قال الشيخ جابر طايع، وكيل أول وزارة الأوقاف، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن أول قرار سيتخذه أثناء رئاسته لجنة «التدخل السريع وإدارة الأزمات» التي أعلن عنها الدكتور محمد مختار جمعة، لحماية مال الوقف، عمل خط ساخن يعمل على مدار الـ24 ساعة، لتلقي الشكاوى والبلاغات حول الاعتداء على أراضي الوقف أو ملحق من ملحقات المساجد، والتحرك إلى الأماكن المقدم بها الشكاوى سيكون على مستوى الجمهورية.
وكشف وكيل أول وزارة الأوقاف، ورئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، في حواره لـ «أهل مصر» عن خطة للاطلاع على كيفية إدارة المساجد خلال فترة الانتخابات، وكيفية مواجهة الوزارة للفكر المتطرف عند الأطفال، وأسباب ضعف قيمة القروض الحسنة لغير العاملين بوزارة الأوقاف.. إلى نص الحوار:
*كيف يمكن مواجهة الفكر المتطرف عند الأطفال بعد ما ذكرته حول واقعة عدم مصافحة الأطفال لنائب محافظة القاهرة وهي سيدة في الوقت الذي رفض فيه البنات الصغار مصافحة المحافظ لأنه رجل وذلك خلال مناقشة ظاهرة "الإلحاد"؟
انطلاقًا من تلك الواقعة، وجهنا نظرنا إلى الكتاتيب، لأني أدركت أن وراء هولاء الأطفال بجوار تحفيظ القرآن تنشئة على الفكر المتجمد، وهذا الفكر ليس له دليل ولا مستند شرعي، ولذلك يمكن أن يدفع هذا بالأطفال إلى أفكار متطرفة أكثر تطورًا، ومن هذا المنطلق عقدنا بروتوكول مع وزارة التضامن الاجتماعي لعمل اختبار إلى محفظين القرآن الكريم، وكشف أمني لمعرفة شخصية
المحفظ وتاريخه، والتأكد من علمه في المقام الأول وسلامته الفكرية في المقام الثاني.
كما تم مراجعة 1671 مكتب تحفيظ وإطلاقهم على مستوى الجمهورية، كذلك مكاتب التحفيظ التابعة لوزارة الأوقاف تم مراجعتها وإعادة صياغتها من جديد مع ترشيح من يتمتع بالكفاءة أو القدرة على العطاء ووسطي الفكر، سواء كانوا العاملين بوزارة الأوقاف أو غير العاملين الذين يؤجروا ملحقات من المساجد، وبتلك الطريقة استطعنا السيطرة على الكتاتيب من تنشئة أجيال يحملون الفكر المتطرف.
*كيف يمكن حماية المساجد أثناء فترة الانتخابات من دخول المحرضين على سلامة الوطن.؟
فترة الانتخابات موضوع قديم وحديث بذات الوقت، ووزارة الأوقاف تسير على خط واضح منذ بدء أول انتخابات عام 2013، والمساجد بعيدة تمامًا عن الانتخابات، وآئمة المساجد لا ينخرطون في العملية السياسية.
فسطح المسجد وجدرانه الخارجية غير قابلة لتعليق البنارات والبوسترات الخاصة بالدعاية الانتخابية، لكن وزارة الأوقاف تحرك الآئمة في المساجد للتحدث عن المشاركة الفعالة بالانتخابات والإيجابية، لتحقيق المصلحة العامة على أرض الوطن.
*كيف يتم اختيار من يقوم بتحفيظ القرآن الكريم للصغار في المساجد؟
من خلال لجنة تشكل في القطاع الديني بامتحان للمحفظ وفحصه أمنيًا، وإذا ثبت علمه وسلامته الأمنية من عدم الانتماء لحزب معين أو لديه توجهات سياسية، نسمح له بفتح مكتب تحفيظ سواء كان رجل أو سيدة.
*في إحدى المرات قال إمام وخطيب مسجد بالجيزة إن الأوقاف تبذل جهد في رعاية الإمام لكن المرتبات ضعيفة.. ماردك؟
الأئمة شريحة من المجتمع، تعاني ما يعانيه المجتمع، والإمام زاد مرتبه 1250 جنيه عن راتبه السابق، وذلك خلال الـ3 سنوات الأخيرة، ولذلك تلك الزيادة تعتبر حق مكتسب في ظلم الظروف الاقتصادية غير المستقرة للدولة، ووزارة الأوقاف تمتلك 57 ألف إمام منهم ما يقرب الـ51 في الخدمة والباقي إجازة بدون مرتب وخارج البلاد، ومثلهم خطباء مكافأة.
أما على مستوى أجهزة التواصل الاجتماعي، الآن التواصل لا يحتاج إلى امكانيات، فالهاتف المحمول يقوم بتلك المهمة، واعتقد أنه لا يوجد إمام لا يمتلك جهاز محمول.
*المساجد التاريخية التي تحولت إلى وكر للمخدرات والقمامة وغيرها من الأشياء الضارة لصلاح المجتمع.. لماذا لم تأخذ الوزارة خطوات ثابثة في رعايتها وإعادة فتحها؟
المساجد القديمة بين الآثار والأوقاف، فالمسجد الآثري يخضع للأشراف الآثري، وليس لوزارة الأوقاف، لكن إذا كانت تقام به شعائر دينية، فالشعائر هي التي تخضع لوزارة الأوقاف، مثل الصلوات وخطبة الجمعة، لكن المبني يخضع لوزارة الآثار.
* لماذا لا يتم تحسين قيمة القروض الحسنة التي لا تتعدى الـ2000 جنيه فقط؟
وزير الأوقاف رفع قيمة القروض الحسنة للعاملين بالأوقاف إلى 10 آلاف جنيه، وتحسب طبقًا لـ9 أمثال راتبه الأساسي، ويقوم بتسديد قيمة القرض على مدار 7 سنوات بدون فؤائد أو مصاريف إدارية، أما القروض الحسنة لغير العاملين بالأوقاف قيمتها قليلة لأن الوزارة لا تعمل بالقروض لأنها ليست بنك، فالقروض الحسنة تعطيها الوزارة كمساعدات على هيئة قرض يرد بدون فوائد.
*شيخ الطرق الصوفية علاء أبو العزائم.. يرى أن وزارة الأوقاف تأخذ حقهم في مال النذور.. حسبما قال في حوار سابق لـ«أهل مصر»منذ شهور.. ما قولك؟
هناك لوائح وقوانين تنظم الصرف، فهناك 149 مليون جنيه خصصتهم وزارة الأوقاف لإحلال وتجديد المساجد، وذلك من صناديق النذور، ووزارة الأوقاف تمتلك أكثر من 120 ألف مسجد، بحاجة إلى وعي مجتمعي ونحن نقوم حاليًا بالصيانة والتجديدات.
وصناديق النذور لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يأخذ منها أحد حتى لو جنيهَا، بل احكمنا القبض عليها، وأصبحت مرتفعة بعد أن كانت ذات قيمة متدنية وذلك بحكم المنظومة التي وضعت للحفاظ على مال النذور، ولهذا لا يتم صرفها إلا في مصاريفها الشرعية، التي خصصتها وزارة الأوقاف وقفًا للوائح وقوانين، والطرق الصوفية تحصل على 10% من قيمة النذور.
* كيف كانت جماعة الإخوان تستغل المساجد في بث الفكر الإرهابي.. وما الإجراءات التي اتخذتها الوزارة في الدفاع عن المساجد التابعة لها؟
الخطاب الديني قبل 30 يونيو 2013، كانت عبارة عن نشر أخبار "الجزيرة"، «كل واحد كان يتفرج على برامج التوك شو الخاص بقناة الجزيرة بالليل، ويصحى الصبح يعلق عليها على المنبر". اتخذت المساجد خلال فترة حكم الإخوان شكل سياسي أكثر من الطابع الديني، وكانت تأصل الخلافات، فريق ضد فريق، وفريق آخر ضد الإمام، والإمام ضد المتواجدين بالمسجد، لكن بعد عمل الخطاب الموحد مع وضع قواسم للجميع، اختفت ظاهرة الاختلافات داخل المساجد.