حقائق جديدة بشأن تورط قطر في الثورتين الليبية والمصرية.. "الدوحة" ساعدت طرابلس في تسديد ديون لامريكا مقابل الغاز.. و"حمد بن جاسم" بعد تنحي "مبارك" أبلغ "سيف الإسلام": الدور عليكم

كتب : سها صلاح

كشفت صحيفة "ميدل إيست آي " عن الصفقة الأخيرة بين قطر وليبيا ورفض الأخيرة منح الدوحة استثناءات للاستثمار في الغاز والعقارات والمصارف.

وقالت الصحيفة إن قطر كانت تسعى إلى الحصول على مقابل خدمات قدمتها في السابق إلى طرابلس، منها صرف 900 مليون دولار للمساعدة في حل خلافات دولية كانت ليبيا طرفًا فيها، من بينها 400 مليون دولار لـ"صندوق ضحايا الإيدز"، و500 مليون دولار فيما يعرف بـ"الاتفاق الليبي الشامل" مع الولايات المتحدة لتسوية القضايا العالقة.

وبناءاً على ذلك طلبت قطر، بعد ذلك، شراء أصول وإقامة مشاريع في ليبيا بثمن بخس، بحسب تقدير الليبيين، منها مشروع "المصرف الليبي القطري" ومشروع للأراضي في كل من منطقة "باب طرابلس" ومنطقة "جنزور"، إلى جانب حقول للغاز في "حوض غدامس".

وحين تباطأ مسؤولو طرابلس في الاستجابة للمطالب القطرية، قام الشيخ حمد بن جاسم بزيارة للعاصمة الليبية، في صيف 2010، والتقى بسيف الإسلام، في وجود كل من رئيس الوزراء في ذلك الوقت، البغدادي المحمودي، ورئيس المخابرات العسكرية عبد الله السنوسي، ورئيس مؤسسة النفط الليبية، الراحل، شكري غانم.

وفي هذا الاجتماع قال "حمد بن جاسم" أن قطر أعطت الكثير من الأموال لكم وانتم لم توفوا بعهدكم، حينها جندت قطر قناة الجزيرة لصالح الثورة علي الرئيس الليبي معمر القذافي .

أما قصة "الاتفاق الشامل" بين الولايات المتحدة وليبيا، والذي كان يهدف إلى غلق كل القضايا التي تخص ليبيا في الخارج، فقد كانت قيمته مليارًا و800 مليون دولار، دفعتهم قطر، عن ليبيا، حتى قبل نهاية حكم جورج بوش الابن بسنة واحدة.

ورأي سيف الإسلام حينها أنه من أجل الاهتمام بقضايا الداخل، وتنفيذ برامج للتنمية لليبيين، لا بد، أولًا من إغلاق ملفات الخارج، والتي كان من بينها قضية تفجير طائرة "يو تي إيه" مع الفرنسيين، وقضية تفجير طائرة لوكربي مع الأميركيين خصوصًا، وموضوع دعم الجيش الجهوري الأيرلندي مع البريطانيين، وقضية الملهى الليلي (لابل) مع الألمان، وغيرها من قضايا عبر العالم كان فيها ليبيون متهمين أو محكومين غيابيًا، وكان المتهمان الليبيان في لوكربي هما الأمين فحيمة وعبد الباسط المقرحي،وصدر حكما ببراءة فحيمة وإدانة المقرحي.

ويوضح صديق لسيف الإسلام القذافي كان عضوًا في لجنة "الاتفاق الشامل" الذي أقره، في 2008، الرئيس الأميركي بوش، والكونجرس، في نهاية المطاف "كان هناك من يقول لك: إذا دفعت عشرة ملايين دولار لكل عائلة ضحية من ضحايا لوكربي، فأنت تعترف بالمسؤولية، ويقولون لماذا دفعت.

وكانت الدفعة الأولى أربعة ملايين دولار لكل أهل ضحية، تدفع عند رفع العقوبات الأممية عن ليبيا، والتي كانت قد صدرت بالقرار رقم 748، ثم عند رفع العقوبات الأميركية، يتم دفع مبلغ أربعة ملايين دولار أخرى لكل عائلة ضحية.

وبعد ذلك، وعند رفع اسم ليبيا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، يتم دفع المليونين المتبقيين لكل ذي ضحية، وتمكنت ليبيا من دفع ثمانية ملايين دولار لعائلة كل ضحية من ضحايا لوكربي. ويقول مساعد سيف القذافي: "كان هناك جدول زمني لهذا الموضوع، دفعت قطر الثمانية ملايين دولار، لكن المليونين الأخيرين لم تدفعهما، لأن الجانب الأميركي تأخر في رفع اسم ليبيا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، حتى أبريل 2006،وكان يفترض أن يرفع اسم ليبيا من هذه القائمة سنة 2003".

وقالت الصحيفة أن السبب الذي دفع القطريين إلى هذا الأمر هو سعيهم للحصول على مشاريع بتسهيلات كبيرة في ليبيا، خاصة عقود الغاز، حيث كان لديهم مشروع المصرف الليبي القطري، ومشروع استثماري كبير اسمه باب طرابلس، كما كانوا يريدون تأسيس مشروع الشركة الليبية القطرية، في منطقة جنزور،وإقامة إنشاءات عقارية أيضا.

وكان هناك شركة اسمها "فرنكس"، كندية، تملك مع المؤسسة الليبية للاستثمار مجموعة حقول في منطقة حوض "غدامس" النفطي، وكان القطريون يريدون شراء هذه الأصول".

وتقول الصحيفة أن "سيف سأل الشيخ حمد، خلال العشاء، عن مشاريع سياحية يمكن أن يقوم بها القطريون على الشواطئ الليبية، إلا أن الشيخ حمد رد قائلًا: هذا بعدين، لكن كيف نتعاون سويًا، قطر وليبيا، في مجال البترول والغاز؟".

وبعد كل تلك العلاقات القطرية - الليبية ، بدأت أحداث ما يعرف بـ"الربيع العربي" في اجتياح المنطقة انطلاقًا من تونس.

وحين بدأت المظاهرات في مصر، شعر القذافي بالغضب مما عده تحاملًا من جانب قطر وقناة "الجزيرة" على الرئيس المصري حسني مبارك، فاتصل بأمير قطر حينها "حمد بن خليفة"، وعلى مصر.

وقالت الصحيفة أن مساعد نجل "القذافي" كان شاهداً على القصة وبعد تنحي مبارك، تحدث أحد أبناء أمير قطر مع سيف الإسلام، وقال له: جهزوا أنفسكم، أنتم الهدف المقبل"، وبعد ما دار بين نجل القذافي ونجل الشيخ حمد، تكلم سيف مع مدير كبير في قناة "الجزيرة" في ذلك الوقت، وسأله عما إذا كانت القناة تعمل على موضوع يهدف إلى شحن الشارع الليبي وإثارته ضد نظام القذافي،ونفي مدير القناة تلك التعليمات.

ولكن بمجرد اشتعال الأحداث في ليبيا، بدأت القنوات في حملة ضد النظام الليبي، حيث بدأت في تضخيم لاعداد القتلى في الأحداث، وأن النظام قصف أحياء مدنية بالطائرات، وأنه تم اغتصاب آلاف النساء، وأن طرابلس تعج بالمرتزقة.

وبعد ذلك زعمت قطر من خلال قنواتها أن معمر القذافي وعائلته لديهم حسابات بمئات المليارات من الدولارات في الخارج، وبعد مرور سبع سنوات لم يعثر أي كان من أجهزة مخابرات ودول على أي من تلك الحسابات المزعومة، وماوُجد كان يخص المؤسسة الليبية للاستثمار، وشركة الاستثمارات الخارجية، ومصرف ليبيا المركزي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً