في تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، على موقعها الإلكتروني الأربعاء، تناولت فيه أحداث الغوطة الشرقية بسوريا، تحت عنوان "الأقوياء يتنافسون والمدنيون السوريون يدفعون الثمن".
ونقلت الصحيفة عن أحد المحاصرين في الغوطة تساؤله "هل نحن أحياء فعلا؟ هل يعلم الآخرون أننا موجودون وأحياء في هذه السراديب؟". فقد أظهرت الصور المتداولة عن مذبحة الغوطة الشرقية بسوريا أطفالا تغطيهم الدماء وآخرين مبتورين وغيرهم يسحبون من تحت الركام مغطون بالتراب والرمال تملأ أفواههم، بينهم أطفال فقدوا آباءهم أو أمهاتهم أو أشقاءهم.
ونوهت الصحيفة بأنه منذ أقل من عام تم إعلان الغوطة الشرقية، أحد جيوب المعارضة المسلحة التي تقع على أطراف العاصمة السورية دمشق، "منطقة آمنة" في اتفاق بين روسيا وإيران وتركيا، ويظل 400 ألف شخص تقريبا عالقين هناك.
وأضافت الصحيفة أن الغوطة الشرقية بعد سنوات طويلة من الحصار والضربات الكيماوية المتعددة وبينها استخدام غاز السارين المدمر في 2013، شهدت مقتل 7 آلاف شخص خلال الشهور الأخيرة.
وأشارت إلى أن الهجمات التي حدثت هذا الأسبوع قتلت أكثر من 250 آخرين، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، و20 منهم اليوم الأربعاء فقط، فضلا عن قصف 7 مستشفيات منذ الإثنين الماضي، فيما أبلغ شهود عيان عن استخدام البراميل المتفجرة في الضربات ضد الغوطة الشرقية.
وذكرت الصحيفة البريطانية إن السوريين يحذرون من أن ما يحدث بالغوطة أكثر وحشية من الحصار المرعب الذي عانت منه مدينة حلب، بينما يشبه طبيب في الغوطة الشرقية الوضع بمذبحة سربرنتيسا ضد مسلمي البوسنة في 1995، والتي تعهد المجتمع الدولي تحت الضغط بعدم السماح بتكرارها مجددا، لكنها تحدث.
وأشارت "الجارديان" إلى أن الأقوياء استثمروا بشكل كبير وبات غير ممكن لهم الانسحاب حاليا أو الالتفات إلى السوريين الذين دمرهم طموحهم، وأصبحت الغوطة الشرقية، التي كانت يوما سلة غذاء دمشق، مخنوقة بالأتربة والجوع.