ردت العملية سيناء 2018 على الأكاذيب والأقاويل المغرضة التي تساءلت حول أهمية تسليح الجيش المصري في الشهور الماضية، حيث كشفت بيانات من القيادة العامة للقوات المسلحة عدد الأسلحة التي إنضمت للجيش المصري خلال السنوات الأربع الأخيرة، والتي تم استخدامها في العملية سيناء 2018 التي انطلقت يوم الجمعة 9 فبراير، والتي تمثلت في طائرات الرافال والمقاتلات البحرية الميسترال.
وتعتبر العملية سيناء 2018 هو أول إختبار "كبير" لتلك الأسلحة ، حيث تعتبر العملية الأشمل في حرب مصر ضد الارهاب بعد 5 عمليات مكثفة خلال السنوات السبع الماضية وتحديدا بعد ثورة 25 يناير.
وكشفت صحيفة برافادا الروسية عن مفاجآت من العيار الثقيل من مصادرها الخاصة وهي أن تلك العملية جاءت بعد أن رصدت المخابرات المصرية ترتيبات من جهة إسرائيل و امريكا، حيث تأكدت الجهات الأمنية علي تحالف تركيا واسرائيل بهدف دخول إرهابيين من سوريا وغزة و ليبيا في مجموعات عن طريق البحر فتمت مراقبتهم وصدرت الأوامر بتركهم يدخلون مع عدم التعامل معهم ليكونوا خيوطاً للمجموعات الأخرى الموجودة في سيناء وبعد ذلك بدأت مراقبة تحركاتهم والتصنت على هواتفهم الدولية وكانت المفاجأة وهى أنهم بصدد الهجوم على إسرائيل وليس الجنود المصريين براً وبالصواريخ المحمولة على الأكتاف، لتكون ذريعة لدخول إسرائيل سيناء.
وأكدت الصحيفة أن مصر رصدت أيضاً ترتيبات لقوات عسكرية أمريكية وصلت إسرائيل لعمل مناورات عسكرية أمريكية إسرائيلية فوق سماء إسرائيل بالقرب من حدود مصر للهجوم على سيناء واحتلالها بحجة الدفاع عن أمن إسرائيل، عندما تشن الجماعات الإرهابية الهجوم عليها.
وأكدت المصادر الخاصة أن تلك الطائرات الأمريكية التي تحركت لغسرائيل قادمة من القواعد العسكرية في تركيا و قاعدة العديد بقطر، حينها تم اتخاذ القرار الفوري بالتحرك الجوي والبحري والبري والهجوم على الإرهابيين المتآمرين وردع إسرائيل .
وقبل التطرق إلى مدى فاعلية صفقات التسليح الجديد ونجاحها في إختبار كبير مثل العملية "سيناء 2018" يجب التعرف على تلك الأسلحة، التي استخدمت لردع ذلك المخطط الذي كشفته الصحيفة الروسية.
طائرات الرافال
انضمت طائرتين جديدتين من مقاتلات الجيل الرابع متعددة المهام من طراز "رافال " إلى تشكيلات القوات الجوية في يوليو 2017، والتى تمثل الدفعة الرابعة من هذا الطراز ليصل عدد الطائرات التى وصلت إلى مصر حتى الآن 11 طائرة، وذلك من إجمالى 24 طائرة من المقرر أن تتسلمها مصر، وفقا للبرنامج الزمنى المحدد فى إطار اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع دولة فرنسا، والذى يشمل العديد من أوجه التعاون فى مجالات التسليح والصناعات العسكرية المختلفة.
وتتميز المقاتلة الرفال بالقدرة على تعقب العديد من الأهداف الجوية والتعامل مع أكثر من هدف فى توقيت واحد، بتنفيذ مهام السيطرة الجوية وصد الهجمات المعادية والتعامل مع الأهداف ذات المدى البعيد من مختلف أوضاع الاستعداد الجوى فى أصعب الظروف.
حاملة الطائرات الميسترال
انضمت حاملة الطائرات المصرية الثانية الميسترال "أنور السادات"، يوم الجمعة 16 سبتمبر 2016،إلى قوات البحرية المصرية، وذلك بعد 3 أشهر فقط من إستلام حاملة الطائرات الأولى "جمال عبدالناصر".
يبلغ طول حاملة المروحيات من طراز ميسترال 199 مترًا، وحمولتها 21 ألف طن، وتسير فى المياة بسرعة تفوق 18 عقدة فى الساعة، ما يعادل 36 كم متر فى الساعة.
تتميز السفينة الحربية الفرنسية ميتسرال بأنها ذات قدرات هجومية برمائية وقدرتها على حمل طائرات الهيليكوبتر.
وتمتلك الميسترال منظومة صاروخية للدفاع الجوى، ورشاش عيار 12.7 ملم وتصل المساحة الإجمالية للسطح الخاص بها إلى نحو 5200 متر مربع، تضم 6 مناطق يمكنها استيعاب جميع أنواع المروحيات، الميسترال مزودة بمنظومة بــ 3 منظومات رادارية، رادار ملاحى، ورادار جو – أرض، ورادار الهبوط على سطح السفينة، ومزودة بوحدة طبية، مساحتها 750 مترًا مربعًا تشبة المستشفى، بها 20 غرفة، وغرفتان للعمليات الجراحية، وغرفة أشعة، و69 سريرًا.
وتمتاز السفينة بقدرتها على حمل 13 دبابة، و110 عربات مدرعة، و16 هليكوبتر ثقيلة، أو 35 هليكوبتر خفيفة، و450 جنديًا لمدة طويلة، أو 900 جندى لمدة قصيرة.
الفرقاطة " الفاتح " من طراز "جوويند"
الفرقاطة الأولى"الفاتح" طراز "جوويند" بفرنسا تم استلامها سبتمبر العام الماضي، وهي الفرقاطة الأولى من ضمن أربع فرقطات تم التعاقد عليها على أن يتم بناء فرقاطة بفرنسا و3 فرقاطات بشركة ترسانة الإسكندرية.
وهي قادرة على الإبحار لمسافة 4 آلاف ميل بسرعة تصل إلى 25 عقدة في الساعة، تتميز بقدرتها العالية على التخفي من أجهزة الرادارات، تبلغ فترة بقائها في البحر نحو 3 أسابيع، تمتلك منظومة رصد قتال متكاملة مضادة للسفن والطائرات والغواصات.
للفرقاطة أيضا القدرة على تنفيذ جميع المهام القتالية بالبحر، من بينها "البحث عن وتدمير الغواصات، واستخدام الصواريخ والمدفعية في المهام القتالية، وتنفيذ مهمة تأمين خطوط المواصلات البحرية، وحراسة القوافل والسفن المنفردة في البحر والمراسى ومساندة وحماية القوات البرية فى العمليات الهجومية والدفاعية".
الفرقاطة "شباب مصر"
وصلت الفرقاطة "شباب مصر" إلى قاعدة الإسكندرية البحرية برأس التين بالإسكندرية أكتوبر 2017 قادمة من كوريا الجنوبية بعد إتمام إجراءات استلامها من الدولة الكورية.
تتميز الفرقاطة "شباب مصر" بالقدرات القتالية العالية وقدرة الإبحار لمسافات طويلة لمسافة (4500) ميل بحرى، بسرعة تصل إلى 32 عقدة وحمولتها الكلية إلى 1240 طن، وتتميز بقدراتها القتالية العالية من المدفعيات مختلفة الأعيرة، كما يمكنها إطلاق الطوربيدات وقذائف الأعماق، ومزودة بأحدث الأنظمة الملاحية والإشارية .
كيف تم استخدام تلك الأسلحة في العملية الشاملة سيناء 2018؟
قامت طائرات الرافال بضرب أهداف العناصر الارهابية ، وقد أكدت القيادة العامة للقوات المسلحة منذ بيانها الثاني حول العملية الشاملة قيام القوات الجوية، بإستهداف أهداف وأوكار ومخازن أسلحة الارهابيين ، وفي نفس الوقت أكد نفس البيان قيام عناصر من القوات البحرية بتشديد إجراءات التأمين على المسرح البحرى بغرض قطع خطوط الإمداد عن العناصر الإرهابية .
وذكر البيان الثالث للعملية سيناء 2018 والذي صدر يوم 10 فبراير 2018 نصا : " واصلت القوات الجوية على مدار الليلة الماضية تنفيذ العديد من الضربات الجوية المركزة ضد التجمعات والبؤر الإرهابية التى تم رصدها مسبقًا بشمال ووسط سيناء، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، بتوجيه ضربات قوية استهدفت مخازن تكديس الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة ومناطق الدعم اللوجيستى المكتشفة، مع الاستمرار فى تنفيذ أعمال التأمين الجوى للمناطق الحدودية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية"،وهي عمليات تشارك فيها طائرات الرافال بكفاءة نظرا لقدرتها القتالية في مثل تلك العمليات.
وعلى صعيد القوات البحرية قال البيان : " تقوم عناصر من القوات الخاصة البحرية بتنفيذ أعمال التأمين لساحل البحر من رفح وحتى غرب العريش لقطع طرق الإمداد للعناصر الإرهابية، مع الاستمرار فى حماية الأهداف الاقتصادية بالبحر بالتزامن مع أعمال التمشيط بطول الساحل لتضييق الحصار على العناصر الإرهابية ومنعها من الهروب عبر الساحل، ومرور الدوريات البحرية لتأمين منطقة الساحل الممتد من مرسى مطروح حتى مدينة السلوم، والتعاون مع قوات حرس الحدود لتأمين المناطق الحدودية على الاتجاه الغربى والجنوبى".
أما البيان الرابع والذي تضمن أول حصاد للعملية سيناء 2018 فقد ذكر أن القوات الجوية قامت بإستهداف وتدمير عدد 66 هدف تستخدمه العناصر الإرهابية فى الاختفاء من أعمال القصف الجوى والمدفعى والهروب من قواعد تمركزها أثناء حملات المداهمة، واضاف البيان :" فيما واصلت عناصر القوات البحرية تنفيذ مهامها المخططة وإبرار المجموعات القتالية لعناصر الوحدات الخاصة البحرية من حاملة المروحيات "المسترال" لتنفيذ أعمال التمشيط بمنطقة ساحل العريش".
وأشار البيان الخامس (12 فبراير 2018) الى نجاح القوات الجوية في تدمير 60 هدفا للجماعات الارهابية ، وإستمرار القوات البحرية فى إحكام الحصار والسيطرة على منطقة الساحل.
البيان السادس للقوات المسلحة (13 فبراير 2018) كشف أيضا عن قيام القوات الجوية باستهداف وتدمير عدد (7) سيارات خلال محاولة العناصر الإرهابية استخدامها للهروب من القوات المكلفة بعمليات التمشيط والمداهمة وتطويق قطاع العمليات، مشيرا الى انه وبالتزامن مع العملية الشاملة سيناء 2018 نفذت القوات البحرية عدد من الأنشطة التدريبية البارزة بمسرح عمليات البحر المتوسط بإطلاق عدد 4 صاروخ أرض بحر وسطح بحر وذلك فى إطار التدريب على التعامل مع كافة التهديدات والعدائيات لمياهنا الإقليمية، فيما واصلت القوات الجوية بالتعاون مع التشكيلات التعبوية وعناصر حرس الحدود فى فرض السيطرة الكاملة على المناطق الحدودية فى الاتجاهين الغربى والجنوبى.
البيان السابع للجيش (14 فبراير 2018) أورد أن القوات الجوية قامت باستهداف وتدمير عدد (11) هدف بعد توافر معلومات استخباراتية مدققة تفيد استخدامها فى إيواء العناصر الإرهابية والهروب من القوات القائمة بالمداهمة، وإنه وعلى امتداد السواحل تقوم القوات البحرية بتفتيش كافة السفن والعائمات المشتبه بها مع قطع خطوط الإمداد والإخلاء للعناصر الإرهابية بالتزامن مع قيام الوحدات الخاصة البحرية بتنفيذ أعمال المداهمات وتفتيش البؤر الإرهابية بالمناطق الساحلية.
وبأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة أقلعت تشكيلات من القوات الجوية لاستطلاع المنطقة الحدودية ، وقد أسفرت العملية عن استهداف وتدمير 10 سيارات دفع رباعى محملة بكميات من الأسلحة والذخائر.