تعددت الأسباب والنتيجة واحدة، لكن في هذه الحالة هو أن يقتل "فلذة كبده" آبائهم، ويندم بعدها على ما أقدم عليه، في وقت لا ينفع فيه الندم، ويلعن الشيطان الذي جعله يفقد أعصابه في وقت الغضب، ويقدم على إزهاق روح أحب الناس إليه.. حالات تجرد فيها الأبناء من كل مشاعر الإنسانية والرحمة، الأولى تقتل أباها شنقًا، والثانية بالسكين، والآخر من أجل الحصول على ثمن المخدرات.
يرصد "أهل مصر" في هذا التقرير، أبرز الجرائم التي ارتكبها أبناء ضد آبائهم على النحو التالي:
يقتل والدته بالسكين في الإسكندرية
شهدت منطقة الإبراهيمية، شرق الإسكندرية، جريمة مأساوية، عندما أقدم شاب علي قتل والدته بالضرب بسلاح أبيض "سكين" محدثا إصابتها بجرح طعني بالصدر من الناحية اليسري مما أودي بحياتها.
وبسوال نجليها "خ م ا" 32 سنة، حلواني، و"م م ا" 15، طالبة، مقيمان بذات العنوان، قررا بأن شقيقهما "أحمد م ا ح" 25 سنة، عاطل، من متعاطي المخدرات "الأقراص المخدرة"، وساءت حالته النفسية في الفترة الأخيرة واليوم تعدي علي والدته بالضرب بسلاح أبيض "سكين" كان بحوزته محدثا إصابتها التي أودت بحياتها وفرهاربا.
يقتله والدته بمدينة نصر
أمرت نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، بحبس شاب 4 أيام، على ذمة التحقيق لإتهامه بصفع والدته المسنة على وجهها، لرفضها إعطائه أموال، مما أسفر عن وفاتها بمدينة نصر.
وكشفت تحقيقات النيابة أن المتهم "ك.م" اعترف بأنه مدمن مخدرات، ولم يكن في وعيه وقت التعدى على والدته، وأنه في يوم الواقعة، لم يكن معه نقود لشراء المخدرات التى يتعاطاها، فتوجه إلى والدته البالغة من العمر 70 سنة، وطلب منها إعطائه النقود لشراء المواد المخدرة، إلا أنها رفضت، وقالت له "هتاخد تحويشة دفنتي" فانهال عليها ضربا وصفعها على وجهها، فسقطت مغشيا عليها، إلا أنها لم تستفيق معها، وصعدت روحها إلى بارئها.
يقتل والدته في بولاق الدكرور
شهدت منطقة بولاق الدكرور، جريمة بشعة حيث أقدم مدمن على قتل والدتة طعنا بالسكين.
وبالانتقال والفحص تبين قيام مدمن مخدرات بطعن والدته بعدة طعنات بعد مشاجرة بينهما لرفضها إعطائه الأموال لشراء المخدرات.
فتاة تقتل الأب شنقا
أقدمت فتاة تبلغ من العمر 27سنة، على قتل أباها شنقا بمساعدة والدتها وخطيبها، بعد اعتداء الأب عليها جنسيًا، موضحة أنه قام بتشويه سمعتها وسط الجيران، بالإضافة مطالبته بأموال من أجل أن يشترى بها مواد مخدرة.
وورد بلاغ للأجهزة الأمنية بالعثور على جثة رجل بأحد المصارف، وتبين من خلال فريق البحث أن زوجة المجني عليه وابنته وخطيبها وراء هذه الواقعة.
وألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهمين الذين اعترفوا بارتكاب الواقعة، حيث ادعت الابنة أنه يمارس أعمال السحر والشعوذة ويتعاطى المواد المخدرة، وأكدت أنها ووالدتها وخطيبها في التحقيقات تخلصوا منه بعد مهاجمته وخنقه بحبل، وأضافوا أنهم بعدما تأكدوا من وفاته قرروا التخلص من جثته.
قتل الأم طعنا
شاب فى العقد الثالث من عمره يجلس فى غرفته وحيدا ليس برفقته سوى السيجاره التى لا تفارقه، رأى أن والدته تفرق فى المعاملة بينه وبين أشقائه، ويظن أنها تحبهم بدرجة أكبر، فعزل نفسه فى غرفه ظل فيها لشهور، وإذا فجأة اقتحم عليه ابن خالته الخلوة التى كان ألفها لشهور، وسرعان ماتحولت الوحدة إلى ألفة، والسيجارة التى كانت لاتفارقة إلى مخدرات، التى كان مصدرها ابن خالته.
وخرج هانى من الأزمة التى عاشها وأصبح شخص مرح بعد جرعات الهروين التى أدمنها، والذى دفعه مابين عيشه وضحاها أن يأخذ قرار وهو فى حالة الاوعى بأن يقتل الأم التى لا تعلم أن ابنها يتعاطى المخدرات.
وعندما امتنعت الأم عن إعطائه المال ليشترى بها المكيفات، خطر بباله أنها لا تحبه كباقى إخوته، فطعنها بالسكين فى "رقبتها"، ما أودى بحياتها فى الحال، وفر هانى هاربًا، قبل أن تلقى الشرطة القبض عليه، ويعترف بجريمته كاملة، مبررًا ما حدث بأن الأم كانت تفضل أشقاءه عليه.
(رأي علم النفس والاجتماع)
تقول الدكتورة أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن جرائم قتل الأبناء لآبائهم وأشقائهم والعكس موجودة منذ بدء الخليقة مستدلة على ذلك بقصة قتل قابيل لشقيقه هابيل والتى تعد أول جريمة قتل فى تاريخ البشرية، وأضاف أن تلك الحالات قليلة ولكن أكد إذ لم يتم التصدى له سيؤدى إلى انتشار تلك الحالات وستكون ظاهرة.
وأضافت سميحة نصر، أن الأطفال المهملة والذين يسىء الوالدان معاملتهم ولا يكون لديهم إلا خيارات محدودة هم من يقومون بمثل هذه الجرائم الاجتماعية، كما أن لهم سمات شخصية تتخلص فى ظهور علامات العنف الأسرى، من حاولوا الحصول على مساعدات لكن جميعها باءت بالفشل، من حاول الهرب أو الانتحار والمنعزلون عن أقرانهم، من يشعرون بقلة الحيلة وعدم القدرة على تغيير أحوالهم المنزلية، حيث إنهم ينظرون لجريمة القتل على أنها حل مريح لجميع الأطراف المعنية.
(العقوبة)
قال مصدر قضائي، إن قانون العقوبات ينص على تطبيق أقصى العقوبة، فى كل واقعة على حدة سواء كان الإعدام أو المؤبد، نظرًا لتوافر عنصر الأمان، لافتًا إلى أنه فى حالات التعدى بالضرب على الآباء والأبناء يقوم القاضي بتطبيق أقصى العقوبة والتي تصل إلى ثلاث سنوات.