إيران و"إسرائيل" على حافة الحرب

كتب : سها صلاح

قالت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، "إن إسرائيل وإيران على حافة الحرب"، محذرة من أن أي خطأ في الحسابات الإيرانية أو الإسرائيلية سيكون قاتلا، مستشهدة بإسقاط الطائرة الإسرائيلية مؤخرا بصاروخ من سوريا.

وأضافت الصحيفة في مقال للكاتب ديفد غاردنر، "أن التوترات في الشرق الأوسط حاليا أشد من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة"، مشيرة إلى أن مؤتمر جنيف للأمن عاد هذا العام إلى موضوع صراع القوى العظمى الذي اعتقد كثيرون أنه انتهى مع الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود تقريبا.

ونسب إلى رئيس هذا المؤتمر ولفغانغ إشخنغر القول "إن خطر الصراع المسلح بين القوى الكبرى لم يكن عاليا بالمستوى الذي هو عليه الآن منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق".

ووفق الكاتب، "ففي سوريا هناك خطر حقيقي من وقوع اشتباكات بين تركيا وأميركا، وبين أميركا وروسيا، لكن من الممكن احتواء هذه باستخدام الحروب بالوكالة، وهو الأسلوب الذي كانت أميركا والاتحاد السوفياتي تتحاربان به في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية إبان الحرب الباردة".

وقال غاردنر إن أزمات الشرق الأوسط اعتادت على الانتشار خارج المنطقة، ورغم هذا الانتشار فقد استطاعت واشنطن وموسكو -بعد أن توصلتا إلى توازن الردع النووي خلال الحرب الباردة- أن تحتويا مخاطر حرب 1973 بين العرب وإسرائيل، ومواجهات 1982 بين سوريا وإسرائيل".

وأضاف: "أنه في الوقت الراهن إذ عهد الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، من الصعب أن يكون الشخص متفائلا".

وكما قال مدير مجموعة الأزمات الدولية بالشرق الأوسط جوست هلترمان "بدأت الصراعات في إحدى الكتل تنزف في صراعات بكتلة أخرى، وقد اتسعت الصراعات في الشرق الأوسط لتجتذب في البداية القوى الإقليمية، ثم اللاعبين الدوليين، نتيجة لفراغ السلطة والأمن الذي نشأ وسط فوضى الحروب".

وشهد الصيف الماضي تحريض ترمب السعودية لقيادة معسكر العرب السنة ضد الشيعة وإيران "الفارسية"، وكان السعوديون مرتاحون لإيلاء هذه المهمة "لإسرائيل"، خاصة بعد فشلهم الذريع بعد ثلاث سنوات في هزيمة الحوثيين، وفق الكاتب.

وكان تهديد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو نهاية الأسبوع في ميونيخ بالإقدام مباشرة ضد إيران ووكلائها لمنعهم من التخندق في خط مواجهة جديد في سوريا، نذيرا مخيفا لحرب جديدة تحوّل المنطقة بأكملها إلى كتلة نازفة.

وقال غاردنر إن "إسرائيل لم تتدخل في الحرب السورية، باستثناء قصفها مخازن وقوافل الأسلحة الإيرانية في سوريا المتوجهة إلى حزب الله اللبناني، لكنها ظلت تقول طوال العامين الماضيين إنها ستشن حربها الخاصة في حالتين: الأولى إذا أقامت إيران أو حزب الله أو أي من المليشيات التابعة لإيران وجودا عسكريا دائما في سوريا، والثانية إذا استمر حزب الله في بناء ترسانة من الصواريخ الإيرانية التي تصل إلى العمق الإسرائيلي.

وأضاف أن العوامل الأخرى التي ذكرها أعلاه ستساعد في تقريب حرب إسرائيل ضد إيران، ومن بين هذه العوامل لا مبالاة إدارة ترمب وتهورها في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن وزير الدفاع الأميركي هربرت ماكماستر نفسه -الذي يوصف بأنه الكابح لشطحات ترمب- قال أمام مؤتمر ميونيخ إن الوقت قد أزف للعمل ضد إيران.

كما أشار إلى أن اثنين من قادة المليشيات الشيعية بالعراق قد زارا بيروت والحدود اللبنانية مع إسرائيل مؤخرا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً