نتنياهو "يناور" للخروج من مأزق المحاكمة بتهمة الفساد.. يجذب الشعب الإسرائيلي لانتخابات مبكرة.. ويلعب على ملفات الأمن القومي لبلاده لحمايته من الاستقالة

كتب : سها صلاح

يدور الحديث اليوم في الأروقة السياسية الإسرائيلية عن احتمالية إقامة انتخابات مبكرة،في ظل قضايا الفساد التي تحيط برئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، وتوصيات الشرطة الإسرائيلية لتقديمه للمحاكمة.

وقالت صحيفة هآارتس الإسرائيلية أن استطلاعات الرأي اظهرت اشعبية حزب الليكود الحاكم برئاسة "نتنياهو" رغم كل قضايا الفساد، حيث أكد معهد "جيوكرتوغرافيا" أن لو جرت الانتخابات اليوم سيحصل الحزب على 30 مقعدًا، وبالتالي الرهان هنا على تصويت جمهور الناخبين الذى ربما يصوت لصالح نتنياهو ضارباً بقضايا الفساد التي تلاحقه عرض الحائط.

ومنذ ديسمبر 2016 حققت الشرطة الإسرائيلية 7 مرات مع نتنياهو، في قضيتي الفساد المعروفتين بالقضيتين 1000 و2000.

ويواجه نتنياهو اليوم اتهاما حول حصوله على هدايا ثمينة من رجال أعمال إسرائيليين والمعروف إعلامياً بـ"القضية 1000"، وملف آخر يتشبه فيه نتنياهو بالتفاوض مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" أرنون موزيس، للحصول على تغطية إخبارية منحازة مقابل التضييق على صحيفة "إسرائيل هيوم" المنافسة، وهو المعروف إعلامياً بـ "القضية 2000 ".

وتوقعت الصحيفة أن "نتنياهو" لن يتنحى ولن يستقيل من منصبه نتيجة التحقيقات الجنائية التي يخضع لها، ولكنه سيسعى إلى دفع الانتخابات قدما من أجل الحصول على تفويض جديد من الجمهور.

وعلى الرغم من توصيات الشرطة بمحاكمة نتنياهو على ملفي الفساد السابقين، إلا أنه هناك قضايا أخري قيد التحقيق، مثل قضية فساد صفقة الغواصات والمعروفة بـ"القضية 3000" حيث تم استجواب "نتنياهو" على أثرها في شبهة فساد، وقضية أخري تواصل الشرطة الإسرائيلية التحقيقات فيها وهى "القضية 4000" والتي يشتبه فيها تورط "نتنياهو" في تقديم تسهيلات غير قانونية لشركة "بيزك" وموقع "واللا" الإلكتروني، مقابل تقديم "شاؤول ألوفيتش"، مالك "بيزك" تغطية إخبارية إيجابية للزوجين نتنياهو على موقع "واللا"، الذي يملكه أيضا.

وقالت الصحيفة أن الانتخابات المبكرة قد تخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي من التحقيقات، وعلى الرغم من الأحداث السياسية القاسية التي يمر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي والتي تهدد بانتهاء مصيره في السجن كمن سابقوه من سياسيون أثبت تورطهم في قضايا فساد، إلى أنه عقب نشر توصيات الشرطة، أعلن قادة أحزاب الائتلاف المشكل للحكومة أنهم لا يعتزمون تفكيك الحكومة حتي الآن.

يحاول "نتيناهو" اجتذاب الناخبين وتشتيت أنظارهم عن قضايا الفساد من خلال عدة محاولات، على رأسها الرحلات الأخيرة التي قام بها في الفترة الأخيرة، ومن خلال الهجوم الحاد الذى شنه على إيران، خلال تواجده في مؤتمر ميونخ الأمني، الأحد الماضي، وقوله بانها "أكبر تهديد لعالمنا".

ويلعب نتنياهو على ملف أمن إسرائيل والتهديد الإيراني كعادته مع قرب موعد الانتخابات، أما من الناحية الاقتصادية والتي تهم بالطبع الناخب الإسرائيلي فاستغل "نتنياهو" بشكل كبير حدث توقيع اتفاقية تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر للترويج لأدائه السياسي؛ إذ صرح بالتالي " لم يؤمن الكثيرون بمخطط الغاز وقد قمنا باعتماده لأننا علمنا بأنه سيعزز أمننا واقتصادنا وعلاقاتنا الإقليمية لكن فوق كل شيء آخر، إنه يعزز المواطنين الإسرائيليين.

وترى الصحيفة أن نتنياهو هو صاحب الكاريزما الأقوى من بين الشخصيات الموجودة، والسياسي الوحيد الذي لا زال يعتبر، من جيل المرحلة الانتقالية، أي عاصر الكبار من السياسيين، ومن جاء بعدهم .

وعلى أية حال يبقي سيناريو تقديم نتنياهو لاستقالته، وأن تُصبح الحكومة انتقالية لحين إجراء انتخابات جديدة حينها بإمكان أحزاب الكنيست أيضاً تقديم ائتلاف حكومي بديل خلال 21 يوماً، ولكن المرجح هو الذهاب لانتخابات جديدة، مع وجود سيناريو ثاني متمثل في أن يفكك الائتلاف الحكومي بواسطة الأحزاب المكونة له، والذهاب إلى انتخابات مبكرة، تتنافس فيها من جديد لتشكيل ائتلاف حكومي بديل.

أما السيناريو الثالث هو بقاء نتنياهو رئيساً للوزراء حتى في ظل وجود لائحة اتهام ضده.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً