"من الدار للنار".. جملة جسدت معانأة ربة منزل، بكل تفاصيلها المآساوية، ما بين الخروج سريعا من منزل الأب إلى عصمة رجل لايملك من الرجولة شيئا، إلى الوقوع وسط جحيم امرأة "حيزبون" (أم زوجها)، عاشت "دعاء" أياما سوداء انتهت بها إلى المغامرة بحياتها وحياة طفلتها، ثمرة الزواج المنحوس، لتسقط من أعلى خلال محاولتها النجاة بطفلتها من سجن حماتها عبر مواسير البيت بعدما حبستهما حماتها قاسية القلب.
انتهت رحلة "الزوجة دعاء" بفلذة كبدها جثة هامدة وسط الشارع بينما كتب القدر للأم أن تعيش لتستمر عذاباتها وتبقى جراح قلبها تنزف.
"حاسة إني مش هفرح في حياتي أبدا ومكتوب علي الحزن".. هكذا طالما ندبت "دعاء" حظها في الحياة، وكانت محقة فلم تذق السعادة يوما واحدة منذ أن وطأت قدماها منزل زوجها الملعون الذي هجره أشقاء وشقيقات زوجها هربا من جحيم أمهم وتحويل حياتهم لقطعة من العذاب ولم يتبق سوى دعاء وزوجها.
الحادث اعتقدت أجهزة الأمن أنه انتحارا في البداية عندما تلقت غرفة النجدة بكرداسة، بلاغا يفيد سقوط ربة منزل وابنتها من الطابق الخامس من عقار يسكناه صحبة زوجها.
وأشارت التحريات إلى أن ربة منزل أقدمت على الانتحار بسبب خلافات أسرية، فاصطحبت ابنتها البالغة من العمر 5 سنوات وألقت بنفسها من الطابق الخامس، مما أسفر عن مصرع الطفلة وإصابة والدتها بكسور متفرقة، لكن كان للجيران والأهالي رأيا آخر لقد سقطت جارتهم دعاء خلال محاولتها الفرار من جحيم حماتها والنجاة بنفسها وابنتها بعدما منعت عنهم الطعام والشراب وحبستهما في الشقة.
"كل اللي بيدخل البيت ده لازم يحصل له مشاكل، دا بيت ملعون".. بهذه الكلمات المحيرة استهلت "م.م"، إحدى جيران منزل "عائلة سبيرتو"، كما يطلق عليهم في المنطقة، مضيفة بأن "دعاء"، المجنى عليها منذ زواجها وهى في مشكلات مستمرة بسبب جبروت حماتها فهى "رأس الأفعى"، حسب وصفها، كل هدفها في الحياة كان إيذاء الآخرين حتى ولو كانوا أقرب الناس إليها.
واستكملت الجارة حديثها وهي تشير إلى محل سقوط الأم وابنتها: "بعد زواج دعاء بثلاثة شهور حدثت بينهما خلافات حامية بسبب تدخل حماتها في حياتهما وتحكماتها العنيفة، ووصل بها الأمر إلى ضربها أكثر من مرة، مما أجبر دعاء على ترك منزل الزوجية والذهاب لمنزل والدها".
تصمت الجارة قبل أن تستأنف حديثها بالدعاء لجارتها بسرعة الشفاء وأن يخفف عنها مصيبة موت ابنتها "استمرت بهذا الوضع حتى تمت طفلتها "رحاب" السبع سنوات، وبعد محايلات كثيرة اضطرت "دعاء" على العودة مرة أخرى، لكى تربي طفلتها في بيئة أسرية معتدلة".
وأضافت: "لم تتخيل "دعاء" بأن عودتها لهذا المنزل مرة أخرى ستفقدها نجلتها الوحيدة، ومنذ عودتها وهى لم تفرح ليلة واحدة، فزوجها رجل معدوم الشخصية والكلمة الأولى والأخيرة للأم، ولأن الأم إنسانة معدومة الضمير كانت تعاملها معاملة سيئة وتحرمها من ممارسة حياتها الطبيعية في شقتها فكانت تجبرها على النزول لخدمتها يوميا، وتمنعها للخروج حتى لزيارة أهلها".
وعندما فاض بدعاء الكيل اعترضت وفضلت بأن تمكث بشقتها اعتراضًا على ما تفعله بها حماتها، فأصرت أم زوجها على حبسها بالشقة هى وطفلتها ومنعت عنهما الطعام، واستمر هذا الحال لأكثر من يوم" هكذا ذكرت الجارة.
واستفاضت في روايتها: " قبل اليوم الأسود بـ 24 ساعة حضرت أسرة دعاء للاطمئنان عليها لكن قابلتهم حماتها بطريقة سيئة فلم تسمح لهم بالدخول للمنزل مطلقًا".
وأضافت بأن البيت مكون من خمس طوابق ولكل واحد من أبنائها سواء الأولاد أوالبنات شقة، لكن بسبب سوء معاملتها لأبنائها وزوجاتهم، تركوا جميعًا المنزل ولم يتبق منهم غير "أيمن" وزوجته "دعاء"، بالإضافة إلى أن الأم طردت زوجها من قبل من المنزل وبعد محاولات كثيرة من الأهل وافقت على عودته مرة أخرى، وبالنهاية فهى امرأة سيئة جدًا وهى المسؤولة عن قتل حفيدتها، حسب قول الجارة التي انصرفت وعليها علامات الغضب.
شباب المنطقة بعضهم شارك في نقل الطفلة لأقرب مستشفى وأكدوا بأنهم فوجئوا بصراخ وإذا بزوجة جارهم "أيمن، وطفلتها على الأرض والدماء تحاصرهم من كل اتجاه، خلال محاولة منهما للهروب على مواسير المنزل، لكن اختل توازنهما وسقطتا ولقيت الطفلة مصرعها في حال وصولها للمستشفى، بعد إصابتها بكسر في قاع الجمجمة ونزيف بالمخ، بالإضافة إلى العديد من الكسور والكدمات فى مختلف أنحاء جسدها، بينما أصيبت الأم بسحجات وكدمات وكسور في بعض انحاء جسدها.
الشباب أكدوا أيضا على حسن أخلاق الزوج والزوجة، وأن الخلافات الزوجية بينهما لا يعلموا عنها شيئا.