"معلم أون لاين" حيلة "التعليم" لمواجهة توقف الدراسة في سيناء.. أولياء أمور: مستقبل أولادنا بيضيع.. وخبراء: حل جيد في الظروف الحالية.. والجامعات تواصل التأجيل

حالة من القلق والترقب يعيشها أولياء الأمور بمحافظة شمال سيناء، على مستقبل ابنائهم، بعد قرار وزارة التربية والتعليم بتوقيف الدراسة، لحين الانتهاء من العملية الشاملة التي تشنها القوات المسلحة على البؤر الإرهابية بشمال ووسط المحافظة.

وللأسبوع الثاني على التوالي تواصل المدارس والجامعات بالمحافظة توقفها عن العمل بسبب العمليات العسكرية التي بدأت في سيناء في 9 فبراير الماضي.

الأمر الذي دفع وزارة التربية والتعليم على طرح مبادرة "معلم أونلاين"، تعتمد على تعليم وإيصال الدروس لطلاب شمال سيناء عبر شبكة الانترنت،، موضحة أن ذلك يأتي اتساقًا مع الجهود التي تبذلها الدولة بكل أجهزتها وقطاعاتها، لرعاية أبناء المحافظة وخصوصًا في التعليم.

وأكد الدكتور رضا حجازي رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، على تعظيم دور بالاستفادة بالمبادرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، في إعداد وشرح الدروس المقررة على الطلاب بمختلف مراحل التعليم من قبل المعلمين تحت الإشراف الكامل لموجهي عموم المواد الدراسية.

الأمر الذي رفضه أولياء أمور وطلاب من المحافظة، رصدته "أهل مصر" من خلال المجموعات السيناوية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، نتيجة عدم إتاحة الإنترنت بشكل متواصل على المحافظة، بسبب ظروف الحرب التي تشهدها شمال سيناء.

وقال حساب يحمل اسم محمد أبو رفاعي، إن فكرة "معلم أولًا جيدة ولكن كيف يستعمل الأولاد الانترنت والاتصالات مقطوعة دومًا، وتأتي وقت قليل خلال اليوم ومستواه في غاية الضعف.

وأضاف "أبو رفاعي"، أنه ينتظر لحظة القضاء على الإرهاب تمامًا بفارغ الصبر - بحد تعبيره - حتى يستطيع ممارسة حياته وأولاده بشكل طبيعي، ويعود الأمن في الشوارع.

فيما يقول سالم عبد الله، وليّ أمر، مقيم بالعريش، إن أولاده كانوا دائما ما يشتكون من الخوف الشديد بسبب سماعهم لدوي انفجارات أو إطلاق رصاص قريب من المدرسة، الأمر الذي جعله يطمئن لقرار وقف الدراسة.

وأضاف "عبد الله"، أن في الوقت الذي يطمئن فيه على سلامة أولاده بعدم خروجهم من المنزل للذهاب للمدرسة، إلا أنه في غاية قلق على مستقبلهم التعليمي، خاصة بعد الحديث عن إتاحة الدروس عبر الإنترنت "غير المتوفر" وهو ما يشير إلى عدم نية وزارة التربية والتعليم ومحافظة شمال سيناء في عودة المدارس خلال العام الحالي.

من جانبهم أعتبر خبراء تربويون أن مبادرة "معلم أونلاين" التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم ومحافظة شمال سيناء، تزامنًا مع العملية الشاملة التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة "سيناء 2018"، خطوة صحيحة في طريق استخدام التكنولوجيا في حل المشاكل، موضحين أنها كانت لابد أن تفعل منذ وقت طويل.

وقال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، إن التكنولوجيا تعتبر من أهم الحلول البديلة التي لابد أن تلجأ لها وزارة التعليم في ظل الأوضاع الأمنية الراهنة لظروف سيناء الخاصة.

وأوضح "مغيث" في تصريحات لـ "أهل مصر"، أن تدريب المعلمين بشكل جيد، على استخدام الكومبيوتر ووسائل الاتصالات المتنوعة، هو الضامن لنجاح تلك المبادرة، فضلا عن تقديم بعض الإرشادات للتلاميذ".

وأضاف الخبير التربوي، أن ثورة التكنولوجيا غيّرت الكثير من السياسات التعليمية في العالم، لافتًا إلى أنه من الضروري في وقتنا هذا أن يمتلك كل مواطن جهاز كمبيوتر في منزله، مبينًا أن المعلم يمكن أن يتابع الشرح وإعطاء واجبات للطلاب من خلال مجموعات على الفيسبوك مثلا، بحيث تكون المواد إلكترونية، علاوة على استعمال "الفيديو كونفرانس".

فيما قال الدكتور رضا مسعد مساعد وزير التربية والتعليم الأسبق، إن الوزارة اتجهت لهذه المبادرة لشرح المناهج التعليمية لتعويض الفترة التي تتوقف فيها الدراسة.

وأوضح "مسعد" في تصريحات صحفية، أن الوزارة تمتلك مركزًا للتطوير التكنولوجي، ومن ثم فإنها تستطيع تدريب المعلمين، على استخدام تقنيات الفيديو كونفرانس لشرح المواد التعليمية، بشرط توفير الانترنت لكل من المعلم والطالب.

وأكدت المهندسة ليلى مرتجي، وكيل وزارة التربية والتعليم بشمال سيناء تفعيل مبادرة معلم أونلاين لتسهيل التواصل بين المعلمين والطلاب بعد تأجيل الدراسة، للتغلب على الظروف الأمنية التى تمر بها شمال سيناء منذ بدء العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018".

وقالت "مرتجي" في تصريحات صحفية إن المبادرة تهدف لمساعدة الطلاب على متابعة دروسهم خلال فترة تأجيل الدراسة بسبب الظروف الأمنية، بجانب الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في بث دروس شرح للطلاب من قبل المعلمين وحث الطلاب على تفعيل التكنولوجيا من خلال تواصلهم المباشر مع المعلمين خلال شرح الدروس أون لاين.

وفي سياق متصل أعلنت جامعة سيناء بفرعيها في مدينة العريش والقنطرة شرق، استمرار تأجيل الدراسة للأسبوع الثاني على التوالي، لحين استقرار الأوضاع في سيناء وهو ما دفع عدد من الطلاب للمطالبة بنقل المحاضرات والدراسة خاصة للكليات العملية لجامعة قناة السويس بالإسماعيلية حرصًا على مستقبل الطلاب الدراسي.

وكانت وزارة التربية والتعليم أجلت الدراسة بمحافظة شمال سيناء إلى أجل غير مسمى، تزامنًا مع جهود القوات المسلحة لمكافحة الإرهاب بالمحافظة، فيما أجلت وزارة التعليم العالي الدراسة بجامعة سيناء لمدة أسبوع واحد، أمتد لأسبوعين حتى الآن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً