تشهد مصر حالة من الجدل، عقب قرار السودان بتأجيل الاجتماع الوزاري الثلاثي الخاص بسد النهضة بناء على طلب من إثيوبيا، ويعد هذا الاجتماع استمرارًا للمفاوضات القائمة بين الدول الثلاث، وفي مقدمتها أزمة سد النهضة الإثيوبي، وكان من المفترض أن يعقد الاجتماع يومي ٢٤ و٢٥ من فبراير الجاري بالخرطوم، لكن بعد التغيرات التي تشهدها إثيوبيا خلال الأيام القليلة الماضية، وبعدما استقال رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ماريام ديسالين، خاصة أن هذا الاجتماع الذي تم إلغاؤه كان من المفترض أن يحضره وزراء الخارجية والمياه ورؤساء أجهزة الاستخبارات في الدول الثلاث.
ونرصد فى هذا التقرير، المقترحات والتحليلات المطروحة بشأن مفاوضات السد بعد إلغاء الاجتماع الوزاري الثلاثي.
*تأجيل إثيوبيا الاجتماع الوزراي مع مصر منطقي:
قال اللواء حاتم بشات، عضو لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، اليوم الأحد، إن تأجيل إثيوبيا الاجتماع الوزراري الثلاثي مع مصر والسودان، منطقي، نظرًا للتغيرات التي تشهدها إثيوبيا خلال هذه الفترة، خاصة بعد استقالة هايلماريام ديسالين، رئيس الوزارء الإثيوبي.
وأشار "بشات"، خلال تصريح خاص لـ"أهل مصر"، إلى أن التغييرات التي تحدث فى إثيوبيا، تعد تغييرات مشروعة، ولا يمكن لأحد التدخل بها، ولكن نأمل أن لا تؤثر هذه التغيرات على تيسير المفاوضات بينها وبين مصر بشأن سد إثيوبيا وتأثيره السلبي على مصر، خاصة أن مصر ليس لديها موارد مائية تقارن بحجم الأمطار الغزيرة التي تحصل عليها إثيوبيا، بالإضافة إلى أن نهر النيل بمثابة شريان الحياة للمصريين وليس مجرد مصدر للمياه، لافتًا إلى أن مصر فى حالة ترقب بشأن ردود الأفعال الإثيوبية على التغييرات التي تحدث بإثيوبيا.
*قرارات سد النهضة لا تراجع عنها:
وفي نفس السياق قال النائب رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، اليوم الأحد، إن تأجيل إثيوبيا للاجتماع الوزاري الثلاثي مع مصر والسودان، لن يؤثر على مفاوضات سد النهضة، لأن الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما التقى برئيس وزراء إثيوبيا تم الاتفاق على خطوات جدية بشأن أزمة السد.
وأوضح وكيل لجنة الزراعة بالبرلمان، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طمأن الشعب المصري بشأن أزمة سد النهضة، مشيرًا إلى أن القرارات التي تم التوصل لها بين السيسي ورئيس إثيوبيا والسودان لا تراجع بها، كما أن استقالة رئيس الوزراء الإثيوبي شأن داخلي، ولن يصبح عائقًا أمام المفاوضات التي تمت مسبقًا بين رئيس الوزراء الإثيوبي والمسئولين فى مصر.
* أديس أبابا أظهرت حسن النية:
وأكدت النائبة شادية خضير، عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، اليوم الأحد، إن تأجيل إثيوبيا للاجتماع الوزاري مع مصر، لن يؤثر بالسلب على المفاوضات التي تتم بين البلدين بشأن أزمة سد النهضة.
وأوضحت النائبة، خلال تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أنه من حق إثيوبيا تأجيل المفاوضات، لاستطلاع الرأى ولمزيد من الدراسة وليس لوضع مصر أمام حائط صد، مشيرة إلى أن استقالة رئيس الوزراء الإثيوبي لن تؤثر أيضًا؛ لأن قراراته السابقة جاءت بناءً على سياسات أنظمة وليست سياسات شخصية، مؤكدة أن النظام الإثيوبي أثبت حسن النية، لذا يجب عدم استباق الأمور قبل أن تتضح الصورة بشكل تام.