لا حديث يعلوا في الأوساط الاقتصادية العالمية، فوق طرح شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو» السعودية بالبورصة، والتي تعد إحدى علامات النفط في العالم، ليس فقط بسبب حجم مخزونها من النقط، إنما لارتفاع قيمها السوقية، والتي تجاوز حاجز الـ 2 تريلون جنيه.
أما فى مصر فجاءت تصريحات مسئولي الحكومة المصرية بشأن طرح شركة إنبى بالبورصة المصرية، ورغبتهم في أن يكون طرحًا عالميا على غرار طرح «أرامكو»، كنوع من «الشو الاعلامى» فقط، خاصة في ظل تأكيد الخبراء بأنه لا وجه للمقارنة بين «إنبي» و«أرامكو»، فضلًا عن التأخر الكبير في برنامج الطروحات الحكومية، والعقبات القانونية التي تعد السبب الأكبر في تأخير برنامج الطروحات.
ومنذ إعلان موافقة لجنة الطروحات الحكومية على تفاصيل طرح شركة انبي للبترول في البورصة والترويج لها صاحب هذا الإعلان عديد من التساؤلات، يأتي في مقدمتها حجم السيولة بالسوق، ومدى جاهزية البورصة المصرية لاستيعاب طرح شركات حكومية مع الحصول على اكبر استفادة من الطرح.، وكذلك مدى قدرة الطرح على إنعاش السوق المطروح فيه، مما يجعل القائمين على الأسواق العالمية يتسابقون الية، كطرح شركة «أرامكو» في السوق السعودي، والذي يعتبر الاكتتاب الأكبر تاريخيا، فهل سيكون طرح أنبي بالبورصة المصرية على مستوي طرح «أرامكو» بالسوق السعودي.
إنبي طرح محلي
من جانبه استبعد محمد فريد، رئيس البورصة المصرية، ان يكون طرح 24% من شركة أنبي للبترول في البورصة المصرية، على مستوي «ارامكو»، موضحا أن لكل سوق القواعد والتشريعات المنظمة له، ولا تصلح المقارنة بين طرح عالمي وطرح على مستوى محلى بحصيلة مستهدفة مختلفة.
وعن الموعد المناسب للطرح، أكد «فريد» في تصريحات خاصة لـ« أهل مصر» على الاستعداد التام وتعطش سوق الأوراق المالية لمزيد من الطروحات، والتى ترفع بدورها القيمة السوقية للبورصة، وعاملًا قويًا لجذب المزيد من المستثمرين سواء المصريين أو الأجانب.
ولفت رئيس البورصة المصرية، ان البورصة المصرية شهدت خلال عام 2017، نحو 6 طروحات ناجحة، وتم تغطيتها بصورة جيدة جدا، والتي بدورها جذبت شريحة جديدة من المستثمرين، او آخرين أرادوا التنويع بمحفظتهم الاستثمارية.
تجدر الإشارة إلى ان أشرف غزالي الرئيس التنفيذى لبنك الاستثمار الحكومى «NI كابيتال»، توقع أن تبلغ حصيلة طرح شركة «انبي» فى البورصة المصرية بين 100 و150 مليون دولار.
الطرح بالجنيه الخيار الأفضل
ومن جانبه، أكد حسن الصوالحي، نائب رئيس الجمعية المصرية للمحللين الماليين وخبراء الاستثمار «CFA Society Egypt»، العضو المنتدب لشركة «الجزيرة» لتداول الأوراق المالية أن الهدف الأساسي من طرح الشركات المملوكة للدولة بالبورصة يتمحور حول إعادة هيلكة مالية وادارية لها، وفتح قنوات تمويلية جديدة تكاد تكون منعدمة التكلفة فضلا عن تنشيط البورصة المصرية وإضافة قطاعات جديدة لها.
ورجح «الصوالحي» أن يتم التداول على سهم أنبى بالبورصة بالجنيه، لتدعيم الطلب على العملة لمحلية، وارتفاع أسعارها مقابل العملات الأخري، واعتبر النسبة المعروضه من الطرح نسبة عادلة لا مغالاه فيها لحماية حقوق حملة الأسهم، مؤكدً فى الوقت ذاته أن انجازات شركة " انبي" في افتتاح المرحلة الأولى من حقل ظهر بحجم أعمال تخطى 170 مليون دولار، يؤهلها لتكون بديل محلى للشركات الأجنبية العاملة في القطاع البترولى في مصر.
ويبلغ رأسمال إنبى المصرح به 600 مليون دولار، والمدفوع 200 مليون، وتمتلك الهيئة العامة للبترول %97 من أسهمها، وحققت «انبى» إيرادات بقيمة 4.985 مليار جنيه، بصافي ربح قدره 1.092 مليار خلال عام 2016.
"إنبي ليست أرامكو"
من ناحية أخرى قال احمد شمس الدين، رئيس قسم البحوث بالمجموعة المالية «هيرميس» القابضة، «انبي ليست أرامكو»، فالقيمة السوقية لـ«ارامكو» تبلغ 2 تريليون دولار، وبناء على ذلك فأن قيمة السهم الواحد تعادل 5 دولار، كما أن «أرامكو» تستحوذ على 20 % من الاحتياطي النقطي العالمي فبلا أدني شك هو من أضخم الطروحات التي يصعب مقارنتها باى طرح داخل الأسواق الناشئة.
وتصل القيمة السوقية لشركة «أرامكو» نحو 20 ضعف شركة «إكسون موبيل»، وهي أكبر الشركات النفطية المدرجة في البورصات على مستوى العالم، لعاملة في مجال النفط والغاز.
وحول الضوابط والشروط الحاكمة لطرح أسهم الشركات المملوكة للدولة، أكدت رانيا يعقوب، رئيس مجلس إدارة شركة «ثري واى» لتدول الأوراق المالية، ضرورة توافر الشفافية في التعامل مع أصول الدولة، مع احتفاظ الدولة بالحصة الحاكمة في هذه الشركات، وتحديد نسب الطرح وفقا لطبيعة كل نشاط فضلا عن مدي جاذبية للمستثمرين.
تجدرالإشارة إلى أن اختار الحكومة التحالف الثلاثي الذي سيتولى عملية بيع وترويج جزء من أسهم شركة إنبى للبترول في البورصة المصرية على رأسه «سى آى كابيتال» و«جيفريز إنترناشونال ليميتد»، وبنك «الإمارات دبى الوطنى».