافوه كان قتلوه مكنش يعرف أنه ممكن يعملوه كده في ست كبيرة".
اما السيدة المسلمة والتي كانت الطرف الأخر في هذه الازمة، قال احد اقاربها انها ذهبت لتعيش مؤقتا مع بعض اقاربها من خارج البلدة، وان الشرطة اخذت تعهدات على اسرتها بعدم التعرض لها.
وعلي خلفية ذلك أمرت النيابة العامة بمركز أبو قرقاص جنوب محافظة المنيا، بحبس 5 متهمين في أحداث الفتنة الطائفية بقرية الكرم، 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وأمرت النيابة بسرعة ضبط وإحضار باقي المتهمين في الواقعة والبالغ عددهم 18 متهمًا.
كان اللواء رضا طبلية مساعد وزير الداخلية لأمن المنيا، قد تلقى إخطارًا من اللواء محمود عفيفي مدير البحث الجنائي بالمديرية يفيد بوقوع اشتباكات بين مسلمين وأقباط بقرية الكرم بأبو قرقاص.
ومن جانبه أكد الأنبا مكاريوس أسقف المنيا وأبو قرقاص، أنه تم تجريد سيدة مسنة من ملابسها فى قرية الكرم بأبو قرقاص، التى تبعد مسافة 4 كيلومترات من مدينة الفكرية، وكشف أن الاحداث بدأت بعد شائعة علاقة بين مسيحى ومسلمة، وتعرض المسيحى، ويدعي أشرف عبده عطية، للتهديد مما دفعه لترك القرية.
وأضاف بيان الأسقف: بينما حرر والد ووالدة المذكور، يوم الخميس 19 مايو، محضرًا بمركز شرطة أبو قرقاص، يبلغان فيه بتلقيهما تهديدات.
وتابع: مجموعة يقدر عددها بثلاثمائة شخص، خرجوا فى الثامنة من مساء اليوم التالى، الجمعة 20 مايو 2016، يحملون أسلحة متنوعة فتعدوا على 7 من منازل الأقباط، إذ قاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار فى بعضها (حيث تقدر الخسائر مبدئيا بحوالى ثلاثمائة وخمسين ألفًا من الجنيهات).
واستكمل: كما جرد المعتدون سيدة مسيحية مسنة من ثيابها، مشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع، حتى وصلت قوات الأمن إلى هناك فى العاشرة من مساء نفس اليوم، وألقت القبض على 6 أشخاص، يتم التحقيق معهم الآن.
واختتم: "نثق أن مثل هذه السلوكيات لا يقبلها أى شخص شريف، كما نثق بأن أجهزة الدولة لن تقف منها موقف المتفرج، ونحن إذ نشكر مقدمًا أجهزة الأمن، نثق بأنها لن تألو جهدا فى القبض على جميع المتورطين ومحاسبتهم".